أجرى الرئيس الروسي بوتين اتصالات هاتفية مع العديد من الزعماء العرب بالإضافة إلى الرئيس التركي لإطلاعهم على نتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، فيما أكد الرئيس الفرنسي رفضه " أي عمل يعزز موقع بشار الأسد".
إعلان
تحادث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بعد الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، على ما أعلن الكرملين اليوم الأربعاء (21 أكتوبر تشرين الأول 2015). وصرح المتحدث باسم الكرملين أن الزعيمين "بحثا الوضع في سوريا"، وان "الرئيس الروسي اطلع العاهل السعودي على نتائج زيارة الرئيس بشار الأسد بالأمس إلى روسيا".
وحسب الكرملين فإن بوتين والملك سلمان بن عبد العزيز شددا على أهمية الحل السياسي في سوريا، الذي يجب أن يلي العمليات العسكرية.
كما أجرى بوتين الأربعاء عددا من المحادثات الهاتفية، فقد اتصل الرئيس الروسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، وبالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله. وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية إن أردوغان أعرب عن قلقه بشأن الوضع في سوريا، مضيفة أنه من المقرر أن يعقد الرئيسان اجتماعا على هامش اجتماع مجموعة العشرين الذي سيجري في أنطاليا بتركيا الشهر المقبل.
أولاند يرفض تعزيز موقع الأسد
وفي هذه الأثناء أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند رفضه "أي عمل يعزز موقع (الرئيس السوري) بشار الأسد"، وذلك بعد زيارة الأسد المفاجئة إلى موسكو. وصرح في مؤتمر صحافي مع نظيره المالي "ينبغي الامتناع عن أي عمل يعزز موقع بشار الأسد، ولأنه المشكلة لا يمكن أن يكون الحل".
وردا على سؤال بشان زيارة الأسد لروسيا قال أولاند "أرغب في أن أعتقد أن الرئيس بوتين اقنع بشار الأسد بأن يبدأ بأسرع ما يمكن عملية انتقال سياسي والتخلي عن منصبه بأسرع ما يمكن. أتخيل أن هذا هو ما يجب أن يكون معنى هذا اللقاء". وأضاف " أن التدخل الروسي ليس له معنى إلا إذا كان لمكافحة داعش ويتيح عملية انتقالية سياسية. (أما) إذا كان هدفه الإبقاء على بشار الأسد فانه لن يكون من الممكن تسوية القضية السورية".
وفي سياق التحركات الدبلوماسية بشأن الأزمة السورية، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري واتفقا على لقاء في فيينا الجمعة لبحث الملف السوري، وسينضم إليهما نظيراهما التركي فريدون سنيرلي أوغلو والسعودي عادل الجبير.
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.