بلد صغير أمام خطر كبير.. بيربوك تحذر من توسع الحرب في لبنان
١٠ يناير ٢٠٢٤
تأتي زيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى لبنان في وقت يشهد فيه توترا شديدا. وتشكل الدولة الصغيرة مصدر قلق كبير للدبلوماسيين الغربيين. فإذا اندلع صراع إقليمي كبير، فمن المحتمل أن يكون لبنان من أكبر الضحايا.
إعلان
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من على متن الفرقاطة الألمانية "بادن فورتمبيرغ" الموجودة في ميناء بيروت، الأربعاء (10 يناير/كانون الثاني 2024)، إن الحرب بين إسرائيل ولبنان "ستكون كارثة لكلا البلدين". وناشدت الوزيرة الجانبين: "ما نحتاج إليه هو أقصى قدر من ضبط النفس العسكري".
ويبدو لبنان معرضا بشدة للصدمات الخارجية وللخطر هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى. فميليشيا حزب الله المناهضة لإسرائيل، والتي لا تخضع لسيطرة الحكومة الضعيفة في بيروت، تتمتع بنفوذ واسع في البلاد وتسيطر على المنطقة الحدودية مع إسرائيل. كما تتواجد حركة حماس الفلسطينية الإسلاموية المتطرفة أيضًا في لبنان.
وتشترك حماس مع حزب الله، وهما مصنفتان كمنظمتين إرهابيتين في الولايات المتحدة وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي، في هدف واحد: تدمير إسرائيل. وتتبادل إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود كل يوم تقريبًا.
وحذرت بيربوك بالقول: "لا يجوز استخدام الحرب في غزة ضد حماس كذريعة لفتح جبهة أخرى وإثارة حرب إقليمية". ويتوافق هذا التحذير مع تصريحات أدلى بها دبلوماسيون غربيون كبار آخرون، مثل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الموجود حاليًا أيضًا في المنطقة. إنهم يريدون منع ما تسميه بيربوك "حريق الهشيم".
وتطالب بيربوك بأن ينسحب حزب الله من المنطقة الحدودية مع إسرائيل - تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
وأعلنت بيربوك تخصيص بلادها 15 مليون يورو إضافية، لتمكين الجيش اللبناني من توفير أمن أفضل في جنوب البلاد، وذلك في ضوء تنامي التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
وجاءت هذه التصريحات للسياسية المنتمية إلى حزب الخضر الألماني خلال زيارتها لمقر القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل". وقالت بيربوك: "إنه كلما تعزز دعم مهمة (يونيفيل) في هذه الأوقات، وكلما أمكننا تعزيز دعم الجيش اللبناني، نساهم بشكل أكبر في خفض التصعيد".
ورأت بيربوك أن وجود جيش لبناني مجهز ومدرب بشكل جيد، يتم دفع رواتب جنوده كما في أي جيش آخر، يعتبر "بنفس أهمية وجود حكومة لبنانية قادرة على العمل". وأشارت الوزيرة الألمانية إلى أن مثل هذا الجيش يعتبر مكونا لا غنى عنه من أجل ممارسة الرقابة الفعالة على الأراضي اللبنانية واحتواء المليشيات والمنظمات الإرهابية.
كما أعربت بيربوك عن اعتقادها بأن التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني يلعب دورا محوريا في هذا الشأن.
وتراقب قوات "يونيفيل" المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل منذ 1978، وتعد واحدة من أقدم مهام حفظ السلام الأممية، ويشارك في المهمة حاليا أكثر من 10000 جندي منهم نحو 200 جندي ألماني. وينص التفويض الصادر من البرلمان الألماني للجيش في هذه المهمة على إمكانية إرسال ما يصل إلى 300 جندي للمشاركة فيها.
يذكر أن لبنان يعد جزءا من مبادرة التمكين الأمني للحكومة الألمانية منذ عام 2016، وهي المبادرة التي تهدف بها برلين إلى تعزيز القدرات الدفاعية لدى دول شريكة.
وسيتركز استخدام أموال الدعم الإضافي على البنية العسكرية في لبنان من أجل جعل الجيش اللبناني قادرا على الوفاء بالتزامات قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وستساعد الـ 15 مليون يورو الإضافية على شراء وقود واتخاذ إجراءات مثل تحسين المراقبة الحدودية على الجانب البري؛ وأوضحت بيربوك أن زيادة الدعم تتم بتنسيق وثيق مع شركاء دوليين، ولاسيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، كما تم التنسيق بشأنها أيضًا مع إسرائيل.
