بمساعدة غوغل.. الذكاء الاصطناعي لتبريد المدن بالتشجير
٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠
أطلقت شركة غوغل أداة جديدة بتقنية الذكاء الاصطناعي، تُمكن المدن الأكثر عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة من التوسع في زراعة الأشجار، ما يساهم في تبريدها ورفع كثافة الغطاء النباتي وخفض معدل انبعاثات الكربون عالمياً.
إعلان
قدمت شركة "غوغل" أداة جديدة لرسم الخرائط، يُمكن أن تساعد على تبريد المدن، من خلال تحديد الأماكن الأشد احتياجاً لزراعة المزيد من الأشجار فيها. وتساعد هذه الأداة، المعروفة باسم "تري كانوبي لاب"، المدن في التعرف على العلاقة بين مؤشرات الحرارة والكثافة السكانية ومعدل انبعاثات الكربون وكثافة الغطاء النباتي وتحديداً الأشجار.
وتستخدم "غوغل" الصور الجوية ونماذج الأسطح الرقمية ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي لرسم خريطة للغطاء الأخضر للمدن واقتراح مكان غرس الأشجار. كما تضع الأداة الجديدة تلك المعلومات على خريطة تفاعلية إلى جانب بيانات إضافية عن الأحياء الأكثر كثافة سكانية وأكثر عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة.
يساعد الذكاء الاصطناعي والبيانات المزارعين على مكافحة تغير المناخ
02:00
"غوغل" تُجرب أداتها في مدن أمريكية
وسرعان ما بدأت الأداة الجديدة "تري كانوبي لاب" تجربتها الأولى في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، بسبب تزايد شدة موجات الحرارة فيها خلال السنوات الأخيرة، حسب ما أشارت إليه وكالة ناسا.
لذا، تتمثل إحدى الطرق السهلة لتبريد المناطق الحضرية في زراعة المزيد من الأشجار في الأحياء، إذ يلعب الغطاء النباتي دوراً هاماً في الحفاظ على برودة التربة، لا سيما وأن المدن تكون أكثر دفئاً بشكل عام من المناطق الريفية، لأن المباني والأسفلت يحبسان الحرارة أثناء النهار، ثم يطلقانها تدريجياً خلال الليل.
وأوضحت "غوغل" أن أكثر من نصف سكان مدينة لوس أنجلوس يعيشون في مناطق تغطي الأشجار فيها مساحة أقل من 10 بالمائة من أحيائهم، كما أن 44 بالمائة من مساحتها الإجمالية معرضة لأخطار درجات الحرارة القصوى.
واستخدمت الأداة الجديدة البيانات المُجمعة بواسطة الطائرات خلال مواسم الربيع والصيف والخريف لتحسين خدمتي "خرائط غوغل" و"غوغل إيرث"، بهدف تقدير تغطية مظلة الأشجار في مختلف أنحاء المدينة.
روسيا: ارتفاع غير مسبوق للحرارة في سيبيريا
02:43
This browser does not support the video element.
وتخطط لوس أنجلوس لزيادة غطاء الأشجار فيها بنسبة 50 بالمائة في الأحياء ذات الدخل المنخفض والمتأثر بالحرارة الشديدة بحلول 2028. كما تهدف لزراعة 90 ألف شجرة في جميع أنحاء المدينة بحلول 2021، لتضيف نحو 61 مليون قدم مربع إضافية من الظل إلى المدينة، كما يفيد موقع إم أي تي تكنولوجي ريفيو. آمال مستقبلية
وفي النهاية، تأمل "غوغل" أن تُغني هذه الأداة الجديدة عن الاعتماد على الوسائل القديمة باهظة التكلفة لإحصاء أعداد وأماكن الأشجار. وتقول إنه يمكن لمئات المدن الأخرى الاستفادة مستقبلاً من بياناتها، كما يمكن لمخططي المدن المهتمين باستخدام الأداة التواصل مع الشركة.
وفي السياق ذاته، اختبرت مؤسسة" أمريكان فورست" بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، أداة أخرى لرسم الخرائط للمساعدة في تشجير المدن، بناءاً على عدد الأشجار الموجودة ودرجات الحرارة والبيانات الديموغرافية.
و.ع
أفكار معمارية صديقة للبيئة لمواجهة الحرارة
ترتفع درجات الحرارة في العالم، حيث يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد كل عام. ولكن هل يمكن للتصميم والهندسة المعمارية مساعدة الناس على التخفيف من حدة الحرارة المرتفعة ومحاربة مسببات الاحتباس الحراري؟
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv
مكيف الهواء هو المشكلة، وليس الحل
بالطبع لا شيء يضاهي متعة المشي في غرفة مكيفة الهواء بعد قضاء عدة ساعات في الحر. لكن الوكالة الدولية للطاقة (IEA) حددت استخدام مكيف الهواء كأحد المسببات الرئيسية لتزايد الطلب على الكهرباء، بما يعادل 10 في المائة من إجمالي استهلاك الكهرباء في العالم. وإذ ينطوي إنتاج كل تلك الطاقة الكهربائية بطريقة أو بأخرى على حرق الوقود الأحفوري.
صورة من: picture-alliance
"خطة غيديس" في تل أبيب
قبل تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، تمت استشارة المخطط الحضري الاسكتلندي باتريك غيديس عام 1925 حول إمكانية وضع تصميم لمدينة تل أبيب يواجه آثار المناخ الصحراوي السائد إلى أدنى حد، حيث بنيت طرقها على شبكات لتوجيه نسيم البحر من البحر المتوسط إلى المدينة. وحتى يومنا هذا، يستفيد وسط هذه المدينة المليونية بشكل كبير من هذا التصميم.
