1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوادر خلافات في الائتلاف الحكومي الألماني حول السياسة الخارجية للحكومة

دويتشه فيله/وكالات

بدأت بوادر خلافات تطفو على السطح بين عضوي الحكومة الكبيرين حول السياسة الخارجية لحكومة ميركل. ألمانيا تكثف مساعيها الدبلوماسية في الشرق الاوسط الذي يزوره اليوم وزير الخارجية الالماني، وشرودر ينتقد من جدة الرسوم المسيئة

الاشتراكيون الديمقراطيون (SPD) والمسيحيون الديمقراطيون (CDU) امام تحدي الازمة الايرانية.صورة من: AP

يرى بعض المراقبين والمحللين السياسيين أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحاول شيئا فشيئا أن ينأى بنفسه عن النهج الذي تتبعه المستشارة أنجيلا ميركل في التعامل مع القضايا الدولية وخصوصا الازمة مع ايران وذلك من خلال تقديم نفسه للرأي العام الالماني "كحزب السلام". ففي أحدث تصريح له نشرته صحيفة "فرانكفورتر زونتاغ تسايتونغ" اليوم قال رئيس الحزب ماتياس بلاتسيك "أن الحل العسكري للأزمة الايرانية غير مطروح على الاطلاق على طاولة المفاوضات". وأشار بلاتسيك "ان موقف حزبه في هذا الشأن واضح وثابت". ورحب الزعيم الاشتراكي الديمقراطي، الذي يعول عليه حزبه كثيرا في المستقبل ليكون منافسا على منصب المستشارية، رحب بتصريح سابق لوزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الذي ينتمي لنفس الحزب حذر فيه من "عسكرة السياسة". واعتبر بلاتسيك أن تصريحات الرئيس الفرنسي الاخيرة بشأن استخدام أسلحة نووية للرد على دول ارهابية "خلقت جوا خطيرا في العلاقات الدولية". وحذر الرئيس الشاب للحزب من "التسليم بعقلية المواجهة في المفاوضات مع النظام الايراني"، مؤكدا أن نقل الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن "لا يعني بأي حال من الاحوال انتهاء الحلول الدبلوماسية وانه لا يعدو كونه خطوة دبلوماسية أخرى."

المستشارة في مرمي الانتقادات

أنجيلا ميركل أثناء زيارتها الاخيرة الى البيت الابيضصورة من: AP

وفي نفس السياق وجه عدد من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي انتقادات واضحة الى اسلوب وعبارات المستشارة الالمانية في التعامل مع الازمة الايرانية، لاسيما تشبيه المستشارة الاستهتار بالاخطار الناشئة عن وجود اسلجة نووية لدى نظام الحكو في طهران بالاستهتار الذي واجه به الالمان والعالم اعتلاء هتلر سدة الحكم في المانيا عام 1933. الامين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي هوبيرتوس هايل قال في تصريح لصحيفة "تاجس شبيغل" اليوم: "لن اكون طرفا مساندا لمن يعتقد أن الحرب هي الحل الاول والأمثل في هذه الأزمة." يذكر أن متحدثا باسم الحكومة الالمانية اولريش فيلهيلم كان قد أشار في وقت سابق ان المستشارة انجيلا ميركل اجرت اتصالا هاتفيا يوم الخميس الماضي مع الرئيس جورج بوش حول الوضع في المنطقة، في مؤشر على تعاون وثيق بين برلين وواشنطن في هذا الشأن. وعبرت ميركل خلال زيارتها الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية في نهاية كانون الثاني/يناير عن موقف بالغ الحزم حيال حماس التي لم تلتق قادتها، مطالبة بتوضيحات" بشأن نواياهم حيال اسرائيل. وهذه المرة ايضا لم يدرج في برنامج شتاينماير اي لقاء مع قادة حماس.

تحركات دبلوماسية اوروبية موسعة

وزير الخارجية الالماني الى الشرق الاوسط من جديدصورة من: AP

الأزمة الأخيرة التي أحدثتها الرسوم الكاريكاتورية دفعت بالدبلوماسية الاوروبية الى تكثيف تحركاتها في المنطقة. فقد بدأ وزير الخارجية الالماني فرانك- فالتر شتاينماير اليوم الاحد جولة في الشرق الاوسط تشمل اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن. وتأتي هذه الزيارة بعد اقل من 15 يوما من زيارة المستشارة انجيلا ميركل، في مؤشر على الاهتمام الذي توليه برلين للشرق الاوسط الذي يشهد حالة من الضبابية بسبب فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الاخيرة وحالة من الغليان بسبب الرسوم الكاريكاتورية. ومن المقرر أن يجري الوزير محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت الاثنين في القدس ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الثلاثاء في رام الله. وسيعود شتاينماير الى المانيا مساء الثلاثاء. وتأتي جولة شتاينماير التي كانت مقررة منتصف كانون الثاني/يناير الماضي وارجئت لاسباب تتعلق بالسياسة الداخلية. المتحدث باسم شتاينماير مارتن ييغر اعلن أمس ان وزير الخارجية سيزور تركيا ايضا، وهي محطة لم تكن مقررة من قبل. ويبدو أن قرار الوزير بزيارة انقرة جاء للتشاور حول الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في تهدأة الخواطر في العالم الاسلامي بعد ازمة الرسوم المسيئة للنبي. وتأمل تركيا أن تقدم نفسها من خلال هذه الازمة على انها جسر حقيقيي بين الشرق والغرب وانه لا غنى عنها في ازمات من هذا النوع. وكانت أصوات كثيرة قد علت في ألمانيا مؤخرا تطالب تركيا التي تمثل في نظرهم الاسلام الليبرالي المعتدل الى لعب دور أنشط في حل الازمة. يذكر أن خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي يبدأ هو الآخر يوم غد الاثنين جولة في منطقة الشرق الاوسط لاعادة "روابط الصداقة" مع العالم الاسلامي.

شرودر من جدة: دعوة لتفهم مشاعر المسلمين

شرودر كان من أشد المعارضين للحرب على العراقصورة من: AP

لم تكن قضية رسوم الكاريكاتور المسيئة للنبي محمد غائبة عن اذهان المشاركين في منتدى جدة الاقتصادي الذي افتتح أمس السبت ويستمر ثلاثة ايام. وأثير الموضوع عندما وجه احد المشاركين في المنتدى سؤالا الى المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر الذي كان احد المشاركين في جلسة الافتتاح. وصفق المشاركون بحرارة لصاحب السؤال حين طلب من شرودر ان يبلغ الاوروبيين انه لا يمكنهم اهانة النبي محمد. ورد شرودر على صاحب السؤال بقوله ان على الاوروبيين ان يكونوا اكثر تفهما لمعتقدات المسلمين. واوضح شرودر ان "التكامل الاوروبي بني على اساس احترام الثقافات الاخرى والتسامح والاعتراف بالتنوع" الثقافي. واضاف ان ذلك يشمل الامتناع عن اي عمل يصدم المشاعر الدينية الحقيقية وهو ما لم يحصل للاسف، في الكثير من الاماكن بما فيها اوروبا في الاشهر الاخيرة". وقال شرودر الذي قدمه منظمو منتدى جدة بصفته "صديقا قديما"، انه "علينا العودة الى طريق التسامح واحترام القيم الثقافية والدينية". واضاف "نريد ان نقيم الجسور بين ثقافاتنا". وفي الوقت نفسه ندد المستشار الالماني السابق بالمظاهرات العنيفة ضد الدنمارك وباقي الدول الاوروبية التي اوقعت 13 قتيلا في الايام الاخيرة.

مظاهرات سلمية ضد الرسوم في المانيا

مظاهرات سلمية للمسلمين في دوسيلدورف احتجاجا على الرسوم الكاريكاتوريةصورة من: AP

جرت يوم أمس السبت في عدة مدن ألمانية مظاهرات منددة بالرسوم المسيئة للنبي محمد. ففي مدينة دوسيلدورف خرج نحو 2500 شخص الى الشوارع وتجمعوا أمام القنصلية الدنماركية في المدينة. وردد المتظاهرون شعارا يقول "احترموا نبينا". كما تجمع نحو 1200 شخص في برلين أمام السفارة الدنماركية. وانفض المشاركون في التظاهرة بكل سلام دون حدوث أية تجاوزات تذكر. وقد أثنت قوات الشرطة التي كانت ترافق المتظاهرين بالأجواء السلمية التي رافقت التظاهرة وعلى المسؤولية التي أبداها المنظمون. وقد دعا الى هذه المسيرة جمعيات اسلامية عدة في المانيا. يذكر ان نحو 3.5 مليون مسلم يعيشون في المانيا معظمهم من الجالية التركية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW