بوتين "يؤيد" مقترح هدنة في أوكرانيا لكن "هناك خلافات دقيقة"
١٣ مارس ٢٠٢٥
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده "تؤيد" الهدنة التي اقترحتها واشنطن في أوكرانيا، لكنه قال إن هناك "خلافات دقيقة" و"أسئلة جدية" ما زالت عالقة. والرئيس الأمريكي يقول إن تصريح بوتين "واعد للغاية" لكنه "غير كامل".
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده "تؤيد" الهدنة التي اقترحتها واشنطن في أوكرانيا، لكنه قال إن هناك "خلافات دقيقة" و"أسئلة جدية" ما زالت عالقة.صورة من: Maxim Shemetov/AFP
إعلان
في مؤتمر صحافي في الكرملين اليوم الخميس (13 مارس/آذار 2025) أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن بلاده "تؤيد" الهدنة التي اقترحتها واشنطن في أوكرانيا لمدة 30 يوما.
وقال "نحن نؤيدها، ولكن هناك بعض الخلافات الدقيقة "، متسائلا "كيف يمكننا ضمان عدم تكرار مثل هذا الوضع؟ كيف سيتم تنظيم عملية المراقبة؟ (...) هذه أسئلة جدية". وأضاف "نحن بحاجة إلى التحدث حول هذه الأمور مع شركائنا الأمريكيين، وربما الاتصال بالرئيس (دونالد) ترامب".
وقال بوتين إن هناك قضية أخرى تتمثل في ما إذا كانت أوكرانيا ستحاول استخدام وقف إطلاق النار لمواصلة حشد جنودها وإعادة التسلح. وتابع "نتفق مع مقترحات وقف القتال لكننا سنعمل مع افتراض أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى سلام دائم وإزالة الأسباب الجذرية للأزمة".
وأشار إلى أنه في حين يبدو أن الولايات المتحدة أقنعت أوكرانيا بقبول وقف إطلاق النار ، فإن الأخيرة مهتمة بذلك بسبب الوضع الحالي في ساحة القتال، موضحا أن القوات الأوكرانية التي توغلت في منطقة كورسك الروسية سيتم إيقافها بشكل كامل في غضون الأيام المقبلة.
وأكد الرئيس الروسي أنه سيحدد "الخطوات المقبلة" بشأن الهدنة المقترحة في أوكرانيا، بناء على ما يحققه جيشه لجهة طرد قوات كييف من منطقة كورسك الروسية.
وأشاد بوتين بالتقدم الذي تحققه قواته في الأيام الماضية ضمن سعيها لاستعادة السيطرة على كامل هذه المنطقة، مضيفا "بناء على كيفية تطوّر الوضع على الأرض، سنتفق على الخطوات المقبلة لإنهاء النزاع والتوصل الى تفاهمات مقبولة من الجميع".
ترامب: تصريح بوتين "واعد لكنه غير كامل"
من ناحيته اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين أدلى بتصريح "واعد للغاية" بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا، لكنه لم يكن "كاملا".
إعلان
محادثات جدة.. ما فرص نجاح الوساطة السعودية؟
29:23
This browser does not support the video element.
وكان ترامب قد اعتبر في وقت سابق أن رفض روسيا المقترح الذي تقدمت به واشنطن ووافقت عليه كييف لهدنة من 30 يوما في حرب أوكرانيا، سيكون "لحظة تثير خيبة أمل العالم للغاية".
وقال ترامب أنه "تم البحث في العديد من التفاصيل في الاتفاق النهائي. الآن سنرى إذا كانت روسيا حاضرة (موافقة)، وفي حال لم تكن، ستكون تلك تثير خيبة أمل العالم للغاية".
وألمح الرئيس الأمريكي إلى ما ستكون عليه المفاوضات من أجل سلام طويل الأمد في أوكرانيا، بما في ذلك الأراضي التي يجب على كييف التنازل عنها لموسكو التي شنّت الحرب مطلع العام 2022.
وقال ترامب "لم نكن نعمل في الخفاء. كنّا نبحث مع أوكرانيا الأراضي والمساحات التي سيحتفظون بها أو يخسرونها"، مضيفا "ثمة محطة كبيرة للطاقة، من سيحصل على تلك المحطة؟".
ولم يحدّد ترامب مقصده، لكن يرجح أنه كان يعني محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا. وتسيطر روسيا حاليا على هذه المحطة الواقعة تقع في واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمّها عقب بدء الحرب، وإن كانت لا تستحوذ عليها بالكامل ميدانيا.
في هذه الأثناء وصل ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب إلى العاصمة الروسية موسكو لعرض خطة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا.
وقبل لقاء ويتكوف، انتقد يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي مقترح الهدنة الأمريكي في أوكرانيا، وقال "يبدو لي أن الوثيقة متسرعة"، مضيفا "يجب العمل والتفكير وأخذ موقفنا أيضا في الاعتبار. لم يُذكر سوى النهج الأوكراني"، وفق ما نقلت عنه وكالة تاس للأنباء.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.