بوتين يتوعد أوروبا بهزيمة خاطفة في حال شنت الحرب ضد روسيا
علي المخلافي أ ف ب، رويترز
٢ ديسمبر ٢٠٢٥
قبيل محادثاته مع اثنين من أقوى مبعوثي ترامب، دعا بوتين القادة الأوروبيين إلى التخلي عن ما وصفه بـ"الوهم" بأنهم قادرون على إلحاق "هزيمة استراتيجية بروسيا". من جانبه قال زيلينسكي إنه لا يريد "ألاعيب من وراء ظهر أوكرانيا".
تسعى القوى الأوروبية جاهدة إلى دعم أوكرانيا في مواجهة ما تعتبره اتفاق سلام عقابيا يلبي مطالب روسيا.صورة من: Roman Naumov/Picvario Media/picture alliance
إعلان
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوروبا من أنها ستواجه هزيمة سريعة خاطفة إذا خاضت حربا مع روسيا، ورفض كذلك المقترحات الأوروبية بشأن أوكرانيا.
وأكد بوتين اليوم الثلاثاء (الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2025) أن روسيا "مستعدة" للحرب مع أوروبا إذا أرادت الأخيرة ذلك، متهما إياها بالسعي لتخريب اتفاق لوقف القتال في أوكرانيا. وذكر بوتين اليوم أن أوروبا أحجمت عن المشاركة في محادثات السلام، وأنها تسعى الآن إلى تقويض جهود ترامب من خلال طرح مقترحات تدرك أن روسيا لن تقبلها.
وقال بوتين قبيل محادثاته مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصهر دونالد ترامب، جاريد كوشنر، "لا نخطط للدخول في حرب مع أوروبا، لكن إذا أرادت أوروبا ذلك وبدأت، فنحن مستعدون حاليا". وقال الرئيس الروسي: "الأوروبيون منزعجون من استبعادهم من المفاوضات، لكنهم... استبعدوا أنفسهم، كان ذلك بمبادرتهم".
وأضاف الرئيس الروسي على هامش منتدى اقتصادي "ليس لديهم (الأوروبيون) برنامج سلام، إنهم إلى جانب الحرب". ودعا القادة الأوروبيين إلى التخلي عن "الوهم" بأنهم قادرون على إلحاق "هزيمة استراتيجية بروسيا" و"العودة إلى الواقع، مرتكزين على الوضع على الأرض".
بوتين: "سندرس اتخاذ إجراءات انتقامية" ضد السفن
و أعلن بوتين الثلاثاء أن روسيا "ستوسع نطاق ضرباتها ضد السفن التي تدخل الموانئ الأوكرانية"، بعد هجوم نفذته كييف على ناقلتي نفط من " الأسطول الشبح " الذي تستخدمه روسيا لتصدير الوقود في ظلّ العقوبات، في المياه الإقليمية التركية في البحر الأسود.
وقال بوتين "سندرس اتخاذ إجراءات انتقامية ضد سفن الدول التي تساعد أوكرانيا"، مضيفا أن "الإجراء الأكثر تطرفا سيكون قطع منافذ أوكرانيا عن البحر".
وتعليقا على تصريحات بوتين قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إن أحدث تصريحات الرئيس
الروسي تظهر أن روسيا تهدد حرية الملاحة في البحر الأسود وأنها ليست مستعدة لإنهاء حربها على أوكرانيا. وكتب سيبيها على منصة إكس "لليوم الثاني على التوالي، يدلي بوتين بتصريحات تُظهر أنه لا يخطط لإنهاء الحرب". وأضاف "بالأمس قال إنه مستعد للقتال خلال فصل الشتاء. واليوم يهدد الموانئ البحرية وحرية الملاحة".
إعلان
زيلينسكي لا يريد "ألاعيب من وراء ظهر أوكرانيا"
من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يزور دبلن، إن الأمور برمتها تتوقف على محادثات موسكو، في إشارة إلى زيارة الوفد الأمريكي لروسيا. وأضاف: "لا توجد حلول سهلة... من المهم أن يكون كل شيء عادلا وشفافا، كي لا تكون هناك ألاعيب من وراء ظهر أوكرانيا".
ومنذ الإعلان عن مسودة المقترحات الأمريكية أواخر الشهر الماضي، تسعى القوى الأوروبية جاهدة إلى دعم أوكرانيا في مواجهة ما تعتبره اتفاق سلام يلبي مطالب روسيا وقد يفسح المجال أمامها للاستثمار مع الولايات المتحدة في مجالات النفط والغاز والمعادن النادرة، ويعيدها إلى مجموعة الثماني.
تحرير: عبده جميل المخلافي
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.