اقترح الرئيس الروسي بوتين على نظيره التركي أردوغان إمكانية قيام موسكو بتصدير مزيد من الغاز عبر تركيا وتحويلها إلى "مركز" إمداد جديد، في محاولة للحفاظ على نفوذ الطاقة الروسية في أوروبا. فكيف جاء رد الرئيس التركي؟
إعلان
في اجتماع في كازاخستان، قال بوتين إن تركيا وفرت أفضل طريق من حيث الثقة وإمكانية الاعتماد عليه لتوصيل الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، وإن المنصة المقترحة ستسمح بتحديد الأسعار من دون تدخل السياسة.
وتتطلع روسيا إلى إعادة توجيه الإمدادات بعيدا عن خطوط أنابيب نورد ستريم الواقعة في قاع بحر البلطيق، والتي دمرتها انفجارات في الشهر الماضي وما زالت تجري التحقيقات بشأنها.
وألقت روسيا باللوم على الغرب، من دون تقديم أدلة، ورفضت ما دعته بالتأكيدات "الحمقاء" أنها خربت خطوط الأنابيب بنفسها. وقال بوتين لأردوغان إن المركز "لن يكون مجرد منصة للإمدادات، ولكن أيضا لتحديد السعر، لأن هذه قضية مهمة للغاية". وأضاف "الأسعار اليوم مرتفعة. يمكننا بكل سهولة تنظيمها لتكون في المستوى الطبيعي للسوق، من دون أي تدخل للسياسة".
ولم يرد أردوغان في الجزء المذاع على التلفزيون من اجتماعهما، ولكن وكالة الأنباء الروسية نقلت عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن كلا الرجلين طلبا فحص الفكرة بشكل سريع وتفصيلي.
وكانت روسيا تتيح ما يقرب من 40 بالمئة من إمدادات أوروبا من الغاز قبل غزو أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط، ولكنها خفضت التدفق بشدة حتى قبل الانفجارات، وألقت باللوم على مشاكل فنية قالت إنها كانت نتيجة لعقوبات الغرب. ورفضت الحكومات الأوروبية ذلك التفسير، واتهمت موسكو باستغلال الطاقة كسلاح سياسي.
وساطة تركية
العلاقات مع تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي مهمة لروسيا في وقت ضربها الغرب فيه بموجات من العقوبات الاقتصادية، والتي عزفت أنقرة عن المشاركة فيها. ولكن تركيا رفضت تحرك روسيا لضم أربع مناطق أوكرانية بوصفه "انتهاكا صارخا" للقانون الدولي.
وسعى أردوغان إلى التوسط بين موسكو وكييف، وحقق إنجازا نادرا في يوليو/ تموز، مع الأمم المتحدة، حينما رتب اتفاقا يسمح باستئناف التصدير التجاري للحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي حاصرتها روسيا.
وتشتكي روسيا من أن صادراتها من الحبوب والأسمدة، رغم أنها غير مستهدفة بالعقوبات الغربية بشكل مباشر، تواجه مشكلات فيما يتعلق بالوصول إلى الموانئ الأجنبية والحصول على التأمين. وقال أردوغان لبوتين "نحن مصممون على تعزيز صادرات الحبوب ومواصلتها… ونقل الحبوب والأسمدة الروسية إلى الدول الأقل نموا عبر تركيا".
وقال المسؤولون الروسن قبل الاجتماع إنهم مرحبون بسماع مقترحات من تركيا حول استضافة محادثات السلام بين روسيا والغرب. ولكن نقلت وكالة الأنباء الروسية عن بيسكوف قوله "إن موضوع تسوية النزاع الروسي الأوكراني لم يتطرق إليه" الزعيمان.
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الأسبوع إلى زيادة الاستعداد للمحادثات بعد أن عانت موسكو من سلسلة من الهزائم العسكرية. ورفضت واشنطن تعليقاته ووصفتها بأنها "مضللة".
واستبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التحدث مع بوتين بعد أن أعلن عن ضم أربع مناطق أوكرانية وبعد أن قصفت روسيا المدن الأوكرانية بوابل من الصواريخ هذا الأسبوع بعد هجوم على جسر حيوي بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي استولت موسكو عليها عام 2014.
ع.ش/ف.ي (رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة