أجرى ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناولت مساعي التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا، فيما أعلنت كييف أن "مئات" من الصينيين يقاتلون إلى جانب موسكو.
عقد ويتكوف اجتماعين سابقين مع بوتين في روسيا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيضصورة من: Evelyn Hockstein/Maxim Shemetov/AFP
إعلان
انتهى مساء الجمعة (11 نيسان/أبريل 2025) لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف عقد في سان بطرسبرغ، وقد استمرت المناقشات أكثر من أربع ساعات وتناولت خصوصا ملف أوكرانيا، وفق ما أفادت الجمعة وكالات أنباء روسية.
ووفقا لوكالة ريا نوفوستي الحكومية، استمرت المحادثات أربع ساعات وثلاثين دقيقة. وأفاد مراسل صحيفة إزفيستيا على تلغرام بأن الوفدين غادرا المكتبة الرئاسية حيث عقد الاجتماع.
وقال الكرملين في بيان مقتضب إن "رئيس الدولة الروسي التقى المبعوث الخاص لرئيس الولايات المتحدة الأميركية ستيف ويتكوف". وأضاف أن "الاجتماع ركز على جوانب التسوية الأوكرانية".
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قد صرح في وقت سابق بأنه لا يتوقع أي "اختراقات" دبلوماسية من هذا اللقاء، وهو الثالث بين فلاديمير بوتين وستيف ويتكوف منذ شباط/فبراير.
وتجري إدارة دونالد ترامب التي تريد إنهاء النزاع في أوكرانيا بسرعة، محادثات منفصلة مع الروس والأوكرانيين منذ عدة أسابيع. ولكن هذه المناقشات لم تسفر حتى الآن عن وقف شامل للأعمال العدائية.
وفي وقت سابق الجمعة، التقى ويتكوف في سان بطرسبرغ مع كبير المفاوضين الاقتصاديين في الكرملين كيريل دميترييف الذي زار واشنطن في مطلع نيسان/أبريل في أول زيارة لمسؤول روسي كبير إلى الولايات المتحدة منذ أن شنت روسيا هجومها في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وكان الرئيس الأمريكي قد دعا موسكو إلى "التحرك" للتقدم نحو تسوية للنزاع في أوكرانيا. واعتبر ترامب في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال" أن "على روسيا أن تتحرك"، مشيراً إلى أن الحرب التي أطلقتها روسيا عبر غزو أراضي أوكرانيا مطلع العام 2022 "عبثية" و"كان يجب ألا تقع".
ويضغط ترامب من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وهذا الإصرار يثير مخاوف كييف من إرغامها على قبول تنازلات قاسية، خاصة وأن ترامب يبعث إشارات متناقضة.
ونشرت الرئاسة الروسية في حسابها عبر تلغرام مقطعاً مصوراً يظهر بوتين مصافحاً ويتكوف.
وقبل اللقاء قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "بوتين سيستمع إليه. المحادثة ستتطرق إلى مختلف جوانب التسوية الأوكرانية. ثمة العديد من الجوانب، والموضوع معقد للغاية"، بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية. لكن الكرملين لا يتوقع تحقيق "اختراقات" دبلوماسية خلال المحادثات، بحسب بيسكوف.
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن بيسكوف أن إجراء محادثة هاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب أصبح "ممكن نظريا" عقب اجتماع بوتين مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف اليوم الجمعة.
ولم يقدم بيسكوف توقيتا محتملا للمكالمة.
إعلان
زيلينسكي: "مئات" من الصينيين يقاتلون مع روسيا
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن "مئات" من المواطنين الصينيين يقاتلون لحساب روسيا في أوكرانيا، متهماً روسيا بمحاولة "إطالة أمد الحرب، حتى من خلال استغلال أرواح الصينيين"، بعد أيام من اتهامه موسكو بجر بكين إلى النزاع. جاء تصريح زيلينسكي من مسقط رأسه مدينة كريفي ريغ في وسط أوكرانيا، خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو مع القادة العسكريين لحلفاء أوكرانيا الرئيسيين المجتمعين في بروكسل، والذين طلب منهم تزويد بلاده بعشرة أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز باتريوت أميركية الصنع.
وكان زيلينسكي قد اتهم بكين بأنها على علم بأن مواطنيها يتم تجنيدهم في الجيش الروسي، وهي تصريحات اعتبرتها الصين "غير مسؤولة".
كذلك، دعا الرئيس الأوكراني الغرب إلى المضي قدماً في إنشاء قوة عسكرية يتم نشرها في بلاده في حال توقف الأعمال القتالية، لردع روسيا عن مهاجمتها مجدداً. وأضاف "نحن بحاجة إلى تحديد تفاصيل واضحة في ما يتعلق بحجم هذه الوحدة الأمنية في أوكرانيا وبنيتها ونشرها ولوجستياتها ودعمها ومعداتها وتسليحها".
كانت روسيا قد رفضت هذا المقترح في أوائل آذار/مارس، قائلة إنه "ليس من الممكن التوصل إلى أي تسوية" في ما يتصل بنشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا.
أوروبا تتعهد بتقديم دعم عسكري ضخم لأوكرانيا
وتعهدت الدول الأوروبية اليوم الجمعة، بتخصيص مليارات الدولارات في تمويل إضافي لمساعدة أوكرانيا على مواصلة حربها ضد الغزو الروسي. وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي بعد ترؤسه اجتماعاً للداعمين الغربيين لأوكرانيا في بروكسل اليوم الجمعة، إن هناك تعهدات جديدة بتقديم مساعدات عسكرية يبلغ مجموعها أكثر من 21 مليار يورو (24 مليار دولار): "وهي زيادة قياسية في التمويل العسكري لأوكرانيا، ونحن نعمل على زيادة هذا الدعم للقتال في الخطوط الأمامية".
ولم يكشف هيلي أية تفاصيل لهذا الرقم، واشتكت أوكرانيا في الماضي من أن بعض الدول تكرر العروض القديمة في مؤتمرات التعهدات هذه أو تفشل في تقديم أسلحة وذخيرة حقيقية تستحق الأموال التي وعدت بها.
وتحقق القوات الروسية حاليا تفوقا في أوكرانيا ، حيث دخلت الحرب الآن عامها الرابع.
إعادة تسليح البحرية الروسية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة، عن استثمار مليارات الدولارات في برنامج لإعادة تسليح البحرية الروسية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله اليوم، في اجتماع في سان بطرسبرغ حول تطوير البحرية: "في غضون العقد المقبل، سيتم تخصيص 4ر8 تريليون روبل (نحو 97 مليار دولارا) لبناء قوارب وسفن جديدة للبحرية". وقال بوتين إن المعدات الجديدة وإعادة تسليح الأسطول يرجع سببها إلى المخاطر والتحديات جديدة. وأشار إلى تطور تكنولوجيا الطائرات المسيرة والروبوتات والرقمنة وكذلك إلى الوضع السياسي في العالم.
ولم يشر بوتين بشكل مباشر إلى الحرب التي شنها ضد أوكرانيا والتي غرق فيها عدد من سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود.
خ.س/ص.ش (أ ف ب، رويترز، أ ب، د ب أ)
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.