بوساطة ألمانية.. تركيا واليونان مستعدتان لبدء محادثات مباشرة
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠
بعد أسابيع من توتر تصاعد مع إجراء البلدين مناورات عسكرية متوازية، وبعد جهود وساطة ألمانية لنزع فتيل الأزمة، أعلنت تركيا واليونان عن استعدادهما للعودة إلى طاولة المفاوضات لحل النزاع القائم بينهما في شرق البحر المتوسط.
إعلان
قالت الرئاسة التركية عقب اتصال بين زعماء تركيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء (22 سبتمبر/أيلول 2020) إن تركيا واليونان مستعدتان لاستئناف المحادثات الاستكشافية حول مطالب السيادة البحرية محل النزاع في شرق البحر المتوسط.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت عبر توتير عن استئناف المحادثات الاستكشافية المباشرة بين البلدين.
وقالت الرئاسة التركية في بيان "في هذه القمة التي نوقشت فيها التطورات في شرق البحر المتوسط... ذُكر أن تركيا واليونان مستعدتان لبدء المحادثات الاستكشافية".
ولم يتضمن البيان تحديد موعد لاستئناف المحادثات لكن مسؤولا تركيا كبيرا قال إنها يمكن أن تبدأ بحلول نهاية الشهر الجاري. وقال المسؤول "هناك تطورات إيجابية".
وكان أردوغان قد دعا الثلاثاء إلى "حوار صادق" لحلّ النزاع بين بلاده من جهة واليونان والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى في شرق المتوسط، رافضاً أي "مضايقة" تستهدف تركيا. وقال في خطاب مسجّل مسبقاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "أولويتنا هي حلّ النزاعات عبر حوار صادق، مبني على القانون الدولي وأساس عادل". وتدارك "لكن أريد أن أؤكد بوضوح أننا لن نسمح أبداً بأي إملاء أو مضايقة أو هجوم".
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية اليونانية اليوم في بيان إن "اليونان وتركيا اتفقتا على إجراء... محادثات استطلاعية في إسطنبول قريباً"، لكن من دون تحديد موعدها.
وجرت آخر جولة "محادثات استطلاعية" بين تركيا واليونان بهدف حلّ خلافاتهما في المنطقة في العام 2016.
وأرسلت باريس الداعم الرئيسي لأثينا في هذه الأزمة، مؤشراً آخر على التهدئة، من خلال مكالمة هاتفية جرت مساء اليوم بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي أردوغان، اللذان كان قد تبادلا تصريحات وردوداً اتّسمت بنبرة تشدد نادرة في الأسابيع الأخيرة. وحسب الرئاسة التركية "قال الرئيس أردوغان إنه يتوقع من فرنسا حساً سليماً وموقفاً بناء" في الخلاف مع اليونان.
وتتنازع تركيا واليونان العضوان في حلف الأطلسي، بشأن حقول غاز ونفط في شرق المتوسط في منطقة تعتبر أثينا أنها تقع ضمن نطاق سيادتها. وفي شهر آب/أغسطس الماضي اشتعلت التوترات بعد أن أرسلت تركيا سفينة للتنقيب عن النفط والغاز إلى المياه المتنازع عليها برفقة زوارق حربية.
وتصادمت سفينتان تركية ويونانية مما أبرز خطر حدوث تصعيد عسكري. وتصاعد التوتر في الشهر نفسه عندما أجرى البلدان مناورات عسكرية متوازية. لكن عودة سفينة التنقيب (أوروتش رئيس) إلى الساحل التركي أحيت آمال التهدئة، وقالت أنقره إن هذه الخطوة ستسمح بإتاحة الفرصة للدبلوماسية.
ولتركيا حاليا سفينتا تنفيب عن النفط والغاز في المياه قبالة ساحل جزيرة قبرص المقسمة، مما يثير غضب السلطات في نيقوسيا. ولا تعترف أنقرة بحكومة القبارصة اليونانيين في جنوب الجزيرة، كما أنها الدولة الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص التي أعلنها القبارصة الأتراك.
