فيما يتواصل تدفق اللاجئين إلى ألمانيا وسط ترحيب شعبي ورسمي بدأت تلوح في الأفق بوادر خلاف داخل الائتلاف الحكومي في البلاد، حيث انتقد مسؤولون سياسة ميركل الخاصة باللجوء معربين عن مخاوف أمنية وقلق من اختلال التوازن الثقافي.
إعلان
بدأت بوادر خلاف تدب داخل الائتلاف الحكومي في ألمانيا حول سياسة الهجرة واللجوء بشأن السياسة التي تتبعها المستشارة أنغيلا ميركل، فقد انتقد مسؤولون من حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي - وهو شريك في الحكم مع حزب ميركل الديمقراطي المسيحي، سياسة ميركل. واعتبر هانز ـ بيتر فريدريش، السياسي في الاتحاد الاجتماعي المسيحي أن السماح لدخول اللاجئين إلى البلاد من المجر دون تسجيل ودون فحص "خطأ سياسي غير مسبوق". وقال فريدريش، وهو وزير الداخلية السابق، لصحيفة باساور نويه بريسه اليومية :" لقد خرج الأمر عن سيطرتنا" ، محذرا من "عواقب وخيمة".
فيما أعرب زميله في الحزب، ماركوس شودر، وزير مالية ولاية بافاريا، معقل الاتحاد الاجتماعي المسيحي، عن خشيته من أن يتجاوز تدفق اللاجئين طاقة ألمانيا. وذهب شودر إلى أبعد من ذلك، حيث قال إن ثقافة الترحيب والاستعداد للمساعدة والود التي ظهر بها الألمان مثيرة للإعجاب، لكنه أبدى مخاوفه من أن يتجاوز عدد اللاجئين في البلاد عدد المولودين خلال هذا العام، مما سينعكس سلبا على "التوازن الثقافي في المجتمع". وأعرب كل من فريدريش وشاود عن مخاوفهما من أن يكون بين اللاجئين مندسون من مقاتلي "داعش".
أفكار مبتكرة لإيواء اللاجئين بتوقيع طلبة ألمان
الخيام، صالات الرياضة، المدارس..أماكن تقليدية لإيواء اللاجئين في ألمانيا وهو أمر لم يعجب مجموعة من طلبة الهندسة، الذين صمموا بدائل تعتمد على استغلال كافة الأماكن غير المستخدمة كما تتسم بالابتكار والخروج عن المألوف.
صورة من: Leibnitz Universität in Hannover
وضع طلبة الهندسة بجامعة هانوفر الألمانية مجموعة تصميمات لأماكن إيواء مناسبة للاجئين تستغل المساحات الفارغة في المدينة وتستفيد حتى من أسطح المباني المختلفة. ويخطط الطلبة لبناء هذا التصميم فوق كليتهم في حين لا تزال باقي التصميمات مجرد حلم.
صورة من: Leibnitz Universität in Hannover
رصد الطلبة وجود أكثر من 250 قطعة بحرية غير مستخدمة حاليا في ألمانيا، وفكروا في تحويلها لمراكز عائمة خاصة باللاجئين. ويمكن إمداد هذه المراكز بالكهرباء من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح كما يمكن التحكم في المياه المحيطة بها عن طريق أنظمة خاصة.
صورة من: Leibnitz Universität in Hannover
الجناح الهولندي لمعرض إكسبو 2000 والذي حقق شهرة واسعة، تحول لمبنى فارغ بعد انتهاء فعاليات المعرض الذي أقيم في هانوفر. ويمكن تحويل المبنى لمركز لإيواء اللاجئين لاسيما وأن المبنى يحتوي على حديقة مفتوحة في طابقه الثالث، ما يعطي اللاجئين فرصة للتواصل والاستمتاع بوقتهم.
صورة من: Leibnitz Universität in Hannover
تقدم هذه البيوت المصنوعة من الخشب والمنتشرة في ألمانيا، مساحة كبيرة يمكن تحويلها بسهولة وخلال فترة زمنية قصيرة لمراكز للاجئين.
صورة من: Leibnitz Universität in Hannover
تنتشر في ألمانيا فكرة تأجير قطع من الأرض لمزارعين يقومون غالبا ببناء بيوت صغيرة داخلها، ويمكن أن تأوي هذه البيوت العديد من اللاجئين. وتتيح هذه الإمكانية للاجئين سهولة الحصول على الطعام علاوة على التواجد في مكان مريح للنفس.
صورة من: Leibnitz Universität in Hannover
ثمة العديد من أماكن ركن السيارات غير المستخدمة في العديد نت االمدن الألمانية، وفكر الطلبة في تحويل هذه الأماكن لمراكز خاصة باللاجئين لاسيما الطوابق العليا منها مع إمكانية استخدام الطابق السفلي لركن السيارات.
صورة من: Leibnitz Universität in Hannover
وضع الطلبة تصميما يعتمد على تحويل إحدى محطات الشحن غير المستخدمة في شمال هانوفر، لمكان لإيواء اللاجئين واقترحوا تطبيق الفكرة على كل المحطات المشابهة غير المستخدمة في باقي المدن. آنيكا تسايتلر/ ابتسام فوزي
صورة من: Leibnitz Universität in Hannover
7 صورة1 | 7
وتكشفت هذه التصريحات عن وجود خلافات بشأن مسالة اللجوء بين الحزب المسيحي الاجتماعي وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل. فقد رفض السياسي البارز بحزب ميركل، نوربرت روتغن، هذه التصريحات وقال رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الألماني لهيئة الإذاعة العامة الأولى "إيه ار دي" إنه يرى أن "سلوك الحكومة والمستشارة يعد من أعظم إنجازاتهما حتى الآن.
يذكر أن هورست زيهوفر، زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ورئيس وزراء بافاريا كان قد انتقد أسلوب تعامل المستشارة مع الأزمة وقال إنه "لا يمكن لأي مجتمع التعامل مع شيء كهذا.. الحكومة الاتحادية بحاجة لخطة هنا".