قال الرئيس الروسي بوتين إنه بلاده يمكن أن تمنح الرئيس السوري الأسد اللجوء إذا اضطر لمغادرة سوريا، مشيرا إلى أن الأسد ارتكب أخطاء بيد أن "الصراع ما كان ليصبح بهذا الحجم لولا تأجيجه من الخارج - بالسلاح والمال والمقاتلين".
إعلان
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة نشرت اليوم الثلاثاء (12 كانون الثاني/ يناير 2016) إن روسيا يمكنها منح اللجوء إلى الرئيس السوري بشار الأسد إذا اضطر إلى مغادرة بلاده. وأضاف بوتين خلال المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "بيلد" الأوسع انتشارا في ألمانيا: "لقد كان الوضع أكثر صعوبة بالتأكيد أن يتم منح السيد سنودن اللجوء في روسيا مقارنة بحالة الأسد"، في إشارة إلى الموظف السابق لدى جهاز الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن الذي حصل على اللجوء في روسيا عام 2013. وقال بوتين إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت روسيا ستأوي الأسد الذي تفككت بلاده جراء حرب أهلية مستمرة منذ نحو خمسة أعوام. وأضاف: "أولا على الشعب السوري أن يكون قادرا على التصويت، ثم سنرى ما إذا كان يتعين على الأسد مغادرة بلاده إذا خسر الانتخابات".
وأقر بوتين بأنه يعتقد أن الأسد "قد ارتكب كثيرا من الأخطاء على مدار هذا الصراع". لكنه أضاف: "إن الصراع ما كان أن يصبح بهذا الحجم ما لم يتم تأجيجه من خارج سورية - بالسلاح والمال والمقاتلين". وكرر بوتين موقف روسيا الداعم للأسد، الحليف منذ فترة طويلة، وذلك في محاولة لتفادي سيناريو دولة فاشلة على غرار ليبيا. وقال بوتين: "لا نريد لسورية أن ينتهي بها المطاف مثل العراق أو ليبيا".
وأضاف: "انظروا إلى مصر .. يتعين على المرء الإشادة بالرئيس (عبد الفتاح) السيسي لتحمله المسؤولية وتوليه السلطة في وضع طارئ من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد". وعندما سئل عن قصف جيش الأسد للسوريين، رد بوتين قائلا: "الأسد لا يحارب ضد شعبه، ولكن ضد الذين يقومون بعمل مسلح ضد حكومته". وقال الرئيس الروسي: "إذا أصيب السكان المدنيين بأذى، فإنه ليس ذنب الأسد، ولكنه خطأ المتمردين ومؤيديهم الأجانب في المقام الأول".
ومع ذلك، أضاف بوتين: "مجددا لا يفترض أن يعني هذا أن كل شيء على ما يرام في سورية أو أن الأسد يفعل كل ما هو صواب". وقال بوتين إن بلاده سوف "تقاوم" تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إذا هدد ذلك البلد الأمن القومي لروسيا، مشيرا إلى إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية في تشرين ثان/ نوفمبر بدعوى أن الطائرة اخترقت المجال الجوي لتركيا. وأردف: "آمل كثيرا ألا تتطور مثل تلك الأحداث إلى صراعات عسكرية كبيرة. لكن إذا تعرضت مصالح وأمن روسيا للتهديد، فإن روسيا سوف تقاوم. ينبغي على الجميع أن يعلم ذلك".
وتابع: "إذا هاجمت تركيا روسيا، لا يلزم أن يتدخل الناتو". وأوضح " تركيا جزء من حلف الأطلسي، لكنها لم تتعرض لهجوم. وبالتالي فإن حلف الأطلسي لا يتعين عليه حماية تركيا، ومشكلاتنا مع تركيا لا صلة لها بعضوية ذلك البلد في الناتو". وأضاف الرئيس الروسي: "كان من الأفضل أن تعتذر القيادة التركية عن إسقاط الطائرة وهو ما يشكل بوضوح جريمة حرب، بدلا من أن تتصل بمقر قيادة الناتو".
ع.خ/ ح.ز (د ب ا )
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.