ع.ج.م/ع.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
أهم خطوط الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط
تحفل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بعدد غير قليل من حقول الغاز الطبيعي بعضها يعد الأكبر في العالم من حيث التوقعات بحجم الغاز الذي يمكن استخراجه منها. فما هي أهم خطوط الغاز في هذه المنطقة؟
صورة من: picture-alliance/dpa/
1- خط الغاز القطري - التركي
تمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم (نحو14 بالمئة من الاحتياطي العالمي) وتعتزم قطر نقل الغاز إلى تركيا عبر خط أنابيب يمر عبر السعودية وسوريا ومنها إلى تركيا التي ستتولى توزيعه إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/Construction Photography/Photoshot
1- خط الغاز القطري - التركي
وترجع أهمية هذا الخط إلى أن روسيا لن تصبح مصدر الغاز الوحيد لأوروبا. ويربط كثير من الخبراء والمحللين الأزمة الخليجية الأخيرة مع قطر بأطماع في ثرواتها الهائلة من الغاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Salemi
2 - خط غاز شرق المتوسط
تم إنشاؤه في البداية لنقل الغاز الطبيعي المصري من العريش بمصر إلى عسقلان بإسرائيل داخل المياه الإقليمية المصرية ثم الإسرائيلية في البحر المتوسط بطول 100 كم. وكانت إسرائيل تتسلم الغاز المصري بأسعار تفضيلية. تعرض الخط لعشرات العمليات التخريبية ما كلف مصر مبالغ طائلة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/STR.
2- خط غاز شركة شرق المتوسط
لكن شركات ديليك دريلينج الإسرائيلية ونوبل إنرجي (مقرها تكساس) وغاز الشرق المصرية اعلنت التوصل لاتفاق لشراء حصة من شركة غاز شرق المتوسط نسبتها 39 بالمئة من الأسهم مقابل 518 مليون دولار، وهي صفقة ستمكن إسرائيل من توريد 64 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصرعلى مدى عشر سنوات من حقلي تمار ولوثيان البحريين الإسرائيليين في إطار اتفاق التصدير الموقع سلفاً بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
3- خط الأنابيب الإسرائيلي - الأوروبي
أعلنت حكومات أوروبية وحكومة إسرائيل دعمها لإنشاء مشروع خط أنابيب بالبحر المتوسط لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا وحددت موعداً مستهدفا لاستكماله في عام 2025. ويهدف خط الأنابيب الذي يمتد لمسافة 200 كيلومتر إلى ربط حقول الغاز قبالة سواحل إسرائيل وقبرص باليونان وربما إيطاليا بتكلفة تصل إلي ستة مليارات يورو (6.4 مليار دولار).
صورة من: picture-alliance/dpa/
4 - خط الغاز المصري - القبرصي
وقعت قبرص ومصر اتفاقاً يمهد الطريق لإنشاء أول خط أنابيب تحت المياه في البحر الأبيض المتوسط لنقل الغاز الطبيعي من قبرص إلى الأراضي المصرية لاسالته في المحات المصرية تمهيداً لإعادة تصديره الى أوروبا. وفق الاتفاق سيتم نقل الغاز من حقل "أفروديت" القبرصي إلى مصر ما يفتح الباب أمام جذب استثمارات بمليارات الدولارات للبنية التحتية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Saipem
5 - خط الغاز الأردني - الإسرائيلي
وقعت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية ووزارة الطاقة مع إسرائيل وشركة "نوبل إنيريجي" اتفاقا يقضي باستيراد عمان للغاز الإسرائيلي المستخرج من حقل ليفياثان، وهو الاتفاق المعطل حتى اليوم بسبب الرفض الواسع من النقابات والأحزاب والمبادرات الأردنية سواء لأسباب سياسية أو بيئية. من المقرر أن يبلغ طول خط الأنابيب نحو64 كيلومتراً على أن يبدأ استقبال أولى دفعات الغاز الإسرائيلي بنهاية عام 2019 ولمدة 15 عاماً.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/STR.
انفوغرافيك لخطوط الغاز الطبيعي في المنطقة
يوضح الانفوغرافيك أهم خطوط الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بعضها يعمل بالفعل والبعض الآخر قيد الإنشاء. ومع تزايد عدد اكتشافات حقول الغاز الطبيعي في المنطقة تعاظمت أهميته وأثره على العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول.