لم يقبل الكرملين بوجود عسكري للدول الداعمة لأوكرانيا على أراضيها القريبة من روسيا، فأطلق بوتين تهديدا مباشرا. فما هي أبرز ردود الفعل؟ وكيف سيتدخل ترامب هذه المرة؟
قال الكرملين إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن تقديمها من خلال قوات عسكرية أجنبيةصورة من: Vladimir Smirnov/TASS/picture alliance
إعلان
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات جديدة، تهديدا واضحا للدول الأوروبية المساندة لأوكرانيا، قائلا: "نفترض أن أي قوات غربية في أوكرانيا ستكون هدفا مشروعا للجيش الروسي".
الكرملين: الضمانات الأمنية غير ممكنة بقوة أجنبية
قال الكرملين اليوم الجمعة (الخامس سبتمبر/ أيلول 2025)، إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن تقديمها من خلال قوات عسكرية أجنبية، وإن الكثير من العمل لا يزال مطلوبا قبل عقد اجتماع على مستوى أعلى بين موسكو وكييف لإنهاء الصراع.
يأتي هذا التصريح على إثر تعهد 26 دولة أمس الخميس بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لما بعد الحرب، وتتضمن قوة دولية برية وبحرية وجوية.
أعلن دونالد ترامب أنّه سيتحدّث قريبا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتينصورة من: Andrew Harnik/AFP/Getty Images
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لوكالة الإعلام الروسية على هامش منتدى الشرق الاقتصادي بمدينة فلاديفوستوك "هل يمكن أن تمنح قوات عسكرية أجنبية خصوصا الأمريكية والأوروبية الضمانات الأمنية لأوكرانيا؟ بالطبع لا يمكنها ذلك". وأضاف "هذا لا يمكن أن يعد ضمانا أمنيا لأوكرانيا ويكون مقبولا بالنسبة لبلدنا".
ما هي الضمانات المقبولة بالنسبة لروسيا؟
اعتبر بيسكوف بأن جميع الضمانات الأمنية المطلوبة لأوكرانيا شملتها بنود تفاهمات تم التوصل إليها خلال محادثات السلام في إسطنبول عام 2022.
بموجب إطار إسطنبول، تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي وتكون دولة محايدة خالية من الأسلحة النووية. وفي المقابل، تحصل على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا، والصين وبريطانيا وفرنسا.
وذكر بيسكوف أن موسكو راضية عن مستوى التمثيل الحالي في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف "يمكن القول إن أي اجتماع على مستوى أعلى يحتاج إلى قدر كبير من العمل لحل المشاكل البسيطة والأمور الفنية الصغيرة، وهذا كله يشكل عملية التسوية بأكملها".
وفي روسيا، أكّد المتحدّث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أنّ ترتيب المحادثة بين بوتين وترامب يمكن أن يحدث سريعا. وقال بيسكوف بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية للأنباء إنّ هذه المحادثة "يمكن ترتيبها بسرعة إذا لزم الأمر".
تجتمع الدول الداعمة لأوكرانيا، والمتحدة فيما يُعرف بتحالف الراغبين، في باريس لمناقشة الضمانات الأمنية بعد وقف إطلاق النار.صورة من: Ludovic Marin/AFP
وأتى تصريح ترامب بعد تواصله عبر الفيديو مع قادة تحالف دول داعمة لأوكرانيا عقب اجتماع لهذا التحالف عُقد في باريس. وكان بوتين وترامب التقيا في ألاسكا بالولايات المتحدة، في 15آب/أغسطس خلال قمّة ثنائية أخرجت الرئيس الروسي من حالة العزلة التي كان فيها منذ غزو أوكرانيا، لكنها لم تؤدِّ إلى وقف لإطلاق النار.
وبحث ترامب مع هؤلاء القادة في الضمانات الأمنية التي ينبغي تقديمها لكييف وسبل تكثيف الضغط على روسيا لحملها على الجلوس إلى طاولة مفاوضات السلام. ويطالب الأوروبيون ترامب بفرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا.
وكان الرئيس الأميركي الذي أعرب أخيرا عن خيبة أمل كبيرة ببوتين، وألمح الأربعاء إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تستجب لتطلعات السلام، لكن من دون أن يخوض في التفاصيل.
إعلان
استنفار.. اجتماع أوروبي وقرار أمريكي
تجتمع الدول الداعمة لأوكرانيا، والمتحدة فيما يُعرف بتحالف الراغبين، اليوم على الساعة العاشرة صباحا في باريس لمناقشة الضمانات الأمنية بعد وقف إطلاق النار.
وبرئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، سيتم تطوير المفهوم الذي وضعته حوالي 30 دولة، وفقا لقصر الإليزيه. ويشارك المستشار الألماني فريدريش ميرز في المداولات عبر رابط فيديو.
في الوقت ذاته، أفادت تقارير إعلامية يوم أمس الخميس أن الولايات المتحدة تخطط لوقف برنامج المساعدات العسكرية طويل الأمد للدول الأوروبية المجاورة لروسيا، وذلك في إطار سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تعزيز دور أوروبا في الدفاع عن نفسها.
واشنطن قررت وقف تمويل برامج تدريب وتأهيل القوات العسكرية في دول شرق أوروبا المجاورة لروسيا.صورة من: Ludovic Marin/AFP
تقليص الدعم الأمريكي
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ستة مصادر مطلعة تأكيدهم هذا القرار، مشيرة إلى أنه سيؤثر على مساعدات بقيمة مئات الملايين من الدولارات، والتي كانت تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع في مواجهة روسيا. كما ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز الخبر، مشيرة إلى أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا الدبلوماسيين الأوروبيين الأسبوع الماضي بقرار واشنطن وقف تمويل برامج تدريب وتأهيل القوات العسكرية في دول شرق أوروبا المجاورة لروسيا.
وأشار مسؤول في البيت الأبيض إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في يناير/كانون الثاني بشأن إعادة تقييم المساعدات الخارجية الأمريكية، لكنه لم يؤكد تفاصيل قرار خفض المساعدات الأمنية. وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "تم تنسيق هذا الإجراء مع الدول الأوروبية بما يتماشى مع الأمر التنفيذي، وتركز الرئيس المستمر على ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولية أكبر في الدفاع عن نفسها".
ويأتي هذا القرار في وقت يسعى فيه ترامب إلى إنهاء احتلال روسيا لأوكرانيا الذي استمر لأكثر من ثلاث سنوات ونصف. لطالما كان ترامب متشككًا في الإنفاق العسكري الأمريكي في أوروبا وفي المساعدات المقدمة لأوكرانيا، داعيًا بعض أقرب حلفاء واشنطن إلى تحمل دور أكبر في كلا الجانبين.
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.