1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوش يرفض جدولة الانسحاب ويناشد الأمريكيين التحلي بالصبر

في كلمته إلى الأمة لعب الرئيس بوش ورقة الإرهاب من جديد لإقناع شعبه بصواب الحرب على العرق، واعتبر تحديد فترة زمنية للانسحاب من العراق "خطئا فادحا". الخبراء الذين التقاهم موقعنا يرون أن الإدارة الأمريكية مقبلة على متاهة.

بوش يلقي خطابه أمس في قاعدة فورت براج العسكرية في ولاية شمال كارولايناصورة من: AP

لم يتأخر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش كثيرا هذه المرة في السعي إلى تهدئة خواطر شعبه بعد كشف استطلاعات الرأي الأخيرة عن أن غالبية الأمريكيين يتهمونه بـ "التضليل" في تقديم الحجج والبراهين لتبرير شن الحرب على العراق وبدء منافسيه الديمقراطيين بالتحذير من "كارثة" في الأراضي العراقية واستعادة ذكريات "شبح الحرب الفيتنامية" ومقارنتها بالمأزق العراقي. ففي خطاب حماسي كالعادة وجهه الرئيس الأمريكي أمس الثلاثاء (28.06.05) لشعبه بمناسبة مرور عام على نقل السيادة رسميا إلى العراقيين، دعا الرئيس الجمهوري المواطنين الأمريكيين إلى "التحلي بالصبر" إزاء الخسائر التي تتكبدها القوات الأمريكية في العراق، معتبرا جدولة انسحاب قوات التحالف من الأراضي العراقية في الوقت الحاضر "خطئا فادحا".

"شبح فيتنام" يعود إلى الإذهان

شبح فيتنام يعود إلى الأذهانصورة من: AP

إلى ذلك أكد الدكتور نزار محمود رئيس المعهد الثقافي العربي في مقابلة خص بها موقعنا على صحة ربط نواب ديمقراطيين بين "المستنقعين الفيتنامي والعراقي"، على حد قوله. وقال رئيس المعهد الذي يتخذ من العاصمة الألمانية مقرا له إن رفض الرئيس بوش تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق هي "أكبر دليل على النوايا الأمريكية الرامية إلى تعزيز تواجدها في المنطقة."

أما رئيس الاتحاد العراقي الألماني للأعمال "ميدان" غيلان خلاصي فقد أشار في تصريحات مماثلة إلى أن خطاب الرئيس بوش "موجه للأمريكيين وليس للعراقيين" وإلى أن الرئيس بوش يريد في هذا الخطاب "كسب معارك داخلية وطمأنة مواطنيه" على سلامة أبنائهم المرابطين في العراق، وذلك إزاء الخسائر التي تتعرض لها قوات التحالف في الأراضي العراقية. ويرى خلاصي أن الأوضاع الأمنية في العراق ستدخل الرئيس الأمريكي وإدارته في متاهة ليس لها نهاية.

بوش: "الانسحاب إشارة خاطئة للعدو"

سيارة مفخخة في تكريتصورة من: AP

وفي حين حذا الرئيس بوش حذو وزير الدفاع دونالد رمسفيلد، رافضا وضع خطة زمنية لانسحاب الجنود الأمريكيين من العراق، طمأن الجمهوري المواطنين الأمريكيين بالقول "... أعرف أن الأمريكