بوتين يبدي استعداده للقاء ترامب.. وخلاف حول أسعار النفط
٢٤ يناير ٢٠٢٥
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مستعد لمفاوضات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا، غداة دعوة الرئيس الأميركي لعقد اجتماع فوري بينهما، لكن لم تضع موسكو ولا واشنطن جدولا زمنيا لهذا اللقاء المرتقب.
هل يلتقيان قريبا؟ أبدى ترامب وبوتين استعدادهما للقاء ومناقشة سبل وقف الحرب في أوكرانياصورة من: CNP/Newscom/AdMedia/Gavriil Grigorov/IMAGO
إعلان
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة (24 يناير/كانون الثاني 2025)، إنه منفتح على إجراء مباحثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن بعض القضايا، منها الحرب في أوكرانيا وأسعار الطاقة، مضيفا أن عقد مثل هذا الاجتماع سيكون فكرة جيدة.
من جهتها، رفضت كييف أي مفاوضات في شأن أوكرانيا "في غياب أوكرانيا". وقال بوتين "لن أخوض في تفاصيل الأمر، لكنني سأقول إن الرئيس الحالي مستعد للعمل معا". وأضاف "لقد قلنا دائما، وأريد أن أؤكد ذلك مجددا، أننا مستعدون لهذه المفاوضات بشأن أوكرانيا". وكان الكرملين أعلن الجمعة (24 يناير/كانون الثاني 2025) أن الرئيس الروسي "مستعد" للتحادث مع ترامب.
وتراقب موسكو وكييف وحلفاؤهما الموقف الذي سيتبناه ترامب بشأن النزاع الأوكراني والذي أكد مرارا أنه يريد إنهاءه دون أن يكشف نواياه. ويُنظر إلى اللقاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين الذي يتم التحدث عنه منذ فترة طويلة ولكنه لم يتحقق بعد، على أنها خطوة مهمة.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين أن "بوتين مستعد (للقاء). وننتظر إشارات" من الولايات المتحدة. وأضاف "يصعب التنبؤ في هذا الأمر" معيدا الكرة إلى ملعب البيت الأبيض. ولم يقدم أي تفصيل حول التوقيت المحتمل للمحادثات أو طبيعة هذه الإشارات، فيما أكد ترامب الخميس أنه مستعد للقاء فوري مع بوتين. وقال لصحافيين في المكتب البيضوي "أعتقد، من خلال ما أسمعه، أن بوتين يريد لقائي، يمكن أن نلتقي في أقرب وقت ممكن. يمكن أن ألتقيه على الفور". وأضاف "مع كل يوم تأجيل (لهذا اللقاء)، يُقتل جنود في ساحة المعركة"، معتبرا أنها "حرب عبثية". وأشار إلى أن "الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي مستعد للتفاوض على اتفاق".
وأكد بوتين الجمعة أن اندلاع "الأزمة في أوكرانيا" العام 2022، في إشارة إلى تاريخ اندلاع النزاع، كان يمكن تجنبه لو كان دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في ذلك الوقت.
وفي كييف، قال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية اندريه يرماك إن بوتين يريد "التفاوض على مصير أوروبا من دون أوروبا. يريد التحدث عن أوكرانيا من دون أوكرانيا. هذا الأمر لن يحصل. على بوتين نفسه أن يعود إلى الواقع أو ستتم إعادته إلى الواقع". وتخشى أوكرانيا أن ترغم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات في موقف غير مؤات لأنها تواجه صعوبات على الجبهة، وأن تضطر إلى التنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا.
كيف ستواجه ألمانيا سياسات ترامب؟
02:17
This browser does not support the video element.
وأثار فولوديمير زيلينسكي الذي كان رافضا لأي مفاوضات مع موسكو، هذا الاحتمال أخيرا في مناسبات عدة. لكنه يطلب ضمانات أمنية متينة من الغربيين. من جانبه يطالب الكرملين باستسلام أوكرانيا وبأن تتراجع عن رغبتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تحتفظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها. وهي شروط تعتبرها كييف غير مقبولة.
