أبقت الحكومة البلجيكية حالة التأهب القصوى في بروكسل على حالها، معلنة عن عزمها على إعادة تسيير قطارات المترو وإعادة فتح المدارس "تدريجيا" بعد يومين. كما وجهت النيابة البلجيكية تهمة المشاركة في اعتداءات باريس لشخص جديد.
إعلان
أعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال مساء الاثنين (23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015) إبقاء حال الإنذار الإرهابي بمستواه الأقصى في بروكسل معلنا في المقابل إعادة تسيير قطارات المترو وإعادة فتح المدارس "تدريجيا" اعتبارا من الأربعاء. وقال ميشال في ختام اجتماع لمجلس الأمن الوطني استمر ثلاث ساعات ونصف أنه "في ما يتعلق بالمدارس اتخذنا القرار بإعادة فتحها الأربعاء مع فرض تدابير أمنية إضافية، كما سيعاد فتح مترو (بروكسل) الأربعاء".
في غضون ذلك أعلنت النيابة العامة الفدرالية البلجيكية في بيان انه تم الاثنين توجيه التهمة إلى شخص جديد يشتبه بمشاركته في اعتداءات باريس، وذلك غداة حملة أمنية واسعة لمكافحة الإرهاب. وقالت النيابة "لقد اتهم بالمشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية و(ارتكاب) اعتداء إرهابي" في باريس، مضيفة أن المتهم وضع في الحبس في انتظار محاكمته.
وهو رابع شخص توجه إليه التهمة في بلجيكا لعلاقته المباشرة بالاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر وأسفرت عن سقوط 130 قتيلا وتبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وأضافت النيابة العامة انه تم الإفراج عن خمسة عشر شخصا آخرين كانوا اعتقلوا مساء الأحد.
وأوضحت أنه تم الإفراج عن اثنين من بين خمسة أوقفوا صباح الاثنين في بلجيكا، في حين يبقى الثلاثة الآخرون موقوفين على ذمة التحقيق حتى صباح الثلاثاء لإجراء "تحقيقات إضافية".
بلجيكا تطلب من المغرب تعاونا "وثيقا" في مجال الأمن
في غضون ذلك طلبت بلجيكا من المغرب "تعاونا وثيقا ومتقدما في مجال الأمن والاستخبارات"، وفق ما أفادت الاثنين وزارة الداخلية المغربية. وكانت معلومة استخباراتية مغربية ساعدت الأسبوع الماضي المحققين الفرنسيين في ملاحقة مدبر اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
وجوه الإرهاب في اعتدءات فرنسا الدموية
نُفذت اعتداءات باريس مجموعة من الجهاديين من ذوي الملامح والمسارات المختلفة، هم المدبر وتسعة منفذين و"صاحب سوابق" لإعلان التبني إضافة إلى عدد من المتواطئين، الذين تكشف الشرطة هوياتهم تدريجياً.
صورة من: iTele
المطلوب صلاح عبد السلام، المولود في بلجيكا عام 1989، استأجر إحدى السيارتين من بلجيكا وموجوداً في السيارة التي كانت تقل أخاه إبراهيم أثناء إطلاقه الرصاص إلى أن أوصله إلى شارع فولتير حيث فجر إبراهيم نفسه. ومازالت أجهزة الأمن تبحث عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Police Nationale
عبد الحميد أباعود، أو أبو عمر البلجيكي كما يلقب نفسه، يبلغ من العمر 27 عاماً، ولد في المغرب، وهو العقل المدبر للاعتداءات الدموية في باريس وأحد أبرز وجوه تنظيم "داعش"، وأعلنت فرنسا مقتله في عملية أمنية شنتها الشرطة في سان دوني.
صورة من: picture-alliance/dpa/Dabiq
إبراهيم عبد السلام البالغ من العمر 31 عاماً، أحد انتحاريي هجمات باريس كان برفقة أخيه صلاح عبد السلام قبل أن يقوم بتفجير نفسه أمام حانة في شارع فولتير. وكان يملك حانة في حي مولينبيك ببلجيكا، حيث ضُبط بتهمة الاتجار بالمخدرات.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية إسماعيل عمر مصطفاوي (29 عاماً) كان أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في مسرح باتاكلان، وتم التعرف على هويته من بصمات إصبع مبتور عُثر عليه في المكان. وكان اسمه مدرجاً على قائمة الأشخاص الموضوعين تحت المراقبة. ويسعى المحققون لإثبات انه أقام فعلا في سوريا بين عامي 2013- 2014. في الصورة: منزله الواقع جنوب غرب العاصمة باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Jocard
سامي عميمور (28 عاماً) انتحاري آخر فجر نفسه في باتاكلان، ولد في باريس وينحدر من درانسي بالمنطقة الباريسية. وكان متهماً بالانتماء إلى مجموعة مرتبطة بمخطط إرهابي "بعد مشروع رحلة فاشلة إلى اليمن". وصل إلى سوريا في 2013 وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وفي ربيع 2014 تمكن والده من لقائه في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Qiang
بلال حدفي (20 عاماً) أحد الانتحاريين الذي حاولوا اقتحام استاد دو فرانس، وولد في فرنسا ويقيم في بلجيكا، ذهب إلى سوريا للجهاد. وقد نشر على حسابه على موقع فيسبوك صور كلاشنيكوف وترسانة. وعلى أخرى يظهر عاري الصدر يحمل بندقية على كتفه ويصوب على هدف.
صورة من: diepresse.com
عثر على جواز سفر سوري قرب جثة هذا الانتحاري باسم أحمد المحمد. لكن هذه الهوية مزورة على الأرجح لأنها مطابقة لهوية جندي من الجيش السوري النظامي قُتل قبل أشهر عدة. وإذا كان هذا الانتحاري سجل مطلع تشرين الأول/ أكتوبر في اليونان بحسب بصماته وسط تدفق المهاجرين الهاربين من سوريا، فإن الغموض ما زال يحيط بجنسيته وهويته. ونشرت الشرطة الفرنسية صورته وأطلقت نداء لمن لديه معلومات تساعد على التعرف عليه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kyodo
الفتاة الفرنسية من أصول مغربية حسناء آية بولحسن (26 عاماً) قامت بتفجير نفسها في حي سان دوني بشمال باريس في شقة، حاصرت الشرطة فيها إرهابيين مطلوبين. وهي ابنة خالة أباعود. وكانت المخابرات المغربية قد أطلعت نظيرتها الفرنسية على معلومات توضح أن حسناء في فرنسا وأنها متشبعة بـ"الفكر الجهادي".
صورة من: iTele
8 صورة1 | 8
وتباحث عاهل بلجيكا الملك فيليب مع العاهل المغربي الملك محمد السادس ونقل إليه رغبة بلجيكا في إرساء تعاون وثيق ومتقدم مع المغرب في مجال الاستخبارات والأمن. واثر هذا الاتصال أجرى وزير الداخلية المغربي مباحثات مع نظيره البلجيكي وذلك من أجل "التفعيل الملموس والفوري لهذا الطلب، على غرار التعاون القائم مع فرنسا"، بحسب بيان الداخلية المغربية.