ف.ي/أ.ح/ م.ع.ح (د ب أ، أ ف ب)
جنوب لبنان .. نازحون ورافضون للرحيل والأطفال أبرز الضحايا
يوميا يرتفع عدد النازحين من قرى جنوب لبنان إلى مدن وقرى شمال وجنوب نهر الليطاني. جزء من سكان القرى الحدودية رفض الرحيل، فيما نزح آخرون في ظروف صعبة وفي انتظار موعد للعودة إلى الديار.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
فاطمة تتكلم بصمت
أخذت لها زاوية تحت ظل سيارة، في مركز النزوح في صور. وجهها يقول الكثير رغم صمتها. تبتسم وتخفي تفاصيل كثيرة وربما أسئلة تبحث عن أجوبة. الصغار أكثر من يعاني من النزوح والبعد عن المنزل والعيش في ظروف صعبة.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
علي... لاجئ سوري
الصغير علي لاجئ سوري من الحرب في بلاده إلى جنوب لبنان. لم يغادر مع أسرته بلدة بنت جبيل. رحلات لا تتوقف من اللجوء والنزوح . من الحرب إلى مناطق النزاعات. بحسب التقديرات الحكومية، يعيش في البلاد 1.5 مليون لاجئ سوري.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
زينب مع قططها
زينب تعيش مع أسرتها في منزلهم داخل حقل زيتون في بلدة مجدل سلم القريبة من الحدود مع إسرائيل. مازالت تذهب إلى المدرسة. رغم القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية وحزب الله اللبناني، قررت زينب مع أسرتها البقاء وترافقهم قططها الصغيرة في الحقل.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
الخبز و"المنائيش"
كثير من أصحاب المحال والمتاجر أغلقوا متاجرهم في بنت جبيل. البعض قرر عدم الرحيل والبقاء. رغم القصف وأزيز الطائرات الحربية لا يزال البعض يعيش في بلدة لا يفصلها عن الحدود سوى تل قريب.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
الشيشة رغم الظروف
من الذين رفضوا مغادرة بنت جبيل رجل يقع محله في مواجهة التلة التي تشكل هنا الحدود الفاصلة بين لبنان وإسرائيل. ويصر على البقاء في انتظار تطورات الأوضاع في ظل ما تشهده الحدود بين لبنان وإسرائيل من توتر وتبادل متقطع لإطلاق النار والقذائف بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" منذ بدء المواجهة بين "حماس" وإسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
في انتظار التطورات
أخبار غزة وسقوط الصواريخ هنا وهناك يتناقلها الناس. يقول أحدهم: "مادام الصراع محدودا نحن باقون هنا. لن نغادر أرضنا". رغم أن كثيرين منهم لديهم أقارب في صيدا أو بيروت. وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ومعظم الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
بلا تعليم وسط مدرسة
أكثر من 16 ألف نازح من الجنوب وصلوا إلى مدينة صور وحدها. بعضهم لجأ إلى أبنية المدارس في المدينة وجامعاتها. لا مدارس لهؤلاء الصغار في ظل هذه الظروف بعد أن تركوا مع أسرهم منازلهم.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
جامعة تحولت إلى ملجأ
ظروف الحياة صعبة في مبنى جامعة بمدينة صور الذي تحول إلى ملجأ يعيش فيه النازحون منذ أكثر من شهر. وهم بانتظار وصول مساعدات أكثر وتحسين ظروف حياتهم. خُصص عدد من المدارس في مدينة صور الجنوبية وقضائها لاستقبال النازحين، بعد توقفها عن التعليم، ويقدر عدد تلامذتها بأكثر من ألفي تلميذ لبناني وسوري.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
قاعات أضحت ملاجئ
هذا الصغير مع شقيقته وشقيقات أخريات ووالديه يعيشون جميعا في غرفة (صف مدرسي). لا يزال التوتر محصورا في القرى الحدودية والمناطق الواقعة في جنوب نهر الليطاني، ويسود القلق بدءاً من مدينة صور شمالاً، ومدينة النبطية شرقاً.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
في انتظار المساعدات
حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن النزوح في لبنان قد "يربك نظاماً صحياً هشاً بالأساس" وخصوصاً أنه يواجه نقصاً قاسياً في الموارد بينها الأدوية. تزداد حركة النزوح مع ارتفاع التوتر، مسؤول في اتحاد بلديات صور قال لـ DW عربية أن العدد يرتفع يوميا إلى نحو 500 شخص. إعداد: و.ن