بلاد ما بين النهرين ـ الأفيون والقنب من أجل التعبد
٢٨ أبريل ٢٠١٨
يبدو أن المخدرات لا سيما القنب والأفيون ليست نتاج المدنية الحديثة. إذ أوضحت دراسات تاريخية استخدامها قبل آلاف السنين خاصة في بلاد مابين النهرين. وارتبطت بطقوس وعوامل روحية وصياغة معتقدات خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
إعلان
يرى عديد من الباحثين أن حضارة ما بين النهرين ومنطقة الهلال الخصيب شهدت صناعات مثل تخمير الكحول قبل أكثر من عشرة آلاف عام. ووفقا لمجلة Science المتخصصة، فإن العامل النفسي كان مهما في الجانب الثقافي للحضارات التي عاشت في تلك المنطقة.
على سبيل المثال تظهر الحفريات والدراسات أن الناس هناك استخرجوا الأفيون من نبتة الخشخاش واستخدموه. وبينت الدراسات وجود طقوسا خاصة لاستخدام الأفيون وضعت منذ أكثر من 3 آلاف عام. في حين أن نبتة القنب (الحشيش) استخدمت في بعض الصناعات الدوائية لسكان المنطقة .
ويبدو أنه من شبه المؤكد أن استخدام المخدرات بدأ في عصور ما قبل التاريخ وانتشر مع الهجرات البشرية التي شهدتها المنطقة، وهو ما تم رصده عبر دراسة الجينات الخاصة بسكان منطقة ما بين النهرين والأقوام المحيطة.
وذكرت المجلة المتخصصة عثور فريق تنقيب أثري ألماني على بقايا نباتية من القنب تعرض بعضها للاحتراق والتفحم نشأت في شرق ووسط أسيا، إذ بينت الدراسات أن الاستخدام الخاص للنبتة تمثل بتدخينها أو ابتلاعها.
ويعتقد بعض العلماء أن استخدام الأفيون والقنب لم يكن فقط من أجل الأدوية فقط بل أيضا من أجل صياغة مجموعة من المعتقدات والاتصال بالمجتمع الروحي، إذ كانت عملية الشفاء مرتبطة بالطقوس الدينية في الماضي، كما أن الدراسات بينت وجود طقوس خاصة توجب اتباعها من أجل استخدام النبتة المخدرة. وربما لعبت مواد أخرى في طقوس الشفاء، إذ وجد العلماء بقايا نباتات تعطي مفعولا مشابها للمخدرات مثل نبتة أزهار زنبق الماء الأزرق مخلوطا بمواد كحولية.
ع.أ.ج/ ع خ
المخدرات في تاريخ ألمانيا.. بين الاستخدام العسكري والطبي
حسب المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان ينفق الأوروبيون أكثر من 24 مليار يورو سنويا على المخدرات. وشهد تاريخ أوروبا توظيفا للمخدرات في الطب والحربين العالميتين الأولى والثانية. فيما يلي جرد لبعض الأمثلة في ألمانيا.
خلال هجومه على بولندا عام 1939 وفرنسا عام 1940، أجبر هتلر جنوده على تناول مخدر "الميثامفيتامين". ووُزعت عليهم 35 مليون قطعة من حبوب هذا المخدر.
صورة من: picture-alliance/dpa-Bildarchiv
رغم أن أحد الكميائيين اليابانيين كان السباق إلى تطوير سائل الميثامفيتامين، غير أن باحثين ألمان حولوه إلى أقراص عام 1937، وصار يستخدم أيضا لأغراض طبية باسم ميث كريستالي لعلاج فرط الحركة والسمنة وضعف التركيز.
يسود اختلاف في الرأي بين المؤرخين حول ما إذا كان أدولف هتلر مدمنا ًعلى المخدرات أم لا. ففي وصفات طبيب هتلر الخاص ورد حرف X باستمرار. ويرجح البعض أنه رمز لدواء من مخدر الميثامفيتامين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Fine Art Images
يعود تداول المخدرات في ألمانيا كدواء لفترة ما قبل هتلر. ففي نهاية القرن الـ19 أطلقت شركة أدوية ألمانية إعلانا بشعار "تخلص من السعال باستعمال الهيروين".
يرتبط اسم فيليكس هوفمان باختراعه للأسبرين، لكنه كان أيضاً أول من استعمل الهيروين في الطب، وبالضبط من نبتة خشخاش المنوم عبر مزجه بحمض الخليك. وفي عام 1971 أصبح الهيروين محظورا في ألمانيا.
في عام 1862 بدأت شركة "دارمشتات" في إنتاج دواء من الكوكايين كمخدر لأطباء العيون، بفضل عالم الكيمياء الألماني ألبرت نيمان الذي استخلص الدواء من أوراق نبتة الكوكا.
صورة من: Merck Corporate History
عالم النفس سيغموند فرويد استهلك بدوره الكوكايين لأغراض علمية. وكشف فرويد في بعض المخطوطات عن مختلف تأثيرات الكوكايين بنوع من الإعجاب.
صورة من: Hans Casparius/Hulton Archive/Getty Images
استهلاك المخدرات لا يقتصر على ألمانيا بل يشمل جميع بلدان العالم. وحسب الأمم المتحدة فقد توفي 190 ألف شخص في عام 2013 بسبب المخدرات.