دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن العملية العسكرية لبلاده في سوريا، قائلا إنها تثبت أن موسكو تستطيع مواجهة "أية تهديدات". فيما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 370 شخصا منذ بدء موسكو حملتها بينهم مدنيون وأطفال.
إعلان
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء (20 تشرين الأول/ أكتوبر 2015) إن التدخل العسكري الروسي في سوريا يثبت أن موسكو تستطيع مواجهة "أية تهديدات". وقال بوتين في كلمة ألقاها أمام قادة الجيش والاستخبارات في الكرملين إن "العملية تؤكد أن روسيا مستعدة للرد بشكل كاف وفعال على أية تهديدات إرهابية أو غيرها من التهديدات التي تواجه بلادنا".
ويأتي كلام بوتين بعد العملية العسكرية الروسية في سوريافي الثلاثين من الشهر الماضي. وبهذا الخصوص أعلنت موسكو أنها ضربت نحو 500 موقع "إرهابي"، حسب توصيف الحكومة الروسية للغارات الجوية في سوريا لدعم العمليات البرية التي تقوم بها قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
بيد أن الولايات المتحدة، التي تقود تحالفا من الدول الغربية والعربية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي المعروف بـ "داعش"، تتهم روسيا باستهداف جماعات المعارضة المعتدلة التي تقاتل نظام الأسد.
وتقول روسيا إن نحو 2000 من مواطنيها يقاتلون في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا. و نقلت وكالة الأنباء الروسية عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله إن "الإرهابيين الذين أرسوا لأنفسهم موضع قدم في سوريا يعتزمون التوسع والامتداد لزعزعة استقرار مناطق أخرى".
وكانت جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، قد دعت الجهاديين في القوقاز إلى مهاجمة روسيا انتقاما لغاراتها الجوية في سوريا.
الغارات الروسية تسببت بمقتل 370 بينهم أطفال
في سوريا، دفعت العمليات البرية التي ينفذها الجيش السوري بغطاء جوي روسي في شمال البلاد عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار من منازلهم، في وقت أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو كيان معارض، مقتل 370 شخصا منذ بدء موسكو حملتها بينهم 127مدنيا و36 طفلا. وقال المرصد، إن بقية القتلى ينتمون لفصائل مسلحة مختلفة منها تنظيم "الدولة الإسلامية" وجناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وأشارت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (اوتشا) فانيسا اوغنان، في بريد الكتروني لوكالة فرانس برس، الى تقارير تفيد "بنزوح قرابة 35 ألف شخص من (بلدتي) الحاضر والزربة في ريف حلب الجنوبي الغربي على خلفية الهجوم الحكومي في الأيام القليلة الماضية". بيد أن منظمات إغاثية سورية تحدثت عن نزوح 70 ألف مدني منذ هجوم قوات النظام السوري في محافظة حلب.
وأوضحت اوغنان ان العديد من النازحين يعيشون الان لدى عائلات مضيفة وفي مراكز إيواء غير رسمية في غرب محافظة حلب، وهم بحاجة "الى الغذاء والحاجيات الأساسية وعدة الإيواء بشكل عاجل". وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 12 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، فيما أدى النزاع الدامي المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011 إلى نزوح حوالي نصف السكان داخل سوريا وتهجير أكثر من 4 ملايين خارجها.
م.م/ أ.ح (أ ف ب ، رويترز)
المدنيون في سوريا..ضحايا سنوات الحرب الطاحنة
مضت خمس سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين من بطش النظام ونيران تنظيم "داعش" والتنظيمات الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدنيون، وخاصة الأطفال، هم أكثر المتضررين من الحرب. انعدام مياه الشرب دفع هذا الطفل في مدينة حلب إلى الشرب من المياه المتجمعة في الشارع. مأساة إنسانية كبيرة في سوريا.
صورة من: Reuters
مضت أربع سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين تحت نيران تنظيم "داعش" الإرهابي والتنظيمات المعارضة الأخرى، ومن الدمار والبراميل المتفجرة من قبل نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Muzaffar Salman
الطفولة تضيع بين ركام المعارك. أطفال في مدينة حمص يجلبون المياه لأهاليهم، وهذه قد تكون النزهة الوحيدة لهؤلاء الأطفال خارج المنزل.
صورة من: Reuters
تعاني مناطق عدة في ريف دمشق، كما مدينة دوما، من دمار شامل شل الحياة فيها جراء قصف طائرات حربية أو من البراميل المتفجرة، التي تلقيها مروحيات عسكرية تابعة لنظام الأسد.
صورة من: Reuters/Mohammed Badra
أحد عناصر "الحسبة" وهي الشرطة "الداعشية" يقوم بتفحص بضائع محل للعطور في الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا. يفرض عناصر التنظيم المتطرف قيودا شديدة على جميع المحلات والبضائع في المناطق التي يسيطرون عليها.
صورة من: Reuters
نقص المواد الغذائية والطبية، الذي تعاني منه أغلب المدن السورية، تسبب بمئات الوفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa
نازحون من مدينة كوباني الكردية قرب الحدود السورية التركية. آلاف اللاجئين الأكراد فروا إلى تركيا بعد المعارك الطاحنة في مدنهم وقراهم ضد تنظيم "داعش".
صورة من: DW/K. Sheiskho
مسيحيو سوريا هم الضحية الجديدة لإرهاب تنظيم "داعش"، وقد شكلوا وحدات لحماية قراهم بعد خطف العشرات منهم في شمال شرق سوريا.
صورة من: DW/K. Sheikho
مخيمات اللاجئين ممتلئة بملايين السوريين الفارين من بطش النظام ونيران "داعش".
صورة من: Reuters/H. Khatib
واعترفت قياديون من "الجيش الحر" بانتهاكات جرت على يد عناصرهم. يذكر أن الجيش الجيش الحر فقد نفوذه على معظم المناطق التي كان يسيطر عليها لصالح مجموعات معارضة أخرى.
صورة من: KHALED KHATIB/AFP/Getty Images
اتهم محققو الأمم المتحدة مقاتلين سوريين مناهضين للحكومة باقتراف جرائم ضد الإنسانية. وقالت اللجنة في تقريرها الذي صدر العام الماضي أن "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"كتيبة الشهيد وليد السخني" جميعها تدير مراكز اعتقال وتعذيب.
صورة من: Fadi al-Halabi/AFP/Getty Images
أما مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، كمخيم اليرموك، فأصبحت جزءا من المشهد السريالي الحزين لمأساة المدنيين من الحرب في سوريا.