أعلن الرئيس الروسي بوتين أن موسكو ستوقف القتال فور انسحاب كييف من أراضٍ تطالب بها روسيا، مشيرا إلى أن مقترح السلام الأمريكي يمكن أن يكون "أساساً لاتفاقات مستقبلية" محذراً أوروبا من إجراءات انتقامية حال مصادرة أصول روسية.
أكد بوتين أن روسيا تعد حزمة من "إجراءات الرد" الانتقامية الاقتصادية في حال مصادرة أصول بلاده المجمدة.صورة من: Roman Naumov/Picvario Media/picture alliance
إعلان
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس (27 نوفمبر/تشرين الأول 2025)، أن موسكو مستعدة لوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا شريطة موافقة قوات كييف على الانسحاب الكامل من الأراضي التي تطالب بها روسيا.
ويأتي هذا التصريح - والذي جاء خلال مؤتمر صحافي عُقد في بشكيك عاصمة قرغيزستان - في خضم حراك دبلوماسي مكثف، حيث قدمت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي خطة لإنهاء الحرب، والتي اعتُبرت في نسختها الأولية على نطاق واسع أنها تلبي إلى حد كبير مطالب الكرملين.
شرط لوقف القتال
وشدد بوتين على أن وقف القتال مرهون بالانسحاب الأوكراني، محذراً من أن عدم المغادرة سيقابَل بـ "الطرد بالقوة العسكرية". وأضاف: "إذا غادرت القوات الأوكرانية الأراضي المحتلة، سنوقف القتال. إن لم تغادر، سنطردها بالقوة العسكرية."
ولم يحدد الرئيس الروسي ما إذا كان يشير فقط إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، اللتين تعتبران أولوية للكرملين، أو أنه يشمل أيضاً منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب. وكانت روسيا قد أعلنت في أيلول/سبتمبر 2022 ضمّ هذه المناطق الأربع، رغم أنها لا تسيطر عليها بشكل كامل.
من جانبه قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمجلة ذي أتلانتيك الأمريكية إن الرئيس لن يوافق على التخلي عن أراض لروسيا مقابل السلام. وأضاف في مقابلة نُشرت اليوم الخميس "ما دام زيلينسكي رئيسا،
ينبغي ألا يعول أحد على تخليه عن أراض. فهو لن يتنازل عن أراض".
خطة ترامب لأوكرانيا.. مكافأة موسكو ومعاقبة كييف؟
30:03
This browser does not support the video element.
مقترح السلام الأمريكي قيد النقاش
تتزامن تصريحات بوتين مع تطورات مقترح السلام الأمريكي. وقد نصت النسخة الأولى من المقترح على تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لموسكو، وهو ما اعتبره كثيرون في كييف بمثابة استسلام.
وقد عُدلت الوثيقة نهاية الأسبوع الماضي بعد مشاورات بين الوفدين الأوكراني والأمريكي. وأعلن مدير مكتب الرئاسة الأوكراني، أندريه يرماك، عبر تطبيق تلغرام الخميس أن "العمل المشترك بين الوفدين الأوكراني والأمريكي" بشأن الخطة سيستمر "في نهاية هذا الأسبوع". ومن المنتظر تقديم النسخة المعدلة إلى موسكو.
من جانبه، كرر بوتين أن الخطة الأمريكية يمكن أن تُشكل "أساساً لاتفاقات مستقبلية" بين موسكو وكييف. وأوضح أن إحدى "النقاط الرئيسية" في المفاوضات مع واشنطن ستكون الاعتراف بضم إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم. وأضاف أنه "بحاجة إلى اعتراف (دولي)، ولكن ليس من أوكرانيا"، مشككاً مجدداً في شرعية نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة المقترح مع مسؤولين روس.
إعلان
تحذير من مصادرة الأصول
في سياق آخر، أكد الرئيس الروسي أنه لا نية لبلاده لمهاجمة الاتحاد الأوروبي، وأعرب عن استعداده لتوثيق عدم قيام روسيا بشن هجوم على أوروبا كتابياً في إطار المفاوضات الدبلوماسية.
ووصف بوتين المزاعم بأن روسيا تعتزم غزو أوروبا بأنها "كذبة" و "محض هراء"، مضيفاً: "يبدو ذلك سخيفاً بالنسبة لنا. الحقيقة هي أننا لا ننوي مطلقا القيام بذلك، لكن إذا كانوا يرغبون في سماعها منا، حسنا، سنوثقها. بلا شك."
ورغم هذه التطمينات، التي تم التشكيك فيها مراراً في الغرب منذ غزو أوكرانيا، فقد حذر بوتين من تداعيات أي تحرك أوروبي لمصادرة الأصول الروسية المجمدة في التكتل.
وأكد بوتين أن روسيا تعد حزمة من "إجراءات الرد" الانتقامية الاقتصادية في حال مصادرة هذه الأصول. وحذر من أن أي تحرك من هذا القبيل سيكون بمثابة "سرقة للممتلكات" وسيكون له تأثير سلبي على النظام المالي العالمي.
تحرير: عبده جميل المخلافي
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.