بوادر أزمة جديدة بتوجه سفينة إنقاذ ألمانية أخرى إلى إيطاليا
٦ يوليو ٢٠١٩
تتجه سفينة الإنقاذ الألمانية "آلان كردي"، التي تحمل على متنها 65 مهاجرا تم إنقاذهم في البحر المتوسط إلى جزيرة لامبيدوزا رغم حظر إيطاليا دخولها إلى مياهها الإقليمية. وقد أبدت برلين استعدادها لاستقبال بعض هؤلاء المهاجرين.
إعلان
بعد المشكلة التي واجهتها قبطانة السفينة "سي ووتش3" كارولا راكيته، يبدو أن نزاعا جديدا سيتفجر بين ألمانيا وإيطاليا بسبب سفينة الإنقاذ "الان كردي" أيضا. وكان وزير الداخلية الإيطالي اليميني ماتيو سالفيني قد قال إن سفينة "آلان كردي" لا يمكن أن تتجه إلى إيطاليا - حتى في حالة اتفاق لاحق على تقسيم أعداد المهاجرين على الدول الأوروبية.
فقد وزعت منظمة سي- آي الحقوقية مساء الجمعة (الخامس من تموز/ يوليو 2019) بيانا جاء فيه: "الجزيرة الإيطالية هي أقرب ميناء أوروبي أمامنا، وفيها يمكننا نقل المهاجرين الذين قمنا بإنقاذهم إلى مكان آمن، لأن هذا ما يطالب به القانون الدولي".
من جانبه حث سالفيني في خطاب إلى نظيره الألماني هورست زيهوفر، ألمانيا على تولي المسؤولية عن السفينة. وبدوره قال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر اليوم السبت: "بالنسبة لسفينتي "آلان كردي" و"ألكس" نحن أيضا مستعدون في إطار حل أوروبي تضامني لاستقبال جزء من الأفراد الذين تم إنقاذهم". وذكر زيهوفر، أنه أبلغ المفوضية الأوروبية بذلك أمس الجمعة وطلب التنسيق.
وكانت المنظمة الألمانية "سي آي" قد أعلنت في مقرها بمدينة ريغنسبورغ الألمانية يوم أمس الجمعة أن سفينتها التي تحمل اسم "آلان كردي" أنقذت 65 شخصا كانوا على متن زورق مكتظ في المياه الدولية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن السفينة آلان كردي قد تلقت اتصالا من حرس السواحل الليبيين بعد ظهر أمس الجمعة لاستقبال السفينة، لكنّ نائب قبطان السفينة إيزلر رفض العرض مبينا أن "ليبيا ليست مكانا آمنا يذهب إليه الإنسان". وطبقا لمرصد "سي آي" فإن مراكز الانقاذ في فاليتا (عاصمة مالطا) وفي روما خيم عليها الصمت، فيما استجاب مركز بريمن للطوارئ البحرية الألماني للطلب بسرعة، معلما وزارة خارجية بلاده بالموضوع.
يُذكر أن سفينة الانقاذ الألمانية "سي ووتش 3" التابعة لمنظمة "سي ووتش" ظلت عالقة في البحر على مدار أكثر من أسبوعين، حتى رست بها القبطانة الألمانية كارولا راكيته في ميناء لامبيدوزا الإيطالي رغم حظر الحكومة الإيطالية ذلك. وتم القبض على راكيته، إلا أن قاضية تحقيق ألغت فرض الإقامة الجبرية عليها وأسقطت الاتهامات ضدها.
وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية في برلين إنه لم يتم تلقي أي طلب لاستقبال المهاجرين، في حين قال متحدث باسم وزارة الخارجية إنه يجب العثور على ميناء آمن وإجراء مناقشات حول كيفية توزيع المهاجرين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. جدير بالإشارة أن ألمانيا استقبلت 227 شخصا تم إنقاذهم من البحر العام الماضي، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إن "هذه مهمة أوروبية، ولهذا السبب يجب أن يكون هناك العديد من دول الاتحاد الأوروبي التي تنضم إلى استقبالهم بروح التضامن".
م.م/ ع.ج (د ب أ، ا ف ب)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو