نجح فندق "بلوتو بيت" الفاخر، الذي افتتح في بوخارست الأسبوع الماضي، في أن يكون محطا للأنظار. وتحول خلال أيامَ معدودة إلى حديث المدينة بعدما استطاع أن يحقق شعبية غير مسبوقة، بخدماته المتميزة ووسائل رفاهيته المتنوعة من غرف مزودة بتلفزيونات متعددة القنوات، وكاميرات حماية، بل وسائقي تاكسي أيضاً عند الطلب.

وخلافا لفنادق أخرى كثيرة راقية في العاصمة الرومانية، تميز هذا الفندق بأنه يقدم تلك الخدمات للكلاب حصريا، الأمر الذي جعله محطة اهتمام كلاب بوخارست، وتحول بين عشية وضحاها إلى حديث الساعة بين "الدوبرمان" و"البوكسر" و"الجيرمان شيبرد"، وغيرها من فصائل الكلاب المعروفة.

ربما قد يرى البعض أن في ذلك نوع من الرفاهية الزائدة التي لا تناسب إلا شرائح اجتماعية واقتصادية بعينها، لكن لصاحب الفندق، ترايان بوسطن، رأي آخر: "للوهلة الأولى، ربما لا يتفهم الكثيرون كل هذه الخدمات التي نقدمها للكلاب ويعتبرونها رفاهية مبالغ فيها. وقد يتصور البعض أن هذا الفندق لن يجد إقبالا إلا من أبناء الطبقات الراقية فقط. لكن في واقع الأمر، جاءنا زبائن من الطبقة المتوسطة أيضا، ولم يقتصر الأمر على الأثرياء".

تلفزيون وحديقة ومسبح

ولأن "بلوتو" هو أول فندق في رومانيا مخصص لرعاية الحيوانات أثناء سفر أصحابها، حرص القائمون عليه على توفير كافة وسائل الراحة لزبائنهم من الكلاب، بداية من توفير كابل للمحطات التلفزيونية، التي قال ترايان إنهم وضعوها لأن الكلاب "تحب شاشات التلفزيون، لذا فنحن نريد أن نشعرها بالسعادة طوال مدة إقامتها معنا". ويتابع ترايان وهو يتجول بين حجرات الفندق "هذه غرفة كبار الزوار، بها جهاز تلفزيون، وأريكة، ولوحات فنية حديثة".

وأضاف صاحب الفندق أنهم يعكفون حاليا على إعداد وتجهيز حوض خاص لاستحمام الكلاب، وتدليكها، وتنظيفها، على غرار خدمات الـ "الجكوزي" والـ "ساونا" التي تقدمها سائر الفنادق الفخمة من فئة الخمس نجوم لروادها من كبار الشخصيات في مختلف أنحاء العالم. يضاف إلى ذلك حديقة خاصة تم تصميمها لتتلاقى فيها الكلاب وتتعارف على بعضها البعض. ولكن لهذه الحديقة الاجتماعية رسم اشتراك خاص يصل إلى 170 يورو في الشهر، وهو ما يزيد بحوالي 20 يورو عن الحد الأدنى للأجور الشهرية في رومانيا.

غير أن أصحاب الكلاب نالوا من تلك الرعاية جانبا، ولم ينس القائمون على الفندق أن يدللوهم أيضا، فحرصوا على أن يبثوا في نفوسهم الطمأنينة، عبر وضع كاميرات مراقبة لمتابعة أحوال كلابهم أولاً بأول أينما كانوا. وتقوم كاميرات المراقبة "الويب كام" بمتابعة تحركات الكلاب أثناء تجوالها في الفندق، حرصا على سلامتها. وتتبع هذه الكاميرات "مشغل خدمة" داخلي خاص، موصول بروابط على شبكة الإنترنت، بحيث يتسنى لكل زبون الدخول إلى حسابه الإلكتروني الخاص ومشاهدة كلبه مباشرة، مهما كانت المسافة الفاصلة بينهما.

الكلب واحد من أفراد الأسرة

المفارقة أن هذا الفندق الذي أثار جدلاً كبيراً بين مختلف أوساط المجتمع الروماني، افتتح رسمياً في وقت يعاني فيه موظفو الدولة من قرار خفض رواتبهم بنسبة 25 %، ومع ذلك لا يبخل صاحب الكلب في دفع 30 يورو لقاء قضاء كلابه المدلل ليلة واحدة في غرفة فاخرة خاصة بالكلاب المهمة من نزلاء هذا الفندق. وهذه الغرفة في واقع الأمر جناح كبير له مدخل و"تيراس" خاص. وبالطبع لم تفت اللمسة الفنية مصممي الفندق، فزودا هذه الغرف بلوحات تشكيلية من الفن المعاصر.

وردا على سؤال لـ "دويتشه فيله" عما إذا كانت تعتقد أن في كل تلك الرفاهية مبالغة في الاهتمام بالكلاب، قالت "لوان"، وهي صاحبة كلب حجزت له في الفندق: "لا على الإطلاق. أعتقد أنني بذلك أعامل كلبي المعاملة التي تليق به، لأنه واحد من أفراد الأسرة، ويقيم معنا في البيت نفسه، ويأكل معنا، وبالتالي يتمتع بكامل الحقوق". وأضافت "نحن سعداء جداً لأننا عثرنا على هذا المكان، الذي سمعنا عنه عبر صديق. إنه بالفعل مكان جميل ونظيف، ونتمنى أن يقدم بالفعل خدمة متميزة تليق بالكلاب المهمة أي الكلاب الـ (في آي بي)".

توم ويلسون / أميرة محمد

مراجعة: عارف جابو