إعلان
خلاف روسي أمريكي حول أسعار النفط
ودعا دونالد ترامب الخميس خلال كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إلى التأثير على روسيا من خلال خفض أسعار النفط. وقال إنه إذا كانت أسعار النفط أدنى فإن "الحرب في أوكرانيا ستنتهي على الفور". وأشاد بوتين الجمعة بـ"براغماتية" نظيره الأميركي وذكائه، معتبرا أن الأخير لن يقدم على خفض أسعار النفط لأن قرارا مماثلا سيؤثّر على الولايات المتحدة بذاتها. ورد بيسكوف في وقت سابق بالقول إن النزاع في أوكرانيا "لا علاقة له بأسعار النفط" لكنه "ناجم عن تهديد للأمن القومي الروسي"، فيما حذّر بوتين من أن خفض أسعار النفط سيرتدّ سلبا على واشنطن وموسكو على السواء.
ودعا الكرملين الذي لوح مرارا بالتهديد النووي منذ بداية الحرب في أوكرانيا، الولايات المتحدة الجمعة على بدء مفاوضات لنزع السلاح النووي "في أسرع وقت ممكن". تأتي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في وقت تسجل فيه روسيا تفوقا على خط الجبهة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية التي تقدم تقارير شبه يومية عن تقدم قواتها، الجمعة السيطرة على بلدة تيموفيفكا الصغيرة في منطقة دونيتسك (شرق).
على بعد مئات الكيلومترات من المعارك، خلفت الضربات الروسية ثلاثة قتلى في منطقة كييف، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها السلطات الأوكرانية الجمعة. وندد زيلينسكي بما يعتبره تراخي الحلفاء في وقف عمليات تسليم روسيا مكونات المسيرات والصواريخ، المستمرة رغم العقوبات الغربية. من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إنها أسقطت 120 مسيرة أوكرانية خلال الليل في 12 منطقة من مناطقها بينها موسكو، في واحدة من أكبر الهجمات من هذا النوع على أراضيها منذ بدء النزاع. وذكرت وسائل إعلام روسية وقوع أضرار في عدة مناطق. أعلن الجيش الأوكراني مسؤوليته عن غارة ليلية بطائرة بدون طيار على مصفاة في منطقة ريازان جنوب موسكو، وعلى مصنع للمكونات الدقيقة يستخدم لإنتاج الأسلحة في منطقة بريانسك جنوب غرب العاصمة الروسية.
ف.ي/ع.ش (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)
الولاء قبل الكفاءة؟ ـ أهم شخصيات إدارة دونالد ترامب
في 20 كانون الثاني/يناير 2025، يعود دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب، إلى البيت الأبيض، بعد أن غادره قبل أربع سنوات. في ألبوم الصور التالي نتعرف على أهم شخصيات فريق ترامب الحكومي.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/dpa/picture alliance
جي دي فانس - نائب الرئيس
كان جي دي فانس (40 عاماً) معارضاً لترامب فيما مضى، ووصفه بأنه "أحمق" ووصل به الأمر إلى نعته في حديث سري بأنه "هتلر أمريكا". ولكن بعد فترة وجيزة من ذلك، أصبح ترامب فجأة "أفضل رئيس عرفته على الإطلاق" - بعد أن ساعده الرئيس السابق في أن يصبح عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو. ويعتبر نائب ترامب نفسه ممثلاً لـ "اليمين الجديد"، والجندي السابق في مشاة البحرية يعارض الإجهاض ومساعدة أوكرانيا.
