بوتين: اتفقنا مع تركيا على ضرورة وصول المساعدات لحلب
١٠ أكتوبر ٢٠١٦
بدا الرئيسان التركي أردوغان والروسي بوتين مصممين على تطبيع سريع للعلاقات بين بلديهما. الزعيمان أجريا محادثات في إسطنبول غلب عليها الطابع الاقتصادي دون أن تغيب عنها سوريا. بوتين كشف أنهما اتفقا على نقل المساعدات إلى حلب.
إعلان
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين (العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2016) إنه اتفق مع نظيره التركي طيب أردوغان على أهمية توصيل المساعدات إلى مدينة حلب السورية. وأضاف بوتين في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع أردوغان "لدينا موقف مشترك بأنه يجب فعل كل شيء ممكن لتسليم المساعدات الإنسانية لحلب. القضية الوحيدة هي ... ضمان سلامة توصيل المساعدات."
بدوره قال الرئيس التركي أردوغان إنه بحث الصراع في سوريا مع نظيره الروسي بوتين اليوم بما في ذلك العمليات العسكرية التركية هناك والحاجة للتعاون من أجل توصيل المساعدات لحلب. وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد اجتماع في اسطنبول قال أردوغان إنه واثق من أن تطبيع العلاقات مع روسيا- التي توترت بعد أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية العام الماضي- سيكون سريعا.
وبدأ الرئيس الروسي لقاءه مع نظيره التركي في إسطنبول حيث أجريا محادثات تتركز على التعاون في مجال الطاقة رغم الخلافات العميقة حول سوريا. وبعد أزمة استمرت لأشهر بين البلدين إثر إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على الحدود السورية، يبدي الرئيسان تصميما على طي هذه الصفحة.
وعقد اللقاء في قصر في إسطنبول على هامش مؤتمر الطاقة العالمي المنعقد في هذه المدينة التركية بمشاركة بوتين الذي قام بهذه المناسبة بأول زيارة له إلى تركيا منذ انتهاء الأزمة الخطيرة في العلاقات بين البلدين.
روسيا توافق على خفض سعر الغاز لتركيا
وفي الملف الاقتصادي كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده وافقت على آلية لخفض سعر الغاز لتركيا في إطار اتفاق أوسع نطاقا لبناء خط أنابيب نقل الغاز "ترك ستريم". وقال بوتين في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع الرئيس التركي أن موسكو قررت رفع حظر استيراد بعض المنتجات الغذائية من تركيا وأن البلدين اتفقا على العمل صوب التطبيع الكامل للعلاقات.
يذكر أن تركيا وروسيا وقعتا الاثنين اتفاقا لبناء خط أنابيب "تورك ستريم" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر البحر الأسود، بحسب ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس. ووقع الاتفاقية وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ونظيره التركي بيرات ألبيرق، بحضور الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان عقب محادثاتهما في إسطنبول.
أ.ح/ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب)
في صور: معارك بلا هوادة وحرب بلا نهاية - حلب تحت النار
صورة من: Reuters/A. Ismail
"ماذا بقي من حلب؟"، لعل هذا السؤال الذي يطرحه هذا الطفل الذي يتأمل ما خلّفه القصف المتواصل على المدينة الجريحة المنكوبة؟ أو فقط لعله يتساءل عما بقي من بيت أهله وأين سيقضي ليلته دون سقف قد لا يقيه راجمات الأسد ولا قاذفات حلفائه الروس. في غضون ذلك، تتواصل معاناة عشرات الآلاف من سكان حلب...والعالم لا يحرك ساكنا!
صورة من: Reuters/A. Ismail
حتى عندما قصفت الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد مدعومة بقوات روسية المستشفيات، على غرار مستشفى ميم 10 والمعروف باسم "مستشفى الصخور" الواقع في شرق حلب وقُتل اثنان من المرضى وأصيب العشرات منهم، لم يحرك العالم ساكنا. البعض ندد وناشد... والأسد - مدعوما بحلفائه روسيا وإيران وحزب الله - يواصل الحرب على شعبه.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وفيما تتفاقم معاناة المدنيين، تحتفل قوات الأسد بتقدمها على حساب فصائل المعارضة في حلب... ودمشق تؤكد أن جيشها سيواصل حملته العسكرية الكبيرة - بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي - لاستعادة السيطرة.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
في غضون ذلك، يشيع الحلبيون يشيعون موتاهم إلى مثواهم الأخير في حرب تعددت فيها الجبهات وتنوعت فيها الأطراف بين من يدعم الأسد جهراً وسراً وبين من يدعم المعارضة بالسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر. حرب وُصفت بـ"الوحشية" من قبل الأمم المتحدة، فيما تتحدث الصور التي تصلنا عنها عن "بشاعة" تكاد لا تجد ما يضاهيها في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
ومن لم يحالفه الحظ بالهرب إلى خارج البلاد، يكون مصيره إما الموت أو الإصابة أو العيش في هلع يومي. الأكيد أن أكبر ضحايا هذه الحرب هم الأطفال. فقط بعض الصور التي تصلنا من حلب توثق مدى معاناة هؤلاء: ففي آب/ أغسطس الماضي، صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار وهو يجلس داخل سيارة إسعاف، الملايين حول العالم بعد إنقاذه من غارة استهدفت الأحياء الشرقية في حلب. وما لا نعرفه كان أعظم!
صورة من: picture-alliance/AA/M. Rslan
حتى قوافل المساعدات الإنسانية التي جاد بها المجتمع الدولي للتخفيف بعض الشيء من معاناة المدنيين في حلب لم تسلم من القصف. فقبل أسبوعين تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف ما أسفر عن مقتل "نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية من الشاحنات"، وفق الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.
صورة من: picture alliance/newscom/O. H. Kadour
وفيما يبقى المجتمع الدولي عاجزا حتى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب وإتاحة المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، يبقى أصحاب الخوذات البيضاء "الأبطال" في عيون العديد من الحلبيين. رغم الحديد والنار ورغم الصواريخ والقاذفات، ظلوا في مدينتهم لمد يد المساعدة وإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وبينما يقضي أقرانها في أغلبية دول العالم أوقاتهم في المدرسة أو في اللعب، تجد هذه الطفلة السورية نفسها مجبرة على الوقوف في صف طويل من أجل الحصول على بعض من الطعام الذي توزعه بعض المنظمات الانسانية - طبعا إن سملت هي بدورها من قصف قوات الأسد وقاذفات الطائرات الروسية. بالنسبة للعديد هذه الصورة إنما حالة تبعث للحزن، ولكنها واقع مر لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين...
صورة من: picture-alliance/AA/E. Sansar
وفيما يتحمل العديد من الحلبيين الواقع المر بالكثير من الصبر، نفذ صبر واشنطن خلال مفاوضاتها مع روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. وروسيا، التي عبرت طبعاً عن أسفها لذلك، تواصل دعمها للأسد. مراقبون يتحدثون عن لعبة بوتين في الشرق الأوسط من أجل حمل أمريكا وحلفائها الغربيين على إسقاط العقوبات المفروضة على بلاده بشأن دورها في أوكرانيا. إذن سوريا ليست إلا ورقة تفاوض للي ذراع أمريكا؟
صورة من: Getty Images/AFP/J. Samad
في الأثناء يواصل مجلس الأمن الدولي نقاشاته ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لم ينفك يتحدث عن الأزمة السورية ومعاناة الشعب السوري - وخاصة المدنيين في حلب - ويناشد المجتمع الدولي وخاصة المنخرطين في الصراع السوري بعضا من "الشفقة"... والكل يدين ويكرر الدعوات إلى إيجاد حلول سياسية. فهل من آذان صاغية؟
صورة من: Reuters/A.Kelly
إلى حين إيجاد حل للأزمة السورية... إن وجد أصلا، يبقى العديد من المدنيين في حلب يواجهون مصيرهم بأنفسهم تحت القصف المتواصل دون أن تلوح في الأفق بادرة عن نهاية معاناتهم. فهل من أمل في غد أفضل؟
شمس العياري