بوش عقب لقاء ميركل: جميع الخيارات مطروحة تجاه إيران
١١ يونيو ٢٠٠٨عقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأربعاء(11 يونيو/حزيران) مباحثات مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في بلدة ميسيبرغ القريبة من العاصمة برلين. ووصل بوش في زيارته الأخيرة لألمانيا قبل انتهاء فترة ولايته أمس الثلاثاء قادما من سلوفينيا بعد مشاركته القمة الأوروبية-الأمريكية في مدينة بردو السلوفينية. وهيمن على برنامج المحادثات قضايا دولية عدة كالبرنامج النووي الإيراني والوضع في أفغانستان وعملية السلام في الشرق الأوسط.
اللافت أن الرئيس بوش ما زال لا يتمتع بشعبية كبيرة في غرب أوروبا بعد أكثر من خمس سنوات منذ خلافه مع المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر وفرنسا وروسيا ودول أخرى بشأن حرب الولايات المتحدة على العراق عام 2003. وبعد خلفها لشرودر عملت ميركل، وهي محافظة مؤيدة للولايات المتحدة، بجد لإصلاح العلاقات بين حلفاء الحرب الباردة وشكلت علاقات وثيقة مع بوش، الذي بدا حريصا على التأكيد على الدبلوماسية أكثر منه على القوة العسكرية خلال رحلته الأوروبية. وعلى الرغم من تأييد أوروبا لجهود الولايات المتحدة في ملفات ساخنة كإيران وقضية السلام في الشرق الأوسط، فإنها تنظر أيضاً إلى مرحلة ما بعد بوش، الذي ينتهي حكمه في كانون الثاني/ يناير القادم.
بوش "راض" عن "التقدم" الذي أحرز في العراق
وفي الشأن العراقي عبر الرئيس الأمريكي جورج بوش عن "رضاه" إزاء تطور الوضع في العراق. وقال إن الكثير من النجاح قد تحقق في العراق. ورأى الرئيس الأمريكي أن تحقيق الديمقراطية والنمو الاقتصادي يحتاج إلى درجة معينة من الأمن. وحول قراره بشأن شن حرب على العراق، فقد قال بوش إن إزاحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من السلطة كان صحيحا، مضيفا:"لا أحب الحرب". كما أكد على عدم ندمه مطلقاً على غزو العراق، معللاً ذلك بأن "العالم أصبح أكثر أمنا" عقب الحرب الأمريكية على العراق، التي تعرضت للكثير من الانتقادات خارج وداخل الولايات المتحدة.
أما بخصوص الاتفاقية الأمنية بين بلاده والعراق فقد أعرب الرئيس بوش عن أمله في أن تتغلب واشنطن وبغداد على الخلافات وتتوصلان إلى اتفاق حول تواجد القوات الأميركية في العراق. وقال في هذا السياق: "اعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق استراتيجي مع العراق". يُذكر أن الاتفاقية الأمنية ما تزال تواجه برفض أغلبية القوى السياسية العراقية. وتعتبر هذه القوى المطالب الأمريكية، التي تريد توفير الحصانة للشركات الأمنية الأجنبية العاملة في العراق، مساساً بالسيادة العراقية.
وفي هذا السياق نقلت مؤخراً وكالة الأنباء الفرنسية عن النائب البارز عن التحالف الكردستاني محمود عثمان قوله عن الأمريكيين قدموا مسودة جديدة للاتفاقية بعد أن خفضوا فيها سقف مطالبهم بشكل يتجاوب مع المطالب العراقية. وأوضح عثمان أن المسودة "تتضمن كذلك عدم تحريك أية وحدات عسكرية أميركية إلا بعد موافقة الجانب العراقي".
الخيار الدبلوماسي لحل الخلاف مع طهران
وفيما يتعلق بالملف الإيراني أكدت المستشارة ميركل على أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي في الخلاف النووي مع إيران. وأشارت إلى نجاح الضغوط الحالية على إيران في تحريك الموقف وطالبت في الوقت نفسه بتنفيذ العقوبات السارية حاليا ضد إيران قبل فرض عقوبات جديدة. وفي هذا السياق قالت إن فرض عقوبات جديدة ضد إيران يجب أن يأتي تحت مظلة الأمم المتحدة، وأضافت أن دول الاتحاد الأوروبي يمكنها بجانب ذلك فرض عقوبات في القطاع المصرفي ضد إيران.
ومن جانبه طالب بوش القيادة الإيرانية بالإذعان لمطالب المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها مثار الجدل. وأشار إلى اهتمام بلاده بالتوصل إلى حل دبلوماسي للخلاف مع إيران ولكنه أضاف: "ما زالت جميع الخيارات مطروحة"، في إشارة إلى عدم استبعاد توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. يُذكر أن طهران، التي تعلن أن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء وليس إلى صنع أسلحة نووية، رفضت إيقاف تخصيب اليورانيوم على الرغم من ثلاث حزم من العقوبات، فرضها مجلس الأمن الدولي.
"التجارة الحرة شرط جوهري لعالم يسوده العدل"
وشؤون التجارة والاقتصاد كانت حاضرة هي الأخرى في مباحثات اليوم بين بوش وميركل. فعقب لقائها ببوش قالت المستشارة الألمانية ميركل إن التجارة الحرة شرط جوهري لعالم يسوده العدل، في إشارة إلى مصالح الدول النامية. ويعتزم الاثنان تعزيز جهود بلديهما من أجل إتمام "جولة الدوحة" القادمة لتحرير التجارة العالمية بنجاح. وفي هذا السياق قالت ميركل: "لدينا الفرصة للتوصل لنتيجة"، وأعلنت أنها اتفقت مع بوش على أنشطة مشتركة قبل لقائهما الشهر المقبل في قمة الثمانية في اليابان. أما بوش فقد قال من جانبه: "كل منا يدعم جعل التجارة الحرة"، مضيفا أن "سياسة فرض الدول الحماية على منتجاتها يعتبر بمثابة كارثة على الاقتصاد العالمي". ومن المنتظر أن يتوجه بوش إلى إيطاليا في وقت لاحق اليوم ليستأنف بذلك جولته الأوروبية.