بكتيريا قديمة مستخرجة تظهر تسبب الكوليرا بأمراض عصرية!
١٣ أبريل ٢٠١٩
استطاع علماء الخريطة الوراثية رسم إحدى سلالات الكوليرا تم استخراجها منذ أكثر من مائة عام واكتشفوا أدلة توضح تسبب بعض سلالات بكتريا الكوليرا في انتشار أمراض في عصرنا الحالي.
إعلان
رسم علماء الخريطة الوراثية (الجينات) لإحدى سلالات الكوليرا تم استخراجها منذ أكثر من مئة عام من جندي بريطاني كان مريضا أثناء الحرب العالمية الأولى واكتشفوا أدلة على كيف تسبب بعض سلالات بكتريا الكوليرا في أوبئة وأمراض في العصر الراهن.
وقال الباحثون إن البكتيريا، التي يعتقد أنها أقدم عينة متاحة من البكتريا المسببة للكوليرا، تم استخلاصها في عام 1916 من براز جندي أصيب بإسهال ناتج عن الكوليرا بينما كان يتماثل للشفاء في مصر. لكن تحليلهم لشفرتها الجينية كشف أنها كانت سلالة غير مميتة.
غير أن هذه السلالة تتصل من بعيد بسلالات بكتيريا الكوليرا التي تسبب حالات التفشي الراهنة وتسببت أيضا في أوبئة في الماضي.
وقال نيك طومسون الذي شارك في الإشراف على الدراسة، في معهد ويلكم سانجر، بكمبردج ببريطانيا: "على الرغم من أن هذه العينة المعزولة من البكتريا لم تسبب أي تفشي للعدوى إلا أنه من المهم دراسة هذه السلالات مثلما ندرس السلالات التي تسبب الأوبئة". وأضاف "دراسة سلالات من أزمنة مختلفة يمكن أن يمنح نظرة متعمقة على تطور هذه السلالات من البكتريا وربط ذلك بالتقارير التاريخية لإصابة الإنسان بالمرض".
ويسبب المرض إسهالا شديدا وتنتج عن تناول أو شرب أطعمة ملوثة بجراثيم الكوليرا السامة. ويمكن أن ينتشر بسرعة في المناطق التي تعاني من سوء شبكة الصرف الصحي. وهو ما سبب العديد من الأوبئة العالمية على مر التاريخ.
ويقول خبراء إن إحدى المرات المعروفة التي تفشى فيها المرض باسم "الوباء السادس" تزامنت مع الحرب العالمية الأولى.
وتنتشر الكوليرا في الوقت الراهن في عدة بلدان منها اليمن وموزامبيق. وتقول منظمة الصحة العالمية إن المرض "تهديد عالمي" .ويتوقع خبراء إصابة ما بين 1.3 مليون وأربعة ملايين شخص ووفاة ما بين 21 و143 ألفا بسبب المرض سنويا.
م.م/ ع.أ.ج (رويترز)
الكوليرا تحصد أرواح اليمنيين ـ تحذيرات من كارثة غير مسبوقة
لم تتوقف معاناة اليمنيين عند كون بلدهم واحدا من أفقر دول الشرق الأوسط وإنما زادت بسبب الحرب الجارية. ومنذ أكثر من أسبوعين بدأت الكوليرا تزيد من معاناتهم. وفي ظل الظروف الحالية هناك مخاوف من وقوع كارثة غير مسبوقة.
صورة من: Reuters/A.Zeyad
جرعة ماء من قنينة
هذا المواطن اليمني المسن يعاني من الكوليرا، ويتلقى العلاج في مستشفى في العاصمة صنعاء. يحصل على رعاية جيدة نسبيا، ولذلك يعتبر محظوظا مقارنة بآلاف غيره، لا يمكن للمستشفيات حالياً أن تضمن لهم مثل هذه الرعاية.
صورة من: Picture alliance/Photoshot/M. Mohammed
في كل يوم مرضى جدد
منذ الـ 6 من مايو/ أيار تاريخ أخذ هذه الصورة في مستشفى صنعاء ارتفع عدد المرضى بقوة. مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومنيك شتيلهارت يحذر من "وضع إنساني كارثي" في العاصمة. فقد اقترب عدد من ماتوا بسبب الكوليرا في اليمن خلال أسبوعين من 200 شخص وعدد حالات الإصابة نحو 11 ألف حالة.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
البقاء في الحياة في عاصمة الحرب الأهلية
تتراكم القمامة في شوارع صنعاء منذ أن دخل موظفو جمع القمامة في إضراب بسبب عدم صرف الرواتب منذ شهور. الناس في البلد الفقير الذي تسوده منذ 2014 حرب أهلية يبحثون في النفايات عن شيء يأكلونه أو بقايا قابلة لأي استخدام. وتعد الأطعمة والمياه الملوثة أحد أسباب انتشار الكوليرا.
صورة من: Getty Images/M.Huwais
ليس هناك حتى سرير
في الأثناء بات الوضع داخل المستشفيات مترديا من ناحية النظافة. الكثير من مرضى الكوليرا لا يتوفرون حتى على سرير. هم مجبرون على تلقي الرعاية فوق أرض المستشفى. كما أن وسائل العلاج والأدوية والمضادات الحيوية قاربت على النفاد وفق ما صرح به عادل ثامر رئيس لجنة النشر بالهلال الأحمر في صنعاء خلال مقابلة مع DW عربية.
صورة من: Getty Images/M.Huwais
الأطفال وكبار السن الأكثر تضررا
القيء والإسهال يظهران غالبا في بداية المرض، الذي ينتشر بسبب الماء غير النظيف أو الأطعمة الملوثة وغيرها. ويتعرض الأطفال وكبار السن خصوصا لفقد السوائل والجفاف. والمهم هو ضمان كمية كافية من الماء النقي والسكر والملح. وإذا توفر هذا بجانب الأدوية والأمصال فمن الممكن الشفاء من المرض تماما، أما غير ذلك فخطر قد يودي بالحياة.
صورة من: Getty Images/M.Huwais
رحلة وسط فيضان
سائق يقود شاحنته عبر شوارع صنعاء التي غمرتها المياه بعد هطول أمطار غزيرة. كميات المياه الهائلة تساهم في انتشار جراثيم المرض.
صورة من: Getty Images/M.Huwais
مزيد من الأطباء والأدوية والأسرة
الأطباء والطواقم الطبية تبذل قصارى جهدها في علاج المرضى، ليس فقط في صنعاء، بل في مناطق أخرى في اليمن. وزارة الصحة الخاضعة للحوثيين أعلنت الأحد الماضي (14 مايو/ أيار) في بيان لها أن العاصمة صنعاء أصبحت منكوبة صحيا وبيئيا جراء تفشي وانتشار الكوليرا، الذي أصبح يحصد أرواح المواطنين، مناشدة المنظمات الإغاثية مساعدتها في التصدي للوباء والحيلولة دون وقوع كارثة غير مسبوقة.