بوتين: روسيا سترد "عسكرياً وتقنياً" على التهديدات الغربية
٢١ ديسمبر ٢٠٢١
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة الأمريكية بأنها سبب تفاقم التوترات في أوروبا وتعهد بالرد "عسكرياً وتقنياً" إذا لم يضع خصومه الغربيون حداً لسياستهم التي تعتبرها روسيا عدوانية.
إعلان
أكد الرئيس الروسي فلادمير بوتين استعداده لاستخدام قوته العسكرية لمواجهة ما وصفه بتهديد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها سبب تفاقم التوترات في أوروبا.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن بوتين قال لمسؤولين بارزين اليوم الثلاثاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2021) في وزارة الدفاع الروسية إن روسيا " قلقة للغاية " بشأن تواجد قوات الناتو بالقرب من حدودها، وأنها لا تستطيع أن تسمح للناتو بنشر صواريخ في أوكرانيا، من شأنها أن تكون بعيدة بضعة دقائق عن موسكو".
وألقى بوتين باللوم على الغرب في تصعيد حدة التوتر في أوروبا، قائلاً إنه قيم نتيجة الحرب الباردة بشكل خاطئ.
وقال الرئيس الروسي: "في حال استمر التوجه العدائي لزملائنا الغربيين، سوف نتخذ إجراءات الرد الملائمة وسنرد بقوة على الخطوات غير الصديقة"، وأضاف " أريد أن أؤكد أننا لدينا كل الحق في فعل ذلك. لدينا كل الحق في اتخاذ إجراءات بهدف ضمان أمن وسيادة روسيا".
وتعهد بوتين بالرد "عسكرياً وتقنياً" إذا لم يضع خصومه الغربيون حداً لسياستهم التي تعتبرها روسيا عدوانية على خلفية التوتر المتزايد حول أوكرانيا، وقال خلال مداخلة أمام كوادر الجيش الروسي ووزارة الدفاع: "في حال استمرار الموقف العدواني الواضح من جانب زملائنا الغربيين، سنتخذ تدابير عسكرية-تقنية انتقامية مناسبة وسنواصل تطوير جيشنا".
تأتي تصريحات بوتين عقب أن طالبت روسيا الأسبوع الماضي بسحب قوات الناتو إلى المواقع التي تتمركز فيها منذ 1997، وذلك قبل أن يتوسع الحلف ليضم دولا سوفيتية سابقة في شرق أوروبا، وذلك ضمن اتفاقيات أمنية جديدة مقترحة.
وتتهم كل من أمريكا وأوروبا، روسيا بحشد القوات بالقرب من أوكرانيا استعداداً لغزو محتمل مطلع الشهر المقبل، وهو ما تنفيه روسيا.
وحشدت روسيا عشرات الآلاف من الجنود على حدودها مع أوكرانيا، مطالبة حلف شمال الأطلسي بعدم قبول الجمهورية السوفيتية السابقة عضواً به وضمان عدم نشر أي أسلحة أو قوات هناك.
الناتو يسعى لمناقشات جادة مع موسكو
ومن جانبه قال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اليوم الثلاثاء إن الحلف سيسعى إلى إجراء مناقشات "جادة" مع موسكو مطلع العام المقبل لتبديد المخاوف من أفعال روسيا.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي في بروكسل "ما زلنا مستعدين لإجراء حوار جاد مع روسيا وأعتزم الدعوة لعقد اجتماع مع مجلس (حلف الأطلسي-روسيا) في أسرع وقت ممكن من العام الجديد".
وتابع "لابد أن يكون الحوار مع روسيا قائما على المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي ويعالج مخاوف الحلف من أفعال روسيا. ولابد أن يُجرى (الحوار) بالتشاور مع شركاء الحلف الأوروبيين ومن بينهم أوكرانيا".
ع.ح./ص.ش. (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
محطات تاريخية - أوروبا والسعي الدائم للخروج من العباءة الأمريكية!
بعد الحرب العالمية الثانية عملت أمريكا على تقديم مساعدات لأوروبا والحد من التوسع السوفيتي فوق أراضيها. لكن المتتبع للعلاقات عبر الأطلسي يجد أن الدول الأوروبية بدأت تنأى بمواقفها عن مواقف حليفتها واشنطن في ملفات كثيرة.
صورة من: picture alliance/C.Ohde
مشروع مارشال
لم تخرج أمريكا من الحرب العالمية الثانية بخسائر على عكس نظيرتها أوروبا التي فقدت الكثير على كل المستويات، ولهذا جاءت خطة مارشال بهدف إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي عن طريق تقديم المساعدات. ويعود اسم المشروع إلى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جورج مارشال الذي أطلق المشروع في حزيران/ يونيو 1947، أمام طلاب جامعة هارفرد. مشروع مارشال عُلقت عليه آمال مهمة، كتعزيز الاستقرار السياسي والسلام في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعاون يورو- أمريكي
شكل حلف الأطلسي خطوة مهمة في تاريخ العلاقات بين الجانبين الأوروبي والأمريكي. وقد اجتمعت القوتان في 1949 وأنشأت المنظمة تحت اسم "منظمة حلف شمال الأطلسي"، اختصارا "الناتو". وكان الهدف من المنظمة هو التصدي لخطر الاتحاد السوفيتي حينها. يشكل الناتو نظاماً للدفاع الجماعي، إذ تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية.
صورة من: picture-alliance/akg-images
فرنسا تنسحب..
في 1966 انسحبت فرنسا من قيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما شكل زلزالاً هز وحدة حلف الناتو في وقت مبكر من تاريخ قيامه، وذلك بسبب أزمة وقعت خلال فترة رئاسة شارل ديغول لفرنسا. وأحتج ديغول على الدور القوي الذي تقوم به الولايات المتحدة في المنظمة، وهو ما اعتبره علاقة خاصة بينها وبين المملكة المتحدة، قائلاً إن فرنسا تريد انتهاج خط مستقل عن الحلف وسياسة واشنطن.
صورة من: AFP/Getty Images
خطوة إلى الأمام
من بين المحاولات المهمة التي قامت بها دول الاتحاد الأوربي لتبتعد عن "وصاية" واشنطن، الشراكة الأورومتوسطية. إذ بدأت عام 1995 من خلال مؤتمر برشلونة الأورومتوسطي الذي اقترحته إسبانيا وقام الاتحاد الأوروبي بتنظيمه لتعزيز علاقاته مع البلدان المطلة على المتوسط في شمال أفريقيا وغرب آسيا. الشراكة لم تستمر طويلاً، إلا أنها وضعت أسس لعلاقات إقليمية جديدة، وشكلت نقطة تحول في العلاقات الأورومتوسطية.
صورة من: AP
رفض ومعارضة
في 2003، أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر معارضتهما الشديدة لقرار أمريكا وحلفائها باحتلال العراق. شكل هذا الموقف لحظة قوية عبرت فيها الدولتان الأوربيتان الكبيرتان عن رفضهما سياسة "العم سام" في الشرق الأوسط. وقادتا الاتحاد الأوربي في هذا الاتجاه، حيث أعلن الاتحاد الأوربي معارضته مبدئياً للجوء للقوة، واشترط أن تتم أي عملية عسكرية بتفويض من مجلس الأمن.
صورة من: HECTOR MATA/AFP/Getty Images
اتفاقية "بيسكو"
في 2017، وقع 23 عضوا في الاتحاد الأوروبي على اتفاقية "بيسكو" الرامية لتعزيز التعاون بمجال الدفاع. وشكل توقيع هذه الاتفاقية أبرز خطوة أقدمت عليها دول الاتحاد في اتجاه تشكيل ذراع عسكري تتخلص بفضله من التبعية العسكرية للولايات المتحدة، وتعتمد عليه في تنفيذ سياستها وخصوصاً في منطقة حوض البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وغيرها من مناطق الجوار الأوروبي.
صورة من: Reuters
الانسحاب من الاتفاق النووي
انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني لاقى رفضاً من قبل الدول الأوروبية الثلاث الكبرى. ويشير هذا الرفض إلى سياسة الاتحاد الأوروبي الذي يسعى لنهج استراتيجية مستقلة عن واشنطن، خاصة وأن الاتفاق النووي واحد من أكثر الملفات الحساسة ليس فقط في الشرق الأوسط، وإنما في العالم بأسره.
صورة من: Imago/Ralph Peters
السفارة الأمريكية في القدس
رفضت دول من الاتحاد الأوروبي فتح السفارة الأمريكية في القدس. وكان هذا الرفض دليلاً على تزايد الاختلافات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، ما يدفعهم للسعي نحو الخروج من دارة "التبعية" لأمريكا. وكان عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد وصفوا نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس بـ "الخطوة غير الحكيمة التي قد تؤدي إلى تصعيد حدة التوتر".
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Yefimovich
ملفات أخرى...
ملف الشرق الأوسط ليس الجانب الوحيد الذي تبرز فيها رغبة أوروبا في فك من ارتباطها بأمريكا. ويمكن الوقوف عند آخر نقطة في الملف، حيث رفعت أمريكا الرسوم الجمركية على الحديد والألمنيوم. وتشكل هذه الرسوم الجمركية تحدياً كبيراً وضعه ترامب في طريق الأوروبيين. وكانت دول أوروبية قد طالبت بضرورة الحصول على إعفاء دائم من هذه الرسوم، إلا أن الأمر ما يزال عالقاً. إعداد: مريم مرغيش.