بلينكن يريد التحدث مع لافروف وتقديم عرض لتبادل سجناء
٢٨ يوليو ٢٠٢٢
قال وزير الخارجية الأمريكي إنه سيبحث في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي مسألة المواطنين الأمريكيين اللذين تحتجزهما موسكو بتهمتي تهريب المخدرات والتجسس، كما سيتطرق بلينكن لاتفاقية تصدير الحبوب دون أي تفاوض بشأن أوكرانيا.
إعلان
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مساء الأربعاء (27 تموز/ يوليو 2022) أن بلاده قدمت عرضاً "هاماً" لروسيا لإطلاق سجينين أمريكيين لديها، كاشفاً أنه سيتحدث هاتفياً إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف للمرة الأولى منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
وقال بلينكن للصحافيين إن المحادثة الهاتفية المرتقبة "في الأيام القادمة" مع لافروف "لن تكون للتفاوض بشأن أوكرانيا"، بل ستكون مخصصة للعرض الذي قدمته بلاده لإطلاق سراح نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني غرينر وجندي المارينز السابق بول ويلان المسجونين في روسيا.
وأضاف "أعتزم إثارة قضية تشكل أولولية بالنسبة إلينا: تحرير بول ويلان وبريتني غرينر الموقوفين من دون وجه حق واللذين يجب أن يسمح لهما بالعودة إلى بلدهما"، وتابع: "وضعنا مقترحاً على الطاولة قبل أسابيع لتسهيل الإفراج" عن المعتقلين الأمريكيين، مشيراً إلى أن "حكومتنا تواصلت بشكل متكرر ومباشر بشأن هذا الاقتراح وسأستغل المحادثة للمتابعة شخصياً".
ولحساسية القضية لم يشأ بلينكن الخوض في التفاصيل، أو تأكيد تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تعرض مقايضة السجينين الأمريكيين بمهرب الأسلحة الروسي المدان فيكتور بوت.
وانخرطت الولايات المتحدة وروسيا في عملية تبادل سجناء في نيسان/أبريل خلال الحرب الأوكرانية، حيث أطلقت روسيا سراح جندي المارينز السابق تريفور ريد مقابل الطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو المدان بتهريب المخدرات في الولايات المتحدة.
غرينر..اتهامات بتهريب المخدرات إلى روسيا
وواجه الرئيس جو بايدن ضغوطاً متزايدة للإفراج عن غرينر التي تواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وقد اتهم زوجها الإدارة الأمريكية بعدم بذل الجهود اللازمة.
واعتقلت غرينر البطلة الأولمبية وبطلة الدوري الأمريكي للمحترفين للسيدات في مطار تشيريميتييفو في موسكو بعد أن ضبطت السلطات عبوات للسجائر الالكترونية مليئة بزيت القنب بحوزتها، وذلك قبل أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت اللاعبة البالغة 31 عاما قد وصلت إلى روسيا من أجل اللعب خلال فترة توقف الدوري الأمريكي، وهي ممارسة شائعة للاعبات كرة السلة اللواتي يكسبن أحياناً في الخارج أكثر من الداخل.
وكانت غرينر أقرّت في السابع من تموز/ يوليو الحالي بذنبها، لكنها قالت خلال جلسة محاكمة الأربعاء إنها لم تكن تنوي تهريب المخدرات وجاءت رغم تحذيرات واشنطن كي لا تخذل فريقها الروسي.
وأقرت بذنبها بحيازة المواد المخدرة، لكنها نفت أن تكون نيتها تهريب المخدرات إلى روسيا، وقالت إنها حصلت على إذن من طبيب أمريكي لاستخدام القنّب الطبي لتخفيف آلام إصاباتها العديدة.
ويلان .. اتهامات بالتجسس
أمّا ويلان الذي كان مسؤولاً أمنياً في شركة لقطع السيارات وأحد عناصر مشاة البحرية السابقين، فاعتقلته موسكو في كانون الأول/ديسمبر 2018 بتهمة امتلاك مواد حسّاسة. ودين بالتجسس في حزيران/ يونيو 2020 وحكم عليه بالسجن 16 عاماً.
وأعربت عائلة ويلان في بيان عن تقديرها لجهود إدارة بايدن وأعربت عن أملها في أن تقبل روسيا هذا التنازل أو بعض التنازلات الأخرى من أجل حريته.
والمكالمة الهاتفية بين بلينكن ولافروف ستكون الأول بينهما منذ 15 شباط/ فبراير، عندما حذر وزير الخارجية الأمريكي روسيا من مغبة غزو أوكرانيا. ولفت بلينكن إلى أنه سيبحث مع لافروف أيضاً في الاتفاق الروسي-الأوكراني لتصدير 25 مليون طن من الحبوب تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في اسطنبول بوساطة تركية ورعاية أممية، وقال أيضاً إنه سيحذر من عواقب أخرى إذا ضمت روسيا المزيد من الأراضي الأوكرانية.
لكن على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها لم تتلق أي طلبات من نظيرتها الأمريكية بشأن إجراء اتصالات بين لافروف وبلينكن، وذلك في بيان للوزارة بحسب موقع قناة "روسيا اليوم".
وأضاف البيان: "بصرف النظر عن التقارير الإعلامية، ليس هناك أي مناشدات حيال هذا الأمر"، وتابع البيان: "نحن نسترشد بالممارسات الدبلوماسية المعتادة وليس عبر مكبرات الصوت".
ع.ح./ع.ج. (أ ف ب، د ب أ)
استعراض النصر في موسكو: إظهار القوة بأي ثمن
في كل سنة تحيي روسيا باستعراض عسكري ضخم الانتصار على ألمانيا النازية. وهذه المرة يُراد أن يكون الحفل الأكبر من نوعه عبر كل الأزمنة ـ لكن هذا التطلع كان موجودا أيضا في استعراضات أخرى.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
24 حزيران/ يونيو 1945: استعراض النصر الأول
الاحتفال بالنصر الأول للجيش الأحمر كان من فكرة يوزيف ستالين (وسط الصورة). كان يريد إحياء نصر الاتحاد السوفياتي على ألمانيا الفاشية بموكب كبير. وفي الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 1945 سار في شوارع موسكو 40.000 جندي و 1850 عربة عسكرية. وكان ستالين يتطلع لاستقبال الموكب وهو يمتطي حصاناً.
صورة من: Imago Images
شوكوف بدلا عن ستالين فوق صهوة جواد أبيض
وفي النهاية كان قائد القوات الأعلى غيورغي شوكوف هو من اعتلى صهوة الجواد الأبيض . والسبب هو أن ستالين لم يكن متمكنا من ركوب الخيل، وسقط خلال صولة التدريب العامة من صهوة الحصان وأصيب في كتفه. ولهذا أمر الدكتاتور الجنرال شوكوف باعتلاء الجواد والسير في طليعة الموكب. فيما تتبع ستالين الحدث الضخم من مدرج الشرف على ضريح لنين.
صورة من: Imago Images
إحياء التقليد: 1995
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ألغي الاستعراض لبضع سنوات. وفي 9 حزيران/ مايو 1995 أعيد إحياء التقليد تحت قيادة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين إثر مرور 50 عاما على نهاية الحرب. ومنذ تلك اللحظة بات استعراض النصر يقام مجددا كل سنة. وحدات عسكرية تسير عبر الميدان الأحمر ومن ضريح لنين يُلقي الأقوياء خطبهم التذكارية.
صورة من: Imago Images
الذكرى الستين: زوار من أنحاء العالم
ويحضر الاستعراضات العسكرية في الساحة الحمراء بموسكو غالباً رؤساء دول وشخصيات رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم. وفي الذكرى السنوية الستين عام 2005 كان من بين الحضور المستشار الألماني السابق غرهارد شرودر مع عقيلته السابقة دوريس والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ونظيره الأمريكي (الأسبق) جورج دبليو بوش.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Kovarik
استعراض المحاربين القدامى
بالنسبة لروسيا يكون "يوم النصر" يوماً مقدساً مكرساً لإحياء ذكرى ضحايا الاتحاد السوفياتي في "الحرب الوطنية العظمى"، كما يطلق الروس على الحرب العالمية الثانية. وتحيي العائلات ذكرى ذويها وتضع زهوراً حمراء على المآثر والقبور. وفي كثير من الأماكن تصدح أغاني الحرب الحماسية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Antonov
عودة التقنية العسكرية
موكب النصر من شأنه استعراض القوة الروسية على وجه الخصوص. وفي التاسع من أيار/ مايو 2008 تم لأول مرة استعراض تقنية عسكرية ثقيلة ـ للبرهنة للعالم وللمواطنين على قدرة البلاد على الدفاع. ومن أجل ذلك لا يتم توفير التكاليف: 40 مليون يورو كانت تكلفة الخسائر في الطرقات وشبكة الصرف الصحي التي تتسبب فيها العربات الثقيلة فحسب.
صورة من: Imago Images/UPI
قلما يحصل تعاطي واقعي مع التاريخ
لا تحصل معالجة نقدية وتعاطي واقعي مع التاريخ الروسي أثناء الاحتفالات بالنصر. فمواضيع التاريخ المعاصر وضحايا الحرب وستالين والفواجع التي أصابت الجنود الروس هي من المحرمات. فالحفل من شأنه أن يرمز للوطنية والوحدة.
صورة من: Imago Images
2010: أكبر استعراض عبر الأزمنة
أكثر من 10.000 جندي ـ بينهم لأول مرة قوات من بلدان أخرى مثل فرنسا وبريطانيا أو بولندا ـ ساروا في الذكرى السنوية الـ 65. وكان يعتبر إلى تلك اللحظة أكبر استعراض للأسلحة. وأفادت وسائل إعلام روسية أن 2.5 مليون شخص شاركوا في الاحتفالات. وحتى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتبعت حينها الاستعراض.
صورة من: Imago Images
الكتيبة الخالدة
الذكرى السنوية الـ 70 في 9 مايو 2015 أُقيمت بدون مشاركة زعماء دول غربية. وغالبية رؤساء الدول المدعوين لم تحضر بسبب أزمة القرم. وفي ختام الاستعراض أُقيم نشاط "الكتيبة الخالدة" شارك فيها 500.000 من أحفاد قدماء المحاربين، أرادوا إحياء ذكراهم برفع صور لهم. وحتى بوتين شارك بصورة لوالده.
صورة من: picture-alliance/Russian Look/D. Golubovich
9 أيار/ مايو 2020 : استعراض جوي بدلاً عن موكب عسكري
بسبب جائحة كورونا أجّل الرئيس فلاديمير بوتين الاستعراض العسكري لهذه السنة. ففي "يوم النصر" أقيم حفل هادئ حضره الرئيس الروسي ونُقل عبر التلفزيون. ونُظم استعراض جوي للقوات الجوية الروسية.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Kudryavtsev
تظاهرة جماهيرية في زمن كورونا
تنتقد المعارضة الروسية فلاديمير بوتين لأنه يريد تنظيم الموكب العسكري السنوي رغم أعداد الإصابات المتزايدة بكورونا. عمدة موسكو هو الآخر اقترح على المواطنين متابعة العرض من خلال شاشات التلفزة . كما أن منتقدين يتهمون بوتين بتوظيف الاستعراض في التصويت على التعديل الدستوري الذي يتواصل حتى فاتح يوليو تموز، وسيمكنه من البقاء في السلطة حتى 2036.
صورة من: Reuters/A. Druzhinin
إعادة تنظيم أكبر استعراض عسكري في التاريخ
أن يكون عدد أقل من الجنود مشاركين في الذكرى السنوية الـ 75 مقارنة مع السنوات الماضية لم يكن خيارا للرئيس بوتين. فبالرغم من وباء كورونا سار 13.000 جندي في العاصمة في صفوف متراصة. إنه أكبر استعراض عسكري في التاريخ. وحتى في مدن أخرى نُظمت مواكب، وحسب وزارة الدفاع شارك 64.000 جندي في مختلف أنحاء البلاد.
صورة من: Reuters/M. Shemetov
بوتين: إحياء الذكرى رغم قيود كورونا
في الحقيقة تبقى الاحتفالات والحشود الجماهيرية بسبب جائحة كورونا محظورة في موسكو. لكن بوتين والقيادة العسكرية أكدوا أن الاستعراض يقام بالأساس لتكريم ضحايا عمليات تحرير أوروبا من فاشية هتلر. وفضل عدد كبير من المدعويين في العالم البقاء في بيوتهم بسبب الجائحة.