بوتفليقة يغير مدير حملته وحزب إسلامي يلوح بمقاطعة الانتخابات
٢ مارس ٢٠١٩
أقال الرئيس الجزائري مدير حملته الانتخابية دون تقديم تفسير، حسب وكالة الأنباء الرسمية. وأعلن حزب يساري مقاطعته الانتخابات التي لم تستبعد "حركة مجتمع السلم" مقاطعتها أيضاً. إلى ذلك شيع أول ضحايا الاحتجاجات لمثواه الأخير.
إعلان
أقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي يواجه حركة احتجاج لا سابق لها منذ إعلانه ترشحه لولاية خامسة في انتخابات 18 نيسان/ أبريل، مدير حملته الانتخابية ورئيس وزرائه السابق عبد المالك سلال، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية اليوم السبت (الثاني من شباط/ فبراير 2019). واستبدل سلال الذي كان أدار الحملات الانتخابية الثلاث الأخيرة لبوتفليقة (2004 و2009 و2014) بوزير النقل الحالي عبد الغني زعلان، بحسب ما أفادت الوكالة نقلاً عن "مديرية حملة" بوتفليقة، بدون تفسير أسباب التغيير.
وباستثناء الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الذي اعلن نيته الترشح لولاية خامسة، لم يؤكد أي مرشح بارز حتى الآن ترشحه.
حزب يقاطع الانتخابات وآخر لا يستبعد
وفي تطور جديد، قال عبد الرزاق مقري رئيس حزب "حركة مجتمع السلم" ومرشحه المعلن للانتخابات إنه لا يستبعد التخلي عن الترشح على أن يتخذ قراره النهائي الأحد، آخر يوم في المهلة القانونية لتقديم ملف الترشح. وقال رئيس الحركة الإسلامية الأبرز في الجزائر والتي تعتبر معتدلة ومن تيار الإخوان المسلمين، لفرانس برس إن ملف الترشح سيقدم للمجلس الدستوري الأحد "متى قررنا بالفعل تقديم ترشحنا". وكانت هذه الحركة ضمن الائتلاف الرئاسي حتى 2012 ولها 34 نائباً في البرلمان. ولم يسبق لها أن قدمت مرشحا للانتخابات الرئاسية.
وكان هذا الحزب دعا في بيان مساء أمس الجمعة إثر التظاهرات الحاشدة الرافضة لترشح بوتفليقة، "السلطات إلى الإصغاء لصوت الشعب" و"التوقف عن فرض أمر عبثي".
أما حزب العمال اليساري المتشدد فقد أعلن بالفعل اليوم السبت أنه لن يقدم مرشحاً للانتخابات الرئاسية في 18 نيسان/ أبريل، وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ عام 2004. وقال رمضان يوسف تاعزيبت النائب وعضو المكتب السياسي للحزب، لفرانس برس "باستثناء امتناع عضوين، صوت كافة أعضاء اللجنة المركزية لصالح عدم المشاركة".
حصري لـ DW عربية.. مشاهد طريفة من مظاهرات الجزائر
01:51
تشييع جنازة أول ضحية
واليوم السبت شارك عشرات الجزائريين الذين تنقلوا من مختلف مناطق البلاد في جنازة لحسان بن خدة، أول ضحايا المسيرات المناوئة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقد حضر مختلف رؤساء أحزاب المعارضة الجزائرية الجنازة لتقديم التعازي لعائلة الفقيد، ومنهم رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، ورئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله.
إلى ذلك، توجه وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، للمستشفى لتعزية أهل الفقيد.
من ناحية أخرى، كشف سليم بن خدة، شقيق، حسان بن خدة عن حقيقة وفاة أخيه، أمس الجمعة في المسيرات السلمية، نافيا كل المزاعم التي انتشرت عبر وسائل الإعلام، والتي مفادها أن الضحية توفي جراء أزمة قلبية. وقال الدكتور سليم بن خدة في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن أخاه لا يعاني من أي مرض، وإن وفاته جاءت جراء التدافع الذي حصل أمام فندق الجزائر، غير بعيد عن قصر الرئاسة. كما أكد سليم بن خدة، أن التقرير الطبي لم يصدر رسمياً بعد، "لن نقدم أي تصريحات قبل صدور تقرير الطب الشرعي، لكن ما يمكن تأكيده هو أن حسان توفي جراء نزيف داخلي، متعرضا لرضوض على مستوى الجبين) .
وللإشارة، فإن حسان بن خدة، هو ابن يوسف بن خدة، رئيس الحكومة المؤقتة للجزائر عام 1962، وهو دكتور جامعي مارس عمله في بريطانيا لأكثر من عشرين سنة، وقرر العودة للجزائر منذ 12 سنة.
