بوتين يحث الأسد إلى التوصل لاتفاق شامل لحل الصراع السوري
٢٣ ديسمبر ٢٠١٦
غداة سيطرته على كامل المدينة، بدأ الجيش السوري حملة تمشيط لأحياء حلب الشرقية، فيما أرسلت روسيا كتيبة من الشرطة العسكرية لحفظ النظام داخل المدينة. وفي اتصال هاتفي، حث فلاديمير بوتين بشار الأسد على تحقيق السلام.
إعلان
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة (23 ديسمبر/كانون الأول 2016) نظيره السوري بشار الأسد إلى التوصل إلى اتفاق شامل بشأن حل النزاع السوري. وقال الكرملين إن بوتين قال للأسد في مكالمة هاتفية إنه الآن وبعد أن تمكنت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا من السيطرة على مدينة حلب الرئيسية، يجب على الحكومة السورية أن تركز على عملية السلام. وفي هذا المضمار قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة في مؤتمر صحفي عقده بمناسبة نهاية العام إن روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد وافقوا على إجراء محادثات جديدة تهدف لحل الصراع في سوريا بمدينة أستانة عاصمة كازاخستان.
كما أرسلت روسيا كتيبة من الشرطة العسكرية إلى مدينة حلب السورية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، خلال لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين اليوم الجمعة في موسكو، إن هؤلاء الجنود سيحفظون النظام داخل المدينة السورية.
وفي صعيد متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق اليوم، إن القوات الحكومية السورية والميليشيات شبه العسكرية الموالية لها تمشط حلب الشرقية بحثا عن متفجرات محتملة خلفها مقاتلو المعارضة وذلك بعد يوم واحد من انتهاء عمليات الإجلاء الجماعي من ذلك القطاع. وأضاف المرصد أن القوات تقوم بإبطال مفعول الألغام الأرضية في عدد من أحياء حلب الشرقية بعد مغادرة آخر مقاتلي المعارضة والسكان المنطقة مساء أمس الخميس.
على صعيد آخر، قتل 27 من المقاتلين الموالين للنظام السوري منذ مساء الخميس في هجمات لتنظيم "الدولة الإسلامية" قرب مدينة تدمر في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة.
وكان "الجهاديون" استعادوا في 11 كانون الأول/ديسمبر السيطرة على المدينة الأثرية بعدما طردتهم قوات النظام منها في آذار/مارس بإسناد روسي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "قتل 27 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية على قرى وبلدات عدة (...) قرب جب الجراح في شرق محافظة حمص".
وأوضح أن القرى والبلدات المستهدفة ذات غالبية علوية. وأضاف "بدأت المواجهات مساء الخميس وهي متواصلة"، لافتا إلى أن الجهاديين يسعون إلى "أن يطوقوا بالكامل قاعدة عسكرية تقع في هذه المنطقة وقطع طريق إمدادها".
خ.س/ح.ع.ح(أ ف ب، د ب أ، رويترز)
معركة حلب.. ساعات أخيرة مليئة بالمآسي
بعد معارك عنيفة وغارات جوية كثيفة على شرقي حلب، استطاعت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه السيطرة على معظم الأحياء التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة. وسبق المعارك حصار شديد لتلك الأحياء وتفاقم الكارثة الإنسانية.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
مع اشتداد حدة المعارك والقصف الجوي والمدفعي بعد حصار خانق، حاول المدنيون الهروب من أحياء شرقي حلب باتجاه مناطق أخرى في المدينة أكثر أمنا.
صورة من: Reuters/A. Ismail
معظم المحاصرين في شرقي حلب كانوا من الأطفال والنساء، اضطروا للسير على الأقدام ولمسافات طويلة تحت القصف المتواصل والطقس السيء للوصول إلى منطقة آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
المدنيون في شرقي حلب يعانون من الحصار الخانق المفروض على المدينة ويحاولون النجاة والهروب بكل وسيلة ممكنة وحمل ما يمكن أن يبقيهم على قيد الحياة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الكثير من الأسر فقدت معيلها وتحاول كل أم مثل هذه إنقاذ أطفالها من براثن الموت واللجوء معهم إلى مكان يقيهم وابل الرصاص والقذائف الذي يتعرض له من بقي في شرقي حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
سبقت العمليات البرية لقوات النظام وحلفائه في شرقي حلب، قصف مكثف ومتواصل لأيام عديدة دمرت ما تبقى من مستشفيات ومرافق صحية، فاضطر الناس إلى معالجة جرحاهم مثل حال هذه العائلة مع طفلها، في الشارع.
صورة من: Reuters/A. Ismail
يعاني الكثير من الأطفال في حلب من صدمة نفسية وذهول نتيجة القصف والمعارك ورؤيتهم الموت والقتل أمام أعينهم، وباتوا بحاجة إلى معالجة نفسية أيضا.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
بعد ضغط من المجتمع الدولي على روسيا والنظام السوري، توصلت موسكو إلى اتفاق مع تركيا لإجلاء من تبقى من المدنيين في شرقي حلب. لكن الاتفاق لم ينفذ وتجددت المعارك والقصف وبقيت الباصات فارغة تنتظر السماح لها بالدخول شرقي حلب وإجلاء المدنيين.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
قبل المعارك والعمليات والقصف الجوي، تم فرض حصار خانق على شرقي حلب فاقم معاناة المدنيين وبات الوضع الإنساني كارثيا مع عدم السماح بدخول المواد الإغاثية ولاسيما الأدوية والأغذية إلى الأحياء المحاصرة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
حل الدمار والخراب في الأحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة نتيجة المعارك والقصف والغارات الجوية، وتحول الجزء الشرقي من المدينة إلى أنقاض.
صورة من: picture-alliance/dpa/TASS/T. Abdullayev
قبل بدء الأزمة السورية والحرب قبل نحو ست سنوات، كانت حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا ويبلغ عدد سكانها نحو 4,5 مليون نسمة وتم اختيارها عام 2006 عاصمة للثقافة الإسلامية.