تمكن فريق بحثي أمريكي من ابتكار منظومة للذكاء الاصطناعي تستطيع تحديد المناطق التي ستشهد أزمات غذاء قبل حدوثها بـ 12 شهراً، اعتماداً على منظومة حوسبية تترصد محتوى الأخبار والمقالات الصحفية.
إعلان
يقتحم الذكاء الاصطناعي الكثير من مجالات الحياة من يوم إلى آخر، ولا يتوقف ذلك على دوره في العلوم والاقتصاد وربما حتى في الألعاب، بل ويتجاوزه إلى تسهيل تفاصيل صغيرة في حياتنا كانت أقرب إلى الخيال العلمي في وقت مضى. فقد ابتكر فريق من الباحثين في الولايات المتحدة منظومة للذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بالمناطق التي ستحدث فيها أزمات غذاء ومجاعات في العالم اعتمادا على تحليل محتوى المقالات الصحفية والإخبارية.
ويقول فريق الدراسة من "معهد كورانت للعلوم الرياضية" التابع لجامعة نيويورك الأمريكية إن هذه المنظومة يمكن أن تساعد في تحديد أولويات توجيه المساعدات الغذائية الطارئة إلى المناطق الأكثر عرضة للأزمات الغذائية، وتمثل تحسينا للآليات المعمول بها حاليا في هذا الشأن.
ويؤكد صامويل فرايبرغر الباحث الزائر لدى معهد كورانت وأحد المشاركين في الدراسة أن هذا النهج العلمي الجديد يحسن إمكانية التنبؤ بأزمات الغذاء قبل حدوثها بـ12 شهرا اعتمادا على تحليل التقارير الإخبارية اليومية.
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "ساينس أدفانسز"، جمع الفريق البحثي 11 مليون مقالاً وتقريراً إخبارياً تتركز على أزمات الغذاء في قرابة أربعين دولة خلال الفترة ما بين 1980 و2020، وقاموا بتطوير منظومة حوسبية لاستخراج العبارات والتعبيرات التي تعبر عن أزمات الغذاء، ثم قاموا بتوظيف هذه النتائج للتنبؤ باحتمالات حدوث أزمات الغذاء والمجاعات في المستقبل.
ويرى الباحث لاكشمينارايانان سوبرامانيان من معهد كورانت، في تصريحات للموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث العلمية أن "الوسائل التقليدية لرصد أزمات الغذاء مثل الصراعات وتغيرات أسعار الغذاء وغيرها كثير ما تكون غير كافية أو متأخرة، ولكن النهج العلمي الجديد يستطيع رصد عوامل مخاطر حدوث أزمات الغذاء التي تظهر في المقالات الإخبارية قبل أن تصبح ملحوظة من خلال الإجراءات التقليدية المعمول بها".
ويعتقد فريق الدراسة أنه من الممكن استخدام نفس المنظومة الحوسبية للتنبؤ بأزمات أخرى مثل تفشي الأمراض والأوبئة أو تأثيرات تغير المناخ في المستقبل.
غ.غ/ ح.ز (د ب أ)
بالصور: هكذا يقتحم الذكاء الاصطناعي حياتنا
بات الذكاء الاصطناعي يمثل المستقبل بحد ذاته. ولكن أين هي التكنولوجيا الذكية حولنا؟ وكيف تساعدنا خلال حياتنا اليومية وهل من الممكن ملاحظتها؟ إليكم بعض الأمثلة من عالم التكنولوجيا.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
يعمل صانعو السيارات على إدخال تقنية جديدة لمنع الحوادث المرورية نتيجة استخدام الهاتف المحمول أو غفوة سريعة، بداية عبر أنظمة مساعدة في السيارات الذكية بإمكانها الالتزام بالمسار أو التوقف عند الحاجة. تتنبه السيارات الذكية لما حولها عبر الكاميرات والماسحات الضوئية، وتضيف إلى خوارزميتها بعد التعلم من مواقف حقيقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
يستفيد الأشخاص الذين لا يستطيعون إدارة حياتهم اليومية لوحدهم من تكنولوجيا "يد المساعدة" إلى حد بعيد. يوجد في اليابان العديد من المشاريع التجريبية في دور المسنين. وفي بافاريا بألمانيا أيضاً، يقوم مركز الفضاء الألماني (DLR) بالبحث عن روبوتات مساعدة - كما (في الصورة) - بإمكانها الضغط على أزرار المصعد أو وضع الأغطية. كما بوسع هذه الروبوتات طلب المساعدة في حالات الطوارئ أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
حتى اللحظة، لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من استبدال الأطباء بشكل تام. غير أنه يساعد في التشخيصات السريعة وترتيب العلاج اللازم، على سبيل المثال عندما يكون المريض مصاباً بسكتة دماغية، قد تكون المساعدات الرقمية مفيدة حينها، كتحليل حالات سابقة والبحث في العلاجات التي ساعدت على الشفاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
لم تعد الساعة التي تتلقى المهام صوتياً من "غوغل و"آبل" أمراً نادراً، بل على العكس شائعة جداً وفي تطور دائم. ومن المواصفات المحدثة ترجمة الكلام إلى لغات أجنبية متعددة. لذا ستجد نفسك غير مضطر لتعلم اللغات، إذ ستقوم ساعتك بالتحدث عنك بلغة البلد الذي تحل فيه.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gabbert
هل يجب إطلاق سراح المتهم بكفالة قبل محاكمته أم لا؟ وفقاً للإحصاءات، فإن هذا القرار غالباً ما يحدده شعور القاضي فقط. لذلك تساعد خوارزمية "تقييم السلامة العامة" في اتخاذ القرارات المشابهة منذ عام 2017، حيث تتضمن بيانات ومعلومات عن ملايين الحالات الأمريكية مع تقييم المخاطر التي تنطوي عليها.
صورة من: psapretrial.org
في أحد مطاعم بكين في الصين، بإمكان ضيوف المطعم طلب قائمة الطعام المفضلة لديهم من الروبوتات، ومن ثم يقوم المساعدون الرقميون بالبحث عن الطعام المطلوب في المطبخ (في الصورة) وتسليمه إلى النادل الروبوت، الذي يوصله إلى طاولة الزبون. نظام مؤتمت تماماً، كما يحفظ طلبات الزبائن من أجل الزيارة القادمة.
صورة من: Reuters/J. Lee
من لا يحلم بالحصول على خادم شخصي في منزله؟ هناك بالفعل بديل لذلك "الخادم الروبوت" مثل "ووكر" (في الصورة)، الذي يعمل كمساعد وينظم التقويم وحساب البريد الإلكتروني. كما يمكنه أيضاً اللعب مع الأطفال. وهناك أنواع أخرى للخادم الروبوت، حيث يحل محل ساعي البريد ويقوم بتسليم الطرود إلى المنازل. كل شيء ممكن!
جينفر فاغنر/ ريم ضوا.