خ.س/ع.ج (أ ف ب، د ب أ)
حراك الجزائر ـ الاحتجاجات تدخل مخاض "جمعة الحسم"
منذ لحظة الإعلان عن ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، والأحداث تتسارع، بدءاً من الاحتجاجات إلى التسريبات السلبية عن الرئيس الحالي ومعسكره، ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في الحراك الشعبي ضد الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
شعلة الاحتجاجات
بعد إعلان ترشحه لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 نيسان/ أبريل 2019، أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بذلك شهوراً من التكهنات حول إعادة ترشحه لولاية جديدة. وكان لهذا الإعلان وقع الصدمة في الجزائر، ما خلق حالة غليان، بدأ إفتراضياً على مواقع التواصل الاجتماعي ثم انتقل إلى احتجاجات ميدانية عارمة رافضة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
من العالم الافتراضي
انطلقت الاحتجاجات في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة في بادئ الأمر عبر دعوات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى دعوات أخرى أطلقتها حركة "مواطنة" وحركات وأحزاب المعارضة الرافضة لإعادة انتخابه. وتشهد العاصمة الجزائرية ومدن أخرى منذ الجمعة الماضي تظاهر الآلاف من الجزائريين، أغلبهم من الشباب.
صورة من: Twitter/JohnHanaDahli
"لا للعهدة الخامسة"
عبر المتظاهرون في الجزائر عن رفضهم ترشح بوتقليفة لولاية خامسة من خلال ترديد شعارات مختلفة، أبرزها "لا للعهدة الخامسة" وأخرى مثل"لا بوتفليقة لا السعيد" في إشارة الى شقيقه السعيد بوتفليقة الذي يتم الحديث عنه كخليفة للرئيس. وكذلك "بوتفليقة إرحل" و"أويحيى إرحل" إضافة الى أغان معارضة للحكومة يرددها عادة المشجعون في الملاعب.
صورة من: picture-alliance/F. Batiche
سلمية الاحتجاجات
تتسم الاحتجاجات الحالية، التي تعد الأكبر منذ تولي الرئيس الحالي، عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم عام 1999، بالسلمية وسط انتشار أمني غير مسبوق. كما انتشر رجال الشرطة، وقوات مكافحة الشغب صبيحة اليوم بشكل مكثف، للتمركز في النقاط الأساسية التي من المتوقع أن يصل إليها المحتجون.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/A. Belghoul
صحوة الشعب
يشارك في الاحتجاجات مختلف أطياف المجتمع الجزائري. وشكل الشباب الفئة الأكثر حضوراً في الشارع. كما انضم آلاف الطلبة الجزائريين إلى الاحتجاجات المناهضة لترشح بوتفليقة. وللمرة الأولى في تاريخ الجزائر يشارك صحفيو التلفزيون الرسمي والإذاعة الحكوميتين في احتجاج ضمن موجة المطالب الشعبية المناهضة لترشح بوتفليقة.
صورة من: AFP/R. Kramdi
مرشحون خطفوا الأضواء
يقف أمام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مرشحون آخرون، أمثال الجنرال السابق، علي غديري، وكذلك المرشح الإسلامي عبد السلام مقري، الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين. بالإضافة إلى الناشط السياسي رشيد نكاز، الذي خطف الأضواء إثر التفاف حشود من المؤيدين حوله أمام مقر بلدة الجزائر الوسطى، ما دعا الشرطة إلى اجباره على مغادرة المكان.
صورة من: AFP/R. Kramdi
المرشح "الغائب"
عبد العزيز بوتفليقة، الذي سيكمل عامه الثاني والثمانين السبت المقبل، موجود منذ الأسبوع الماضي في جنيف لإجراء فحوصات طبية دورية، حيث يتوقع أن تستغرق إقامته في سويسرا فترة قصيرة بحسب بيان رئاسة الجمهورية. بوتفليقة، الذي تولى الرئاسة منذ عام 1999، لم يظهر علنا إلا نادراً منذ أصيب بجلطة دماغية في عام 2013 أقعدته على كرسي متحرك.
صورة من: Reuters
جمعة "مليونية"
يستعد الجزائريون المعارضون لترشح بوتفليقة لعهدة خامسة للخروج في مسيرات مليونية (الجمعة الأول من آذار/ مارس 2019). ويأتي ذلك استجابة للدعوات التي أطلقها نشطاء شباب عبر فيسبوك، ينادون بمليونية، قبل يومين من انتهاء عملية سحب استمارات الترشح من جانب الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية في نيسان/إبريل المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Belghoul
تسريبات محرجة
في ظل الاحتجاجات، ظهر تسريبان: الأول خص وثائق سرية لأجهزة الاستخبارات المحلية، نشرتها مجلة "لوبس" الفرنسية وكشفت عن كيفية وصول بوتفليقة إلى موقع الرجل الثاني في النظام الجزائري. أما التسريب الثاني فيعود إلى مكالمة هاتفية بين عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، مع علي حداد، رجل الأعمال المقرّب من النظام، تتضمن جزءاً من خططهما لتجاوز حالة الاحتجاجات (لم يتم تأكيد صحة التسريب رسميا).
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Ramzy
يوم حاسم في تاريخ الجزائر
ورغم تواصل الاحتجاجات في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة، قال مدير حملته الانتخابية يوم الأربعاء (27 شباط/ فبراير) إن الرئيس سيقدم بشكل رسمي أوراق ترشحه لولاية جديدة في الثالث من مارس/ آذار، أي 15 يوماً قبل الانتخابات. ما قد يوسع من حالة الرفض للعهدة الخامسة ويجعله يوماً حاسماً في مصير البلاد. إعداد: إيمان ملوك