بوادر أزمة فرنسية أمريكية بفعل العنف في الشرق الأوسط
١٩ مايو ٢٠٢١
على خلفية إصرار الولايات المتحدة على منهاج ثنائي في معالجة ملف التصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس، تلوح بوادر أزمة دبلوماسية بينها وبين حليفتها فرنسا، هي الأولى منذ دخول جو بايدن البيت الأبيض.
إعلان
دخلت فرنسا والولايات المتحدة في مواجهة في الأمم المتحدة بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، هي أول أزمة مفتوحة بين الحليفين منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض ووعده بإعادة الانخراط في الدبلوماسية متعددة الأطراف.
فبعد ثمانية أيام من فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد إعلان يدين العنف في الشرق الأوسط، تقدمت فرنسا أمس الثلاثاء بمشروع قرار يدعو إلى "وقف العمليات العسكرية" و"إيصال المساعدات الإنسانية" خصوصاً إلى قطاع غزة المحاصر. ولم تقترح باريس موعداً للتصويت على مشروع القرار هذا. فهل تلك وسيلة لتعزيز الضغط على الولايات المتحدة لتشديد موقفها تجاه إسرائيل؟ الشيء الوحيد المؤكد هو أن الرئيس الأمريكي دعا الأربعاء (19 مايو/ أيار 2021) إلى "خفض التصعيد" بين اسرائيل وحماس.
وكانت الولايات المتحدة أحد الأعضاء القلائل في المجلس الذين اطلعوا على فحوى المقترح، وفق ما أفاد دبلوماسي، ولم يتأخر ردها القاطع وتلميحها إلى استعمال حق النقض (الفيتو) في حال المضي قدماً فيه.
وقالت متحدثة باسم البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس: "كنا واضحين في أننا نركز على الجهود الدبلوماسية المكثفة الجارية لإنهاء العنف، وأننا لن ندعم الخطوات التي نعتبر أنها تقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد".
خيبة أمل حلفاء واشنطن في إدارة بايدن
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية إن "الموقف الأمريكي سيكون حاسماً ... صحيح أننا رأينا الولايات المتحدة متحفظة قليلاً إزاء كل ذلك"، مضيفاً أن "إطالة العمليات (العسكرية) لا يفيد أحداً.من الضروري للغاية تجنب هجوم بري إسرائيلي سيفتح مرحلة لا يمكن السيطرة عليها". وشدد لودريان على أن "أول خطوة يجب تنفيذها هي وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت".
وتتبع واشنطن، أكبر حلفاء إسرائيل، هذه السياسة منذ عشرة أيام، إذ رفضت ثلاثة إعلانات اقترحتها الصين وتونس (العضو العربي الوحيد المؤقت في المجلس) والنرويج. كذلك ماطلت الولايات المتحدة في تنظيم أربعة اجتماعات للمجلس منذ العاشر من مايو/ أيار، حتى أنها تسببت في تأجيل أحدها قبل أن يعقد أخيراً الأحد بصيغة مفتوحة.
وما زال حلفاء واشنطن الأوروبيون التقليديون عاجزين عن فهم أسباب ذلك، إذ ذكرت جيرالدين بيرن ناسون، سفيرة إيرلندا – العضو غير الدائم في مجلس الأمن – الثلاثاء أن "أعضاء المجلس يتحملون مسؤولية جماعية عن السلم والأمن الدوليين. حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته ويتحدث".
كما قال سفير أوروبي آخر طلب عدم كشف اسمه: "نحن ببساطة نطلب من الولايات المتحدة دعم بيان لمجلس الأمن يقول أشياء مماثلة لتلك التي تقولها واشنطن على الصعيد الثنائي". وصرح سفير آخر لوكالة فرانس برس طلب عدم الكشف عن هويته: "إنه أمر غريب بعض الشيء بسبب تطلعنا جميعاً لعودة الأمريكيين إلى الدبلوماسية متعددة الأطراف".
وأضاف: "اعتقدنا أيضاً أن الولايات المتحدة ستكون حريصة على إظهار أهمية مجلس الأمن في مثل هذه المواقف".
خلاف على دعم جهود محاربة الإرهاب في الساحل الأفريقي
ومن المتوقع أن يترك التوتر الملموس بين فرنسا والولايات المتحدة آثاراً على ملفات أخرى، فقد ظهر في الأمم المتحدة خلاف كبير بين البلدين بشأن تقديم المساعدة إلى القوة المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل الأفريقي.
وتنخرط باريس سياسياً وعسكرياً بقوة في المنطقة، وتقوم منذ سنوات بحملات لتوفير دعم مالي ولوجستي وعملياتي عبر الأمم المتحدة للقوة المؤلفة من خمسة آلاف عسكري يعانون من سوء التجهيز وينحدرون من النيجر وتشاد وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو.
وكانت إدارة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ترفض رفضاً قاطعاً المساعدة، في حين كانت فرنسا تأمل في أن يحدث تحول مع خلفه الديمقراطي جو بايدن.
لكن واشنطن عبّرت في وقت سابق هذا الأسبوع عن موقف سلبي تجاه الفكرة، وقالت إنها على غرار الإدارة السابقة تفضل تقديم مساعدات ثنائية بدلاً من الالتزام بتمويل عبر الأمم المتحدة قد يكون بلا نهاية.
ي.أ/ ع.ج.م (أ ف ب)
التصعيد بين إسرائيل وغزة يخلّف انقساما بين نجوم الرياضة والفن
التصعيد بين إسرائيل وغزة وضع أوزاره لكنه ترك ظلالا من الانقسام بين مشاهير الرياضة والفن وأعلن أغلبهم تعاطفه مع الفلسطينيين، وهناك من أيد إسرائيل.
روجر واترز وبيلا حديد وغالد غادوت
روجر واترز فنان الروك البريطاني، غالبًا ما اتُهم بمعاداة السامية بسبب دعمه الصريح لحركة المقاطعة لإسرائيل، وصف إسرائيل بأنها "دولة فصل عنصري". الفنانة الإسرائيلية غالد غادوت نشرت على تويتر رمزًا تعبيريًا لقلب مكسور مصحوبًا برسالة تفيد بأنها كانت تصلي من أجل "إنهاء هذا العداء الذي لا يمكن تصوره". عارضة الأزياء بيلا حديد، (والدها من أصل أصول فلسطيني) نشرت صوراً لها في تظاهرة #FreePalestine بنيويورك.
ثنائي ليستر يرفعان علم فلسطين
بعد فوز ليستر سيتي لأول مرة في تاريخه بكأس الرابطة الإنجليزية لكرة القدم (السبت 15 مايو/ أيار 2021) إثر التغلب على تشيلسي 2-1، رفع البريطاني ذو الأصل البنغالي حمزة توشدري وزميله الفرنسي ويسلي فوفانا ذو الأصول المالية (يسار الصورة) علم فلسطين. وكان تشودري قد توشح بالعلم الفلسطيني أثناء أخذه ميدالية الفوز أمام نحو 20 ألف متفرج حضروا المباراة.
صورة من: Matthew Childs/empics/picture alliance
هل يعاقب على رفع العلم؟
وقد جرى الحديث بعدها في وسائل الإعلام عن عزم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على معاقبة اللاعبين على تلك الفعلة، لكن شبكة "ذا أثلتك" نفت ذلك، ذاكرة أنه لا توجد لائحة تنص على معاقبة مَنْ يحملون أعلام الدول في ملاعب كرة القدم، بحسب ما نقلت مواقع عديدة.
صورة من: Richard Heathcote/empics/picture alliance
بوغبا وديالو يطوفان بالعلم
بعد انتهاء مباراة فريقهما مانشستر يونايتد بالتعادل 1-1 مع فولهام في الجولة قبل الأخيرة من الدوري الإنجليزي (الثلاثاء 18 مايو/ أيار) رفع ثنائي هجوم مانشستر يونايتد بول بوغبا وأماد ديالو تراوري علم فلسطين وطافا به أرضية ملعب "أولد ترافورد" معقل مان يونايتد.
صورة من: Laurence Griffiths/AP/picture alliance
رياض محرز يتفاعل هو الآخر
وكان النجم الجزائري رياض محرز لاعب مانشستر سيتي قد أعرب عن تضامنه مع الفلسطينيين عبر موقع "توتير"، حيث نشر صورة لعلم فلسطين وأمامه يدا تشير بعلامة النصر. ووضع محرز رمز (إيموشن) لكفين يدعوان وبجوارهما علم فلسطين مع وسمين (هشاتاغ) باللغة الإنجليزية عن فلسطين وعما يجري في حي الشيخ جراح بالقدس.
صورة من: Reuters
انتقادات لصلاح في تأخره
وتعرض النجم المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول لانتقادات من متابعيه بسبب تأخره في إظهار الدعم للفلسطينيين، لينشر صلاح بعدها صورة له أمام مسجد قبة الصخرة ويدعو في تغريدة (12/5/2021) "قادة دول العالم" ومنهم قائد بريطانيا "إلى بذل ما في وسعهم للتأكد من توقف قتل الأبرياء على الفور. لقد طفح الكيل، وكفى يعني كفى"، حسبما كتب صلاح.
صورة من: Reuters/T. Melville
من جديد .. ديبورتيفو بالستينو
أما لاعبو نادي دبرتيفو بالستينو بدولة تشيلي، والذي أسسه مهاجرون فلسطينيون، فقد شوهدوا في أرضية الملعب (السبت 8 مايو/ أيار) وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية كشكل من أشكال التضامن مع الفلسطينيين. وقد سبق للاعبي بالستينو إثارة الجدل عندما أرتدوا قمصانا في يناير/ كانون الثاني 2014 وضعوا عليها خريطة لفلسطين بدلا من الرقم "واحد"، كما يظهر في الصورة .
صورة من: Getty Images/Afp/Str
شجار في أيندهوفن!
وعلى الجانب الآخر كان هناك من نجوم الكرة من أعلن تأييده لإسرائيل، مثلما فعل قائد منتخب إسرائيل إران زاهافي لاعب أيندهوفن الهولندي. فقد قام زاهافي بنشر عدد من القصص على موقع انستغرام يؤكد فيها دعمه للجيش الإسرائيلي، وهو ما تسبب في مشاجرة مع لاعبين آخرين بالفريق، بحسب موقع "ف ن" (فرينكيشه ناخريشتن) الألماني.
صورة من: Thomas Bakker/PRO SHOTS/picture alliance
تايسون فيوري يتراجع عن قصته؟
أما نجم الملاكمة البريطاني تايسون فيوري فقد تسبب في إثارة للجدل. فقد نشر على صفحته بموقع انستغرام قصة كتب فيها "صلوا من أجل إسرائيل"، ليثير سخط مستخدمي موقع التواصل المؤيدين للفلسطينيين. فعاد فيوري سريعا وأوضح في مقطع فيديو أن شخصا آخر هو من نشر القصة، وقال فيوري إنه "لا يتورط في النزاعات السياسية"، بحسب شبكة "ميدل إيست آي". إعداد: صلاح شرارة/م.س