بوتين محذرا: إرسال قوات غربية لأوكرانيا خطر فعلي لنزاع نووي
٢٩ فبراير ٢٠٢٤
فيما يبدو أنه رد على تصريحات لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الدول الغربية تثير "خطراً فعلياً" لنزاع نووي في حال إرسال قوات للقتال إلى جانب أوكرانيا.
إعلان
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من احتمالية اندلاع حرب نووية في حال تدخلت الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) عسكرياً في الحرب في أوكرانيا.
وقال بوتين لـ1000 ممثل من قطاعات السياسة والتجارة والثقافة والدين، خلال خطاب حالة الأمة أمام مجلسي البرلمان إنه يتعين على الغرب تذكر أن روسيا لديها أيضاً أسلحة من شأنها ضرب أهداف في أرضه.
وأكد بوتين (71 عاماً) المقرر أن يعاد انتخابه الشهر المقبل، أن أي تصعيد واستخدام للأسلحة النووية يمكن أن يؤدي "لانقراض الحضارة". وقال بوتين هذا ليس "فيلماً كرتونياً".
ويذكر أن دول الناتو أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة لأوكرانيا لمحاولة ردع الغزو الروسي، الذي دخل عامه الثالث، ولكن الحلف لم يرسل بعد قوات لأوكرانيا.
وأوضح بوتين أن تداعيات مثل هذه الخطوة يمكن أن تكون مأساوية، في حين وصف في نفس الوقت المزاعم التي تفيد بأن روسيا تريد مهاجمة الغرب بأنها "هراء". مع ذلك، أضاف بوتين أن روسيا سوف تعزز من أسطولها الغربي بسبب الخطر المحتمل الناجم عن توسع الناتو، رغم أنه عرض أيضاً إجراء حوار مع الولايات المتحدة بشأن الأمن الاستراتيجي في العالم.
وأدلى بوتين بخطابه السنوي وهو في وضع أفضل مما كان عليه قبل عام عندما كانت القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة في جنوب أوكرانيا وشمالها الشرقي بعد محاولة فاشلة للسيطرة على كييف في ربيع 2022. لكن الوضع الميداني تغير لصالح الروس بعد فشل الجيش الأوكراني في الهجوم المضاد الذي أطلقه صيف 2023، وأصبح في موقف دفاعي ويفتقر إلى الذخيرة بسبب عدم توصل الكونغرس الأمريكي إلى اتفاق بشأن الدعم العسكري لكييف، فيما تواجه القوات الأوكرانية جنوداً روسيين أكثر عدداً وأفضل تسليحاً.
ومنتصف شباط/فبراير، نجحت القوات الروسية في السيطرة على بلدة أفدييفكا على الجبهة الشرقية وواصلت تقدمها في المنطقة، وهو أمر سبب ارتياحاً لبوتين.
كذلك، فإن قوة الاقتصاد الروسي الذي ما زال ثابتاً رغم العقوبات الغربية، تعد سبباً آخر لرضا الرئيس الروسي الذي تركز بلاده منذ أكثر من عام على المجهود الحربي، مع تحوله إلى الأسواق الآسيوية.
خ.س/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.