بلجيكا- ستة قتلى وعشرات الجرحى في صدم سيارة لتجمع كرنفالي
٢٠ مارس ٢٠٢٢
سقط ستة قتلى و26 جريحا على الأقل كثير منهم حالتهم خطيرة، عندما صدمت سيارة مسرعة حشدا تجمهر لحضور كرنفال في بلدة بجنوب بلجيكا. وتستبعد السلطات حتى الآن احتمال كون العمل إرهابيًا.
إعلان
صدمت سيارة حشدًا كان يشارك في مهرجان صباح الأحد (20 مارس/ آذار 2022) في بلدة ستريبي-براكونييه في جنوب بلجيكا ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقلّ وإصابة 26 آخرين بجروح خطيرة، وفق ما أعلنت السلطات التي تستبعد حتى الآن احتمال كون العمل إرهابيًا.
وفي بلجيكا، نظّمت مدن وقرى عددا من المسيرات في الشوارع بمناسبة المهرجان، أشهرها في بينش وألوست.
ويبلغ عدد سكان بلدة ستريبي - براكونييه حوالي تسعة آلاف نسمة. وكانت تقارير قد ذكرت في بادئ الأمر أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم. ولم يتضح ما إذا كان الحادث متعمدا أم لا. وأطلقت البلدة خطتها للطوارئ. وأكد متحدث باسم النيابة العامة أنه لم تكن هناك أي مؤشرات على وجود دافع إرهابي.
وقالت السلطات إن الحادث وقع عند قرابة الساعة الخامسة (04,00 ت غ) في ستريبي-براكونييه، وهي جزء من مدينة لا لوفيير الصناعية. وأعلن جاك غوبير رئيس بلدية المدينة لوكالة أنباء "بلغا" أن "سيارة كانت تسير بسرعة عالية صدمت حشدا تجمهر لحضور" الكرنفال.
ووفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس البلدية، كان حشد يضم نحو مئة شخص خرج من قاعة رياضية للتوجه إلى وسط البلدة عندما صدمته سيارة.
وقال داميان فيرهاين نائب مدعي عام مونس خلال مؤتمر صحافي "وفقا للتحقيق حاليا تفيد معلوماتنا بأن سيارة صدمت جمعا (..) ما ادى الى سقوط ستة قتلى و26 جريحًا" بينهم "عشرة أشخاص في حال الخطر".
وتابع "كان في السيارة شخصان تمّ استجوابهما"، مشيرًا إلى أنهما متحدّران من لا لوفيير من مواليد 1988 و1990. وأضاف أن احتمال كون العمل إرهابيًا مستبعد حتى الساعة.
وقال رئيس البلدية "كان هناك بين 150 و200 شخص" خلال المهرجان. وكتب رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو على تويتر "أنباء مروعة من ستريبي-براكونييه". وأضاف دي كرو الذي كان سيتوجه إلى مكان الحادثة برفقة الملك فيليب بحسب رئاسة الوزراء "أتوجه بأفكاري إلى الضحايا وأقاربهم. ويذهب أيضًا كلّ دعمي إلى خدمات الطوارئ على مساعدتها".
وكتبت العائلة المالكة في بلجيكا على تويتر: "تعاطفنا ودعمنا لضحايا حادث ستريبي براكونييه وعائلاتهم وأحبائهم. شكرا لخدمات الطوارئ لمساعدة المتضررين. أفكارنا معكم".
ويقول تيو، وهو شاهد على الحادث، للتلفزيون البلجيكي العام RTBF "كنت أمشي إلى جانب" المسيرة حين "التفتّ ورأيت سيارة تتجه نحو الحشد".
ويتابع "وصَلَت بسرعة كبيرة ولم تشغّل المكابح. تابعت طريقها ودهست مشاركًا في الكرنفال على بعد مئة متر". ويضيف "كان هناك الكثير من الناس الممددين أرضا".
وقال رئيس بلدية لا لوفيير إنه طلب من المنظمين إلغاء فعاليات الكرنفال الأخرى وهي الأولى التي تقام بعد عامين من الإلغاء بسبب جائحة كوفيد-19.
وكتبت وزيرة الداخلية أنليس فيرلندن على تويتر "ما كان يفترض أن يكون حفلة جماعية تحول إلى مأساة. نراقب الوضع عن كثب". وأضافت "أقدم التعازي لأسر وأصدقاء ضحايا الحادث الأليم الذي وقع صباح اليوم في ستريبي".
ع.ش/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
في صور.. حوادث تدافع حولت احتفالات إلى فواجع
تذهب الجماهير إلى فعاليات موسيقية أو رياضية أو حتى دينية على أمل الترويح عن النفس، غير أنه أحيانا تنقلب الأمور إلى ضدها ويتحول الاحتفال إلى مأساة بسبب حوادث التدافع. في صور: حوادث مؤلمة وأحدثها بالجزائر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Guidoum
الجزائر.. رحيل مرددي أغنية "الحرية"
جاؤا ليفرحوا ويرددوا أغنية "الحرية"، التي أهداها لهم ابن بلدهم، نجم الراب الجزائري المقيم في فرنسا سولكينغ، فحدث تدافع ووقعت المأساة في ملعب "20 غشت" ببلدية بلوزداد بالجزائر مساء الخميس (22 أغسطس/ آب 2019). كان المعلب يستعد لحفلة سولكينغ وكانت هناك جماهير غفيرة وطوابير وحواجز، وقبل انطلاق الحفل بساعة وقع تدافع عند أحد المداخل فقتلت فتاتان وثلاثة فتيان وجرح 100 آخرون على الأقل، حسب الدفاع المدني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Guidoum
ألمانيا.. مأساة المشاركين في "مسيرة الحب"
التدافع لا يقتصر على البلدان النامية، فدولة مثل ألمانيا شهدت تدافعا أدى إلى مقتل 21 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين. وقعت الكارثة في دويسبورغ في 24 يوليو/ تموز 2010، أثناء ما تعرف بـ"مسيرة الحب"، وهي مسيرة لعشاق "موسيقى التكنو" كانت تقام سنويا منذ 1989، وبلغ عدد المشاركين فيها عام 1999 نحو 1.5 مليون شخص. لكن بعد بعد كارثة دويسبورغ تم إلغاء المسيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Wiffers
بيرو تشهد أكبر تدافع في ملاعب الكرة
غير أن أعداد القتلى في التدافع في ملاعب الكرة أكبر منها في الحفلات الموسيقية. وكانت ليما عاصمة بيرو قد شهدت في 24 مايو/ أيار 1964 أكبر مأساة لجماهير الكرة حتى الآن. فقبيل نهاية مباراة بيرو والأرجنتين في التصفيات المؤهلة لدورة طوكيو الاولمبية نزلت الجماهير أرض الملعب وردت الشرطة بقنابل الغاز فوقع ذعر وتدافع أدى إلى مقتل نحو 350 شخصا وإصابة ما بين 500 و1000 شخص.
صورة من: Imago Images/United Archives International
مصر.. كارثتان لن تنساهما جماهير الكرة
شهد ملعب بورسعيد أسوأ كارثة في تاريخ الكرة المصرية. ففي الأول من فبراير/ شباط 2012 اقتحمت جماهير نادي المصري البوسعيدي الملعب واعتدت على جماهير النادي الأهلي، فوقع تدافع أدى إلى مقتل 72 من الشباب المصري، معظمهم من جماهير الأهلي. وبعدها بنحو أربعة أعوام (8 مارس/ آذار 2015) وقع تدافع بملعب الدفاع الجوي بالقاهرة بين جماهير الزمالك قبل مباراة الزمالك وإنبي بالدوري المصري فقتل 22 من مشجعي الزمالك.
صورة من: Reuters
منى.. عندما تحولت ملابس الإحرام إلى أكفان
التدافع لا يقتصر على الحفلات والمباريات فالتجمعات الدينية تشهد حوادث أيضا. فأثناء مناسك الحج وقع تدافع في 24 سبتمبر/ أيلول عام 2015 في مشعر منى، هو الأسوأ في التاريخ الحديث للحج. وصحيح أن السعودية ذكرت بعدها بيومين أن عدد القتلى 769 على الأقل، غير أن وكالة فرانس برس أحصت 1753 قتيلا أغلبهم من إيران ومصر ونيجيريا وإندوسيا، وفقا لأرقام نشرتها 31 دولة عن مواطنيها المفقودين في تلك الكارثة.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
الحجاج الهندوس ضحايا للتدافع أيضا
الحج الهندوسي على نهر الغانغ كل 12 عاما والمسمى "كومبه ميلا" هو أكبر تجمع ديني في العالم فقد حضره مثلا 25 مليون شخص عام 2001. واتساع المكان لا يجعل للتدافع أثرا كبيرا غير أنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 حدث تدافع في احتفال ديني هندوسي بمعبد راتانغر بوسط الهند أودي بحياة 90 شخصا على الأقل، وفقا للشرطة الهندية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Armangue
غالبا ما تمر الأمور بسلام
لحسن الحظ تنتهي معظم الفعاليات الدينية والفنية والرياضية كالحفلات الموسيقية أو مباريات كرة القدم بدون حوادث مؤذية، رغم حضور جماهيري كبير قد يصل لعشرات الآلاف. فتستمع الجماهير بنجومها المفضلين ويعودون إلى منازلهم تغمرهم السعادة ويملاهم الحماس، مثلما هو الحال هنا في حفلة بمدينة دارمشتات الألمانية. إعداد: صلاح شرارة