بوتين يهدد بمزيد من خفض إمدادات الغاز وأوروبا تعد خطة طوارئ
٢٠ يوليو ٢٠٢٢
جدد الرئيس الروسي تهديده بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، محملا إياها والعقوبات الغربية مسؤولية أزمة الغاز. في حين أعلنت المفوضية الأوربية إعدادها لخطة طوارئ لتأمين إمدادات الغاز للدول الأعضاء.
إعلان
هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمزيد من خفض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، وفقا لما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء.
وقال الرئيس الروسي على هامش اجتماع جمعه مع رئيسي إيران وتركيا في طهران، إنه إذا لم يتم إعادة توربين الغاز الذي كان يخضع للصيانة في كندا إلى روسيا قريبا، فقد تنخفض قدرة التدفق اليومي لخط أنابيب نورد ستريم 1 بشكل كبير في نهاية تموز/ يوليو الجاري.
وفي الوقت ذاته، بدا واضحا أن بوتين يناشد الحكومة الألمانية إعادة النظر في قرارها بالتخلي عن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي اكتمل. يشار إلى أن برلين ألغت المشروع بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام. وأضاف بوتين: "مازال أمامنا طريق جاهز، ألا وهو نورد ستريم ...2 يمكننا وضعه موضع التنفيذ".
وقبل ذلك كان الرئيس الروسي قد أكد في أعقاب قمّة في طهران أنّ شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" ستفي بـ"كامل" التزاماتها تجاه عملائها، في وقت خفّضت فيه إمداداتها إلى أوروبا في خضمّ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي إنّ "غازبروم وفت، وتواصل الإيفاء، وستواصل الإيفاء، بكامل التزاماتها". وأضاف "لا يساورنّ أحداً أدنى شكّ في أنّ شركاءنا يحمّلون، أو يحاولون تحميل، روسيا وغازبروم المسؤولية عن كل الأخطاء التي يرتكبونها"، مشيراً إلى أنّ الأوروبيين راهنوا على "مصادر طاقة غير تقليدية".
وأكد الرئيس الروسي أنّ "غازبروم مستعدّة لضخّ الكمّيات اللازمة" من الغاز، مشيراً إلى أنّ الغرب وقع في مأزق لأنّه فرض عقوبات على موسكو و"أغلق" قنوات كانت تستخدم لإيصال المحروقات الروسية إلى أراضيه.
خطة طوارئ أوروبية
تستعد المفوضية الأوروبية للإعلان عن خطة طوارئ لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي، وتجنب حدوث أزمة في الشتاء المقبل في ظل المخاوف من توقف كامل لإمدادات الغاز من روسيا.
وفي مسودة الخطة، المعرضة للتغيير، تحث المفوضية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على مواصلة الإجراءات الطوعية لترشيد استهلاك الغاز وتجنب تحول الموقف إلى أزمة. وأضافت المسودة أنه حال تعرض دولتين أو أكثر من أعضاء الاتحاد لموقف طارئ بسبب انخفاض الإمدادات، "سيتم تطبيق إجراءات ملزمة لخفض الطلب على الغاز".
وفي ظل موجة الحر الشديد التي تتعرض لها أوروبا حاليا، مما أدى إلى زيادة الطلب على الطاقة، فإن تركيز خطة المفوضية على فصل الشتاء يبدو غير منطقي، في حين تتزايد المخاوف بشأن إمدادات الغاز في الاتحاد الأوروبي. وحذرت وكالة الطاقة الأوروبية يوم الاثنين الماضي من أن جهود الاتحاد الأوروبي لتأمين إمدادات غاز بعيدا عن روسيا ليست كافية لتجنب نقص الإمدادات خلال الشتاء، ودعت إلى تقليل الطلب لضمان زيادة مستويات الاحتياطي في وقت ملء المستودعات قبل حلول فصل الشتاء.
وأعلنت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين يوم الاثنين الماضي عن شراكة جديدة في مجال الطاقة مع أذربيجان تستهدف استيراد 20 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني بحلول 2027.
ع.ج/ خ.س (د ب أ، رويترز)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.