صورة من: Jim Watson/AFP/Getty Images
ماركو روبيو – وزير الخارجية
وكان السيناتور عن فلوريدا هو الآخر من معارضي ترامب في السابق، ووصفه بأنه "ديكتاتور العالم الثالث". أما اليوم فقد تبدل الحال واختفت تلك النعوت. في آرائه المتعلقة بالسياسة الخارجية، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين روبيو وترامب: يؤيد الابن لمهاجرين كوبيين سياسة أكثر صرامة تجاه الصين، ويدعم بشكل كبير للغاية إسرائيل، ويدفع من أجل إنهاء سريع للحرب الأوكرانية.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
بيت هيجسيث - وزير الدفاع
بيت هيجسيث ودونالد ترامب يعرفان بعضهما البعض من خلال التلفاز. كمذيع في قناة فوكس نيوز المقربة من ترامب، أجرى الرجل البالغ من العمر 44 عاماً مقابلات متكررة مع ترامب خلال رئاسته الأولى. ولا يكاد يتمتع هيجسيث بأي خبرة سياسية سابقة، وأدى الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان. ويعتبر هيجسيث من المؤيدين لإسرائيل. وينظر بعين التشكيك لوجود النساء في الجيش ويريد تقليص برامج المساواة بين الجنسين في الجيش.
صورة من: Evan Vucci/AP/dpa/picture alliance
مايك والتز - مستشار الأمن القومي
شارك النائب السابق في فلوريدا لأكثر من 20 عاماً في المهام القتالية كجندي في أفغانستان. يعتبر مايك والتز من "الصقور" ذوي المواقف الصارمة في السياسة الخارجية. ويرى أن الولايات المتحدة تخوض "حرباً باردة جديدة" مع الصين؛ ويؤيد مايك والتز من حيث المبدأ تقديم المساعدات لأوكرانيا، ولكنه يدعو إلى إعادة التفكير الاستراتيجي: إذ يتعين على أوروبا أن تشارك بشكل أكبر من أي وقت مضى.
صورة من: Rod Lamkey/AP Photo/picture alliance
إيلون ماسك - مستشار "الكفاءة الحكومية"
يبدو رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك في وضعية خضوع لترامب، فهل سيبقى الأمر على هذا النحو؟ لقد عين ترامب رئيس منصة "إكس" وشركة "تسلا" مستشاراً له بشأن "الكفاءة الحكومية" - وينبغي عليه خفض الإنفاق بشكل جذري. يشيد ترامب بانتظام بماسك. لكن ماسك هو في المقام الأول رجل أعمال. فهل سيتبع نهج ترامب الصارم تجاه الصين على المدى الطويل؟
صورة من: JIM WATSON/AFP via Getty Images
تولسي جابارد – منسقة المخابرات
أثار ترشيحها موجة من الغضب؛ ويعود السبب إلى أن تولسي جابارد أظهرت تفهماً للهجوم الروسي على أوكرانيا ونشرت الدعاية الروسية دون انتقاد في عدة مناسبات. وفي الآونة الأخيرة، كانت الديمقراطية السابقة منتقدة شرسة لحكومة بايدن - خاصة فيما يتعلق بمساعدتها لأوكرانيا. وقد أشاد التلفزيون الرسمي الروسي بتعيينها كمنسقة جديدة للاستخبارات الأمريكية.
صورة من: Jeenah Moon/REUTERS
كريستي نوم – وزيرة الأمن الداخلي
تعتبر حاكم ولاية داكوتا الجنوبية من المحافظين المتشددين. كتبت ذات مرة في كتاب أنها أطلقت النار على كلبتها لأنها "لم تستجب للتدريب". وبذلك أرادت أن تظهر أنها مستعدة- إذا لزم الأمر - "لاتخاذ قرارات صعبة وقذرة وقبيحة". وباعتبارها وزيرة للأمن الداخلي، فهي مكلفة الآن بتنسيق مكافحة الهجرة غير النظامية.
صورة من: Rod Lamkey/CNP/picture alliance
مات غايتس - وزير العدل
مات غايتس شخصية مثيرة للجدل. خضع وزير العدل المستقبلي للتحقيق عدة مرات بعدة تهم، من بينها ممارسة الجنس مع قاصر وتعاطي المخدرات والرشوة. وفي عام 2017، كان العضو الوحيد في مجلس النواب الذي صوت ضد تشديد قانون الاتجار بالبشر. وألقى باللوم على المتطرفين اليساريين في اقتحام مبنى الكابيتول.
صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
شون دافي - وزير النقل
وصل مذيع تلفزيوني آخر إلى حكومة ترامب: عمل شون دافي في قناة فوكس نيوز، قبل أن يصبح عضواً عن الجمهوريين في الكونغرس عن ولاية ويسكونسن. وكوزير للنقل، يقول ترامب، إن شون دافي "سيبشر بالعصر الذهبي للسفر"، دون أن يأتي على ذكر الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو التنقل الكهربائي. وحسب ترامب، سيعيد الوزير تعزيز حركة النقل الجوي الداخلية في الولايات المتحدة من جديد.
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
دوغ بورغوم – وزير الداخلية
كان الرجل البالغ من العمر 67 عاماً حاكماً سابقاً لولاية داكوتا الشمالية، التي يقوم اقتصادها على إنتاج النفط والزراعة، وتعتبر قريبة من عالم الأعمال. وباعتباره وزيراً للداخلية، فمن المتوقع أيضاً أن يرأس "مجلس الطاقة الوطني" الذي تم إنشاؤه حديثاً. وفي الوقت نفسه، فهو مسؤول عن المتنزهات الوطنية، التي من المفترض بناء على رغبة ترامب فتحها بشكل أكبر أمام إنتاج النفط والغاز.
صورة من: Anna Moneymaker/Getty Images
كريس رايت – وزير الطاقة
الرئيس التنفيذي لشركة نفط كريس رايت يناسب ذوق ترامب على المسطرة؛ فهو مثله منكر للتغير المناخي، وشبّه كفاح الديمقراطيين ضد الانحباس الحراري العالمي بالشيوعية السوفييتية. وهو من المدافعين عن الوقود الأحفوري. وفي عام 2019، شرب سائل التكسير الهيدروليكي أمام الكاميرا ليُظهر أن طريقة استخراج الغاز باستخدام ذلك السائل غير ضارة.
صورة من: John Angelillo/UPI Photo/newscom/picture alliance
توم هومان – المفوض بشؤون حراسة الحدود
كمدير لوكالة مراقبة الحدود في فترة ترامب الأولى، كان هومان مسؤولاً عن سياسة عدم التسامح المطلق مع المهاجرين غير النظاميين القادمين من المكسيك. وفي عام 2014، قال إن فصل الأطفال عن والديهم كان "وسيلة فعالة لردع الراغبين بعبور الحدود بشكل غير شرعي". والآن يتعين عليه مرة أخرى أن يتخذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية.
صورة من: Lev Radin/ZUMA/picture alliance
روبرت ف. كينيدي جونيور – وزير الصحة
وزير الصحة المقبل معارض صريح للتطعيم وقد جذب الانتباه في الماضي لنشره تقارير كاذبة حول جائحة كوفيد. إنه روبرت إف كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الديمقراطي السابق جون إف كينيدي، الذي مات اغتيالاً. خلال الحملة الانتخابية، وصفه ترامب بأنه "أغبى عضو في عائلة كينيدي" - والآن يعتقد أنه ذكي بما يكفي لتولي منصب وزير الصحة.
صورة من: Morry Gash/AP Photo/File/picture alliance
سوزي وايلز - كبيرة موظفي البيت الأبيض
حتى وقت قريب، لم يكن أحد يعرفها تقريباً. عملت سوزي وايلز لصالح الجمهوريين لمدة 40 عاماً كخبيرة استراتيجية ولكن خلف الكواليس. وكانت سوزي وايلز عضواً في فريق حملة رونالد ريغان وأدارت بعد ذلك حملات حاكمي فلوريدا ريك سكوت ورون ديسانتيس، وحملة دونالد ترامب الرئاسية. وفاز جميع من سبق ذكرهم. الآن ستصبح المحافظة القوية أول امرأة تتولى منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.
أعده للعربية: خالد سلامة