بوتشيمون يمثل أمام محكمة ألمانية وسط احتجاجات في برشلونة
٢٥ مارس ٢٠١٨
خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في مدينة برشلونة الإسبانية للمطالبة بالإفراج عن كارليس بوتشيمون الرئيس السابق لإقليم كتالونيا والمقبوض عليه في ألمانيا. ومن المنتظر أن يمثل أمام محكمة ألمانية غدا الاثنين.
إعلان
طالب حزب اليسار الألماني بالإفراج الفوري عن الرئيس السابق لإقليم كتالونيا الإسباني كارليس بوتشيمون، الذي تم إلقاء القبض عليه في ولاية شليزفيغ هولشتاين لدى قدومه من الدنمارك. وأعلن اندريه هونكو، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب لشؤون السياسات الأوروبية، اليوم إن القبض على بوتشديمون "عار".
وأثار توقيف بوتشيمون تظاهرات في كاتالونيا. وتجمع آلاف من أنصاره في جادة رامبلاس المعروفة في وسط مدينة برشلونة تلبية لدعوة مجموعة متطرفة. ورفع المتظاهرون أعلاما انفصالية ولافتات طالبت بـ"الحرية للسجناء السياسيين".
وقالت منظمة (ايه إن سي) الانفصالية واسعة النفوذ، التي دعت إلى المظاهرة: "نحن نطالب ألمانيا بعدم تسليم الرئيس بوتشديمون إلى إسبانيا لجرائم مختلقة لأسباب سياسية".
ورفع الكثير من المتظاهرين لافتات صغيرة حملت عبارات بالألمانية: "حرروا رئيسنا، ولا تكونوا أعوانا"، فيما رفع آخرون أعلام الاستقلال وماسكات بوتشديمون كعلامة على التأييد، وسار المتظاهرون من مكتب تمثيل المفوضية الأوروبية إلى القنصلية الالمانية في برشلونة، هاتفين "أوروبا هذه تشكل عارا".
ومن المنتظر أن يمثل بوتشيمون، غدا الاثنين، أمام المحكمة الابتدائية المختصة في ولاية شليزفيغ هولشتاين شمالي ألمانيا.
وأثار نبأ القبض على بوتشديمون ضجة على الإنترنت، وغردت السا ارتادي، المتحدثة باسم كتلة (معا من أجل كتالونيا) التي كان بوتشيمون منضما إليها على تويتر: "إسبانيا لا تهتم بمحاكمة عادلة بل تهتم بالانتقام والقمع". وكتبت ميريا بويا، نائبة سابقة في البرلمان عن حزب (سي يو بي) الانفصالي المتشدد: "والآن سنرى ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيدعم انتهاك الحقوق الأساسية من قبل الدولة الإسبانية".
في المقابل، كتب البرت ريفيرا، رئيس حزب (سيودادانوس) المناوئ للانفصال: "انتهى هروب الانقلابي بوتشديمون، ومحاولة تدمير ديمقراطية أوروبية وتحطيم قوانين ديمقراطية والإخلال بالتعايش واختلاس الأموال العامة، لا يمكن أن تمر دون عقاب".
كان حزب (سيودادانوس) الوحدوي تصدر الانتخابات الإقليمية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، غير أن اتحاد الأحزاب الانفصالية الثلاثة الأخرى في كتالونيا منح هذه الأحزاب أصواتا أكثر.
وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على بوتشديمون بناء على أمر اعتقال صادر عن الاتحاد الأوروبي لأنه متهم في إسبانيا "بالتمرد" على الرغم من أن التمرد ليس جريمة أوروبية وليست من بين الـ32 جريمة التي يتعين تسليم المتهمين فيها وفقا لأمر اعتقال أوروبي.
وألقت السلطات الألمانية القبض على بوتشديمون أثناء تواجده في استراحة على الطريق السريع ايه7، وكان في طريقه من الدنمارك إلى بلجيكا حيث يقيم في منفاه.
ف.ي/ع.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
القارة العجوز وأقاليمها الطامحة إلى الانفصال أو الإستقلال!
هناك عدة مناطق أوروبية تسعى للانفصال أو الاستقلال عن دولها، وذلك بدرجات متفاوتة ولأسباب مختلفة، نتعرف في ألبوم الصور هذا على هذه المناطق أو الأقاليم، وسبب رغبتها بمفارقة الدول التي تشكل جزءاً منها الآن.
