بوتين يتوعد الغرب: "الأمور الجدية" لم تبدأ بعد في أوكرانيا
٧ يوليو ٢٠٢٢
صعّد بوتين نبرته وتحدى الغرب إلحاق الهزيمة بقواته في "ساحة المعركة". ولم يكتف بهذا بل قال إن بلاده "لم تبدأ الأمور الجدية بعد" في أوكرانيا. يأتي هذا وسط تقارير عن استغلال موسكو لانقسامات الغرب حيال استمرار الحرب.
إعلان
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس (السابع من يوليو/تموز 2022) إن بلاده "لم تبدأ بعد الامور الجدية" في أوكرانيا، حيث تشن منذ شباط/فبراير الفائت هجوما عسكريا واسع النطاق، مع تشديده على أن موسكو تظل منفتحة على مفاوضات مع كييف.
وقال بوتين في خطاب نقله التلفزيون "على كل طرف أن يعلم أننا لم نبدأ بعد الأمور الجدية" في أوكرانيا، مضيفا "في الوقت نفسه، لا نرفض مفاوضات السلام. ولكن على من يرفضونها أن يعلموا أنه كلما طال (رفضهم هذا)، بات التفاوض معنا أكثر صعوبة بالنسبة إليهم".
وتحدى بوتين الدول الغربية أن تجرب إلحاق الهزيمة بموسكو "في ساحة المعركة"، وقال إن التدخل العسكري لموسكو في أوكرانيا يمثل تحولا إلى "عالم متعدد الأقطاب".
وفي واحد من أقوى خطاباته منذ أن أرسل قوات إلى أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، هاجم بوتين "الليبرالية الشمولية" التي قال إن الغرب سعى لفرضها على العالم بأسره.
وقال بوتين خلال اجتماع مع رؤساء الكتل في مجلس الدوما في اليوم الـ134 للهجوم الروسي في أوكرانيا "اليوم، نسمع أنهم يريدون ان يلحقوا بنا الهزيمة في ساحة المعركة. ماذا نقول؟ فليحاولوا".
لهذا توجد قرية اسمها فلاديمير بوتين في صربيا
05:07
واتهم "الغرب مجتمعا" بشن "حرب" في أوكرانيا وقال إن التدخل الروسي في البلد الموالي للغرب يؤذن ببداية تحول إلى "عالم متعدد الأقطاب". وأضاف أن "هذه العملية لا يمكن وقفها".
وأضاف "في الوقت نفسه، لا نرفض مفاوضات السلام. ولكن على من يرفضونها أن يعلموا أنه كلما طال (رفضهم هذا)، بات التفاوض معنا أكثر صعوبة بالنسبة اليهم".
ورأى أن معظم الدول لا تريد اتباع النموذج الغربي لـ"الليبرالية الشمولية" و"المعايير المزدوجة المنافقة". وقال إن "الناس في معظم الدول لا يريدون مثل هذه الحياة والمستقبل.. لقد سئموا من الخنوع وإذلال أنفسهم أمام الذين يعتبرون أنفسهم استثنائيين".
من جانب آخر، أفاد تقرير لمؤسسة استخباراتية أميركية الخميس أن آلة الدعاية الروسية تتحضر لاستغلال انقسامات مقبلة محتملة في أوساط الرأي العام الأوروبي حيال أوكرانيا مع حتمية ظهور تراجع في تأييد الحرب هناك.
وقالت مؤسسة "ريكورديد فيوتشر" التي تعنى بتقييم التهديدات ومقرها ماساشوستس إنه كلما طال أمد الحرب فإن ذلك "سيزيد من التوتر في العلاقة بين المواطنين الغربيين وحكوماتهم".
وأضافت أنه "مع مرور الوقت، من المرجح أن يؤدي هذا إلى تضاؤل طبيعي في الدعم للتحالف الغربي نتيجة الإرهاق من الحرب وعدم وجود رغبة في التعرض لمعاناة اقتصادية طويلة الأجل".
وأشار التقرير الى أن "الارتدادات الناجمة عن العقوبات" المفروضة على روسيا قد تكون دافعا رئيسيا لحصول تغيير في وجهات نظر الشعوب الغربية.
وتوقع التقرير أنه "من شبه المؤكد أن العمليات الإعلامية الروسية ستحاول بشكل أكبر استغلال هذه الفرصة لاستمالة الرأي العام الدولي لصالحها".
ع.ا/أ.ح ( رويترز، أ ف ب )
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.