مع تعاقب ردود الفعل حول حوادث الاعتداء الجنسي بمدينة كولونيا الألمانية، أعلنت شرطة هامبورغ شمال البلاد ارتفاع بلاغات التحرش الجنسي هناك في ليلة رأس السنة إلى 108، فيما دعا رئيس وزراء سلوفاكيا إلى قمة أوروبية طارئة.
إعلان
ارتفع عدد البلاغات التي قدمت للشرطة في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا بشأن عمليات التحرش التي تعرضت لها النساء ليلة رأس السنة. وذكر متحدث باسم شرطة المدينة أن السلطات تلقت حتى الجمعة (الثامن من يناير/ كانون الثاني 2016) 108 بلاغات بهذا الصدد من قبل نساء ألمانيات.
وبرر المتحدث هذا الارتفاع، بالمقارنة مع حصيلة بلغت 70 بلاغاً أمس الخميس، باهتمام رجال الشرطة بشكاوى النساء في هذا الصدد، مبيناً أنهم يسألون النساء بصورة أكثر تحديداً عن تفاصيل وقوع الاعتداءات والسرقات أو عمليات السطو.
لكن المتحدث أشار إلى أن رجال الشرطة لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد هوية المشتبه فيهم. هذا وعززت الشرطة من تواجدها في المدينة خاصة عند محطات السكك الحديدية. كما وضعت كاميرات للمراقبة تستمر من ليلة الجمعة حتى يوم غد السبت.
من جهة أخرى، دعا زيغمار غابرييل، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا ونائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى تشديد القوانين بعد الاعتداءات على عدد من النساء في مدينة كولونيا غرب البلاد ليلة رأس السنة.
وقال غابرييل الجمعة في تصريح له بالعاصمة الكوبية هافانا، على هامش فعاليات رحلته إلى كوبا: "إذا كان من الضروري تعديل القوانين فإننا سنفعل ذلك أيضاً". وأوضح غابرييل أن بالنسبة لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، فإنه يعتقد "أن مبدأ غيرهارد شرودر، رئيس الحزب السابق وسلف ميركل، القائل بأن المجرمين الأجانب عليهم ألا يبحثوا عن أهداف لهم في ألمانيا أمر صحيح بطبيعة الحال".
وأكد نائب المستشارة أن ما سيطبق هو الشدة الواضحة من جانب دولة القانون، مشيراً إلى أن هذا سيمثل السياسة المتبعة بعد أحداث كولونيا التي يلتزم بها الألمان والقسم الأكبر من اللاجئين الذين ينضوون تحت لواء القانون ويعيشون بسلام. وذكر غابرييل: "وهؤلاء لا يصح أن يساء إلى سمعتهم بسبب أرباب السوابق والمجرمين، ولا يصح أن يعتدي من يبحث عن الحماية لدينا على أبناء الشعب الألماني".
وعلى الصعيد الأوروبي، دعا رئيس الحكومة السلوفاكية، روبرت فيكو، الجمعة الى عقد قمة استثنائية للاتحاد الاوروبي إثر ما حدث في كولونيا. وقال المسؤول السلوفاكي في مؤتمر صحفي: "سيكون من الضروري الدعوة إلى قمة استثنائية (للاتحاد الأوروبي). لا بد من تعديل الموعد الذي اتفقنا عليه مؤخراً، لأننا لا نستطيع الانتظار حتى الخريف في ضوء الأحداث التي وقعت" في كولونيا.
ي.أ/ ح.ح (د ب أ، أ ف ب)
الاعتداءات الصادمة في كولونيا.. مشاهد وردود فعل حادة
أثارت سلسلة الاعتداءات الجماعية التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا سخطا ألمانيا كبيرا على المستوى السياسي والشعبي وردود أفعال قوية، وفتحت النقاش مجددا حول اندماج المهاجرين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
يثير حوالى مئة اعتداء جنسي تم تسجيلها في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ونسبت إلى "شبان عرب على ما يبدو" استياءً كبيرا في ألمانيا، حيث نددت الحكومة بأعمال العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها قلقة من اتهام اللاجئين.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وفقا لبيانات الشرطة، فإن نحو 1000 رجل "يبدو أنهم من المنطقة العربية أو شمال أفريقيا" تجمعوا ليلة رأس السنة في ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع، وحوطّوا النساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن، ووصفت الشرطة ما حدث بأنه جرائم جنسية جرت في شكل جماعي بالإضافة إلى حالة اغتصاب.
صورة من: DW/V. Kern
بعد الاعتداءات، نظم بين 200 و300 شخص حسب الشرطة تجمعا رمزيا امام كاتدرائية كولونيا للدعوة إلى احترام النساء. ورفعوا لافتة كتب عليها "السيدة ميركل، ماذا تفعلين؟ الأمر مخيف".
صورة من: Reuters/W. Rattay
رفع الكثير من المتظاهرين أيضا لافتات، كتبوا عليها " كلنا ضد التحرش وضد العنصرية"، في إشارة لعدم توجيه أصابع الاتهام لكافة الأجانب وخاصة اللاجئين. وذلك بعد أن قام الكثير من أنصار الأحزاب اليمينية والمحافظة بالحديث بتهديد المهاجرين ووصفهم بأوصاف عنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
عبر العديد من المتظاهرين في مدنية كولونيا على غضبهم من الأحداث، التي شهدتها مدينتهم ليلة رأس السنة، رافعين لافتات كتبوا عليها " طفح الكيل" و" لن نسكت" و" سنحارب التحرش" .
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني / يناير 2016 ) بما وصفته بـ "برد صارم من دولة القانون" على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة. جاء ذلك على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
لم تعلن الشرطة حتى الآن توقيف أي شخص في إطار هذه القضية. ولكن قائد شرطة مدينة كولونيا، التي تستعد لاستقبال مئات الآلاف من المحتفلين لمهرجانها التقليدي من الرابع إلى العاشر من شباط/ فبراير، أعلن عن تعزيز قوات الأمن وعمليات المراقبة بالكاميرات لتفادي مثل هذه الحوادث.
صورة من: DW/V. Kern
"لا يمكن للشرطة أن تعمل بهذه الطريقة"، إحدى العبارات التي انتقد بها وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016)، عدم تحرك شرطة كولونيا خلال سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة الأمر الذي أثار السخط في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
حذر وزير العدل الألماني هايكو ماس من وضع اللاجئين تحت الاشتباه العام عقب أحداث التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وقال ماس "لا ينبغي لأحد أن يستغل هذه التحرشات والاعتداءات في التشويه الجزافي لسمعة اللاجئين... إذا كان هناك طالبو لجوء بين الجناة فإن هذا ليس سببا لوضع كافة اللاجئين تحت الاشتباه العام".
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
أثارت تصريحات رئيسة بلدية كولونيا هنرييتي ريكر مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016) زوبعة من الانتقادات بعد أن نصحت النساء في مؤتمر صحفي بأخد مسافة (نحو ذراع) من الرجال الذي "لا نشعر معهم بالثقة". بعدها انتشر هاشتاغ #einarmlaenge الذي عبر فيه الكثير من الألمان عن سخريتهم وانتقادهم لهذه النصيحة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وجد المحافظون البافاريون في الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذين ينتقدون سياسة الحكومة في مجال الهجرة، وسيلة لتعزيز حججهم. إذ قال الأمين العام للحزب أندريا شوير بعد أحداث كولونيا: "اذا كان طالبو لجوء أو لاجئون قد ارتكبوا هذه الاعتداءات فيجب إنهاء إقامتهم في ألمانيا فورا". وهو ما انتقدته الأحزاب المعارضة، متهمة إياه بالشعبوية وعدم احترام دولة القانون.