صورة من: DW/R. Wenkel
كاتالونيا
تسعى كاتالونيا إلى الانفصال عن إسبانيا لأسباب اقتصادية في الغالب، فالناس هناك يقولون بأن حكومة المركز في مدريد استنزفت ثرواتهم، ورغم أن البعض يرجع زيادة النزعة الانفصالية لدى الكاتالونيين إلى اضطهادهم بداية القرن العشرين من قبل الجنرال فرانكو، فإن الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 5.7 مليون نسمة، يتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلال السياسي والثقافي، بما في ذلك وجود برلمان إقليمي.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Gene
إقليم الباسك
يتطلع البعض في إقليم الباسك الذي يقع في شمال إسبانيا أيضاً إلى إقامة دولة خاصة بهم، لأسباب اقتصادية أيضاً، حيث إن الحكومة المركزية في مدريد تجمع ضرائب من مختلف المناطق الإسبانية وتقوم بتوزيعها على المناطق الإسبانية الأخرى، باستثناء إقليم الباسك. وعلى الرغم من أن القومية الباسكية ولغة الباسك قد قمعت أيضا تحت حكم ديكتاتورية فرانكو، إلا أن أقلية صغيرة من القوميين الباسكيين تنشط في أنحاء الإقليم.
صورة من: dapd
إسكتلندا
رغم تمتعهم ببرلمان خاص بهم، مازال الاسكتلنديون منذ اتحادهم في إطار المملكة المتحدة منذ حوالي 300 سنة يسعون إلى الحكم الذاتي الكامل، في عام 2014 قامت اسكتلندا بتنظيم استفتاء فشل فيه المؤيدون للانفصال، غير أن نتائج الاستفتاء المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي/ البريكست جددت رغبة الاسكتلنديين بإجراء استفتاء جديد لتحديد مستقبلهم علاقتهم بالمملكة المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/G. Stuart
فلاندرز (الإقليم الفلمنكي)
رغم أن الإقليم الذي يشكل أحد الأقاليم الفدرالية الرئيسية في بلجيكا يهيمن على المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد إلا أن ممثلها السياسي، التحالف الفلمنكي الجديد، يقول أنه يريد الاستقلال. وقد استطاع هذا التحالف تعزيز موقعه خلال الانتخابات التشريعية عام 2014 ليصبح حجر الزاوية في الحكومة الفدرالية اليمينية الناطقة بالفرنسية. وإذا تم الانفصال فإن بلجيكا ستفقد أكثر من نصف سكانها.
صورة من: Getty Images
بادانيا
هي حركة انفصالية في شمال إيطاليا تأسست عام 1989 وسميت برابطة الشمال لاستقلال بادانيا، وهدفها اقتصادي بحت، تنادي الرابطة باستقلال الشمال الإيطالي الغني مقارنة بمناطق الجنوب. وفي فترة التسعينات أراد حزب الرابطة/ ليغا نورد الانفصال الكامل. ورغم أن الأصوات المطالبة بالاستقلال خفت، إلا أن القلق ما زال يراود بقية المناطق الإيطالية بسبب تركز رأس المال في الشمال.
صورة من: picture-alliance/dpa/ANSA/D. Trovato
جنوب تيرول
تلعب العوامل الاقتصادية والسياسية والتاريخية والثقافية جميعها دوراً في النزعة الانفصالية لجنوب التيرول عن إيطاليا. قبل الحرب العالمية الأولى كانت هذه المنطقة تنتمي إلى النمسا والمجر، لكنها أصبحت جزءاً من إيطاليا، في نهاية الصراع على الهيمنة على هذه المنطقة الهامة. يتحدث 70 بالمائة من الذين يعيشون في جنوب تيرول اللغة الألمانية. ويطالب سكان هذا الإقليم بالاستقلال عن إيطاليا منذ استعمارها.
صورة من: Kur- und Verkehrsamt Kiefersfelden
كورسيكا
تتمتع هذه الجزيرة المتوسطية بوضع خاص حيث تعتبر الوحيدة في فرنسا التي تحظى بهامش أكبر من السلطة الذاتية مقارنة بأقاليم ما وراء البحار. وبعد عقود من الصراع أعلنت المنظمة المسلحة السرية "جبهة التحرير الوطني فى كورسيكا"، في يونيو 2014 التخلي عن السلاح من أجل تعزيز العملية السياسية. وتخشى السلطات الفرنسية من مطالبة أقاليم فرنسية أخرى مثل بريتانى أو الالزاس بالانفصال، وتعتبر ذلك خطراً على وحدة البلاد.
صورة من: DW/E. Bryant
بافاريا
قليل من البافاريين يرغبون بدولة خاصة بهم، تعتبر ولاية بافاريا الإقليم الألماني الوحيد الذي يمثله حزب في البرلمان، ويحمل الإقليم اسم "ولاية بافاريا الحرة". ظهرت بوادر انفصال عبر دعوة السياسي من "الحزب المسيحي الاجتماعي" فيلفريد شارناغيل، في كتاب صدر عام 2012 بعنوان "بافاريا تستطيع العيش وحدها"، إلا أنه لم تظهر حركات سياسية تتبنى هذا النهج.
كريستوف هازلباخ/ ز.م/ محيي الدين حسين/ م.م