صورة من: JACK GUEZ/AFP/Getty Images
باوهاوس: التصميم الألماني الرائع
استفادت المباني في تل أبيب أيضاً من مدرسة باوهاوس الألمانية للهندسة المعمارية والتصميم، والتي تشدد على كل من البراغماتية والجماليات. على سبيل المثال، أثبت ميل باوهاوس للأسقف المسطحة أنه مفيد أيضاً لعكس حرارة الشمس. ومع ظهور تكنولوجيا جديدة مثل ظهور الألواح الشمسية مع مرور الوقت، ظلت الأسقف المسطحة تحظى بشعبية في المراكز الحضرية في المناطق الحارة.
صورة من: DW/I. Rottscheidt
ساحات خضراء في برشلونة
إذا كانت الساحات توفر هواء أكثر برودة، فإن مدناً مثل باريس وبرشلونة قد اختارت طريقها الصحيح. بإنشاء المجمعات السكنية حول الأفنية العملاقة، حيث لا يستفيد السكان فقط من مناخ أكثر برودة، بل وأيضاً من العيش في محيط جميل. في الآونة الأخيرة، بدأت المدينة تغيير الطريقة التي توجه بها حركة المرور حول أكثر من 500 مبنى في محاولة للحد من انبعاثات الكربون.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv/F. Heuer
الحماية من الفيضانات والحرارة
عرف سكان المناطق الساحلية المنخفضة منذ فترة طويلة أن بناء المنازل المرتفعة يوفر الحماية من الفيضانات، التي تعد من الآثار الجانبية المتفاقمة للاحتباس الحراري. كما تساعد هذه الطريقة في البناء على تبريد المنازل من الأسفل.
صورة من: Reuters/S. Nesius
بناء مدن مقاومة لتغير المناخ
يرتبط العدد المتزايد من الكوارث الطبيعية ارتباطاً مباشراً بتغير المناخ. عندما ضرب إعصار "هارفي" هيوستن بالولايات المتحدة في عام 2017، استفادت المدينة من التصميم الذكي لمنتزه "بوفالو بايو" الذي تبلغ مساحته 64 هكتاراً، والذي كان بمثابة سهل تحمل العبء الأكبر من الفيضان. مما حمى الحديقة التي لم تشهد أضراراً بالغة.
صورة من: Photo by Jim Olive, courtesy of Buffalo Bayou Partnership
مكافحة تغير المناخ والحرارة في الشرق الأوسط
في هذه الأيام، هناك مدن تنشأ بين عشية وضحاها في الشرق الأوسط، مما يوفر فرصاً جديدة لمعالجة آثار تغير المناخ منذ البداية. إلى جوار مطار أبو ظبي، هناك مدينة كاملة في الضواحي بنيت وصممت لتعمل بالطاقة المتجددة دون انبعاثات. قد تكون مدينة "مصدر" مدينة مثالية اليوم، لكنها قد تقدم في نفس الوقت مخططات لمشاريع مستقبلية مماثلة.
صورة من: Masdar
تصميم قديم من عمان
تصل درجة حرارة الشارع في حي مدينة "مصدر" بأبوظبي إلى 20 درجة مئوية، أي أنها أكثر برودة من الحرارة في الصحراء التي تحيط بها، حيث يعمل برج الرياح على تبريد الهواء من السماء ويدفعه إلى الأسفل لتشكيل نسيم بارد. غير أن هذه الفكرة قد أخذت من مدينة مسقط القديمة بسلطنة عمان، حيث صُممت المباني الطويلة لتوجيه الرياح إلى الشوارع الضيقة بطريقة مماثلة.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv
البماني القديمة
في حين أن المباني القديمة ساحرة، غير أنها غالباً قد بنيت بطريقة تزيد من آثار درجات الحرارة العالية إلى الحد الأقصى، مما يساهم عن غير قصد في ظاهرة الاحتباس الحراري. تضغط بعض الدول مثل المملكة المتحدة على تحديث هذه المنازل مع عزل محسّن في محاولة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 80 في المائة.
صورة من: Imago/Future Image
الإسمنت: مرحبا أو وداعاً؟
لتلبية احتياجات المناخ في المستقبل، يتعين على الناس تبني مواد بناء جديدة. قبل كل شيء، هناك دعوة لوقف الاستخدام الكبير للخرسانة أو الباطون والكربون الذي يطلقه. غير أن المباني الخرسانية الضخمة وخاصة الهياكل العملاقة التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، تعتبر أيضاً عوازل حرارية كبيرة. ببساطة: توقف عن استخدام الخرسانة، ولكن استفد إلى أقصى حد من الهياكل الخرسانية.
صورة من: DW/K. Langer
بيت المستقبل
إذا كنت ستقوم ببناء منزل في المستقبل القريب، فكر في ما يدعى "المنزل السلبي" (Passive house). يتضمن هذا التصميم ميزات تقلل الأثر السلبي على البيئة. فكر في نوافذ أصغر، أو مساحة للألواح الشمسية أو حدائق على السطح، حيث تتغذى النباتات من الأمطار المتساقطة وتعوض تغذيتها انبعاثات الكربون. سيرتان ساندرسن/ ريم ضوا.