يبدو أن أزمة المياه التي نشبت مؤخرا بين العراق وتركيا في طريقها للانفراج. فقد ذكر السفير التركي في بغداد أن حكومته أوقفت مؤقتا ملء سد أليسو الضخم على نهر دجلة بناء على شكوى من الحكومة العراقية.
إعلان
أبرز نزاعات الشرق الأوسط حول المياه
02:14
ذكر مسؤولون الخميس (السابع من حزيران/ يونيو 2018) أن تركيا أوقفت مؤقتاً ملء سد إليسو الضخم على نهر دجلة بعد شكوى من العراق الذي يعاني نقصاً في المياه. وقال السفير التركي لدى بغداد ووزير المياه العراقي كذلك إن البلدين اتفقا على أنه عندما تستأنف أنقرة ملء السد في الشهر المقبل فستسمح بتدفق مياه كافية إلى العراق.
وبدأت تركيا ملء سد إليسو الأسبوع الماضي مما غذى المخاوف من نقص المياه في العراق. وكانت أنقرة أجلت بالفعل البداية المقررة لتلك العملية لثلاثة أشهر بناء على طلب بغداد.
وقال السفير التركي لدى العراق فاتح يلدز في سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر إن تركيا أوقفت ملء السد بناء على أوامر من الرئيس رجب طيب أردوغان لتبديد مخاوف العراق. وأضاف يلدز: "يجري تحويل مياه دجلة حتى هذه اللحظة إلى العراق دون أن تذهب نقطة منها إلى إليسو... أظهرنا مجدداً من خلال القرار الثاني أن بإمكاننا تقديم احتياجات جارتنا على احتياجاتنا".
"مشروع عملاق"
وقال وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي إن بغداد طلبت التأجيل وإن البلدين اتفقا على طريقة لملئه تسمح بضخ مياه كافية إلى العراق. وأضاف الجنابي أن العراق طلب تأجيل ملء السد حتى نهاية الشهر الجاري وإن تركيا وافقت. وذكر أن طريقة ملء السد أمر مهم للغاية وأن الجانبين توصلا إلى طريقة تضمن مصالح العراق.
ويتدفق 70 في المئة من موارد المياه العراقية من دول مجاورة، خاصة في نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا. والسد، الذي وافقت الحكومة التركية على تشييده عام 1997، جزء رئيسي من مشروع جنوب شرق الأناضول في تركيا. لكن شركات تأمين اعتمادات التصدير الغربية انسحبت من المشروع قائلة إنه لم يف بالمعايير الدولية الخاصة بالبيئة والحفاظ على التراث الثقافي.
أ.ح/ ع.غ (رويترز)
أبرز المنشآت المائية في العالم العربي
تعتبر السدود والمنشآت المائية ضرورة حياتية وتنموية للكثير من سكان العالم، إضافة إلى ذلك تسهم السدود في توليد الطاقة الكهرومائية. ويعتمد قرابة 30 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم على المنشآت المائية.
صورة من: Reuters/R. Said
السد العالي
يعتمد الاقتصاد المصري بشكل كبير على نهر النيل ويعتبر تقريبا المصدر الوحيد للمياه العذبة لديها. ويبدأ مجرى النهر من دول أخرى في المنطقة، ما يضع القاهرة في حالة اعتماد على الدول الواقعة في أعلى المنبع. ويعتبر السد العالي على نهر النيل أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في مصر الذي أنشئ في عهد عبد الناصر بمساعدة السوفييت، ويساهم السد في تحكم تدفق المياه وكذلك يستخدم في توليد الكهرباء في مصر
صورة من: picture alliance/James Strachan/Robert Harding
المصب العام
يعتبر مشروع "المصب العام" أحد المشاريع الرئيسية في العراق، إذ يقوم بجمع مياه شبكة المبازل للمشاريع الزراعية ومنع خلطها بمياه نهري دجلة والفرات، وتأمين نقلها إلى الخليج العربي عبر شط البصرة. وتم إنجاز المشروع في عام 1992 ولم يشهد العراق منذ تلك الفترة بناء مشاريع كبيرة للاحتفاظ بالمياه لديها وهو ما يعتبر أحد الأسباب للجفاف والتصحر.
صورة من: AP
النهر الصناعي العظيم
"النهر العظيم" في ليبيا أحد أضخم المشاريع لنقل المياه في العالم، بحيث يقوم بنقل المياه العذبة عبر أنابيب ضخمه من حقول وآبار إلى مناطق الاستهلاك. وتعاني ليبيا من شح مائي يصل إلى 2 مليار متر مكعب في السنة، بحصة فرد من المياه أقل من 1000 متر مكعب في العام، وهو ما يصنف ضمن الشح المائي. ورغم الانتقادات الموجه إلى المشروع إلا أن الحكومة الليبية حاولت من خلاله إيجاد حلول لنقص المياه لديها.
صورة من: Wikipedia/Gemeinfrei/J. Berk
سد الفرات في سوريا
يقع السد الفرات في محافظة الرقة السورية، وتسفيد منه سوريا في تلبية احتياجاتها من المشاريع الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية وكذلك تخزين المياه في بحيرة الأسد الواقعة بالقرب من السد. ويولد السد قرابة 800 ميغاواط في الساعة.
صورة من: picture-alliance/AA/S. M. Leyla
سد الموصل
أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط. شهد السد أخطاء هندسية أثناء بداية بنائه، إذ تبين فيما بعد أن السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل. إلا أن الإجراءات التي تم اتخاذها لاحقاً لم تساهم في تحسين الوضع وتسببت بوقوع مخاطر الانهيار. وفي حال الانهيار فإنه سيغمر مدينة الموصل ومدن وادي دجلة. وتقوم سلطات العراق باتخاذ إجراءات للحيلولة دون وقوع الانهيار.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/E. Yorulmaz
حصاد الضباب
تمكن المغرب بمساعدة ألمانية من توفير المياه للاستخدامات البشرية بتقنية حديثة، من خلال مشروع حصاد الضباب. ويعتمد المشروع على استخراج الماء من الضباب في قمم الجبال عبر اعتراضه بشبكات مصممة لذلك، وتزويد سكان المناطق التي تعاني نقصا حادا من الماء بعد تجميعه ومعالجته. وحقق المشروع نجاحا كبيرا، حيث تمكن من تغيير حياة الكثير من القرى الجبلية في المنطقة إلى الأفضل.
صورة من: Darsihmad Assiciation
محطات لتحلية المياه
جاءت دول الخليج العربي في قائمة أكثر الدول التي تعاني من شح حاد للمياه بحلول عام 2040 وذلك ضمن تصنيف معهد الموارد العالمية. وتعتمد بلدان المنطقة بصورة رئيسية على تحلية ماء البحر لتلبية احتياجاتها من الماء. وتعتبر محطة "رأس الخير" السعودية أكبر محطة لتحلية ماء البحر في العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.025 مليون متر مكعب. (صورة لمحطة تحلية المياه في الشويهات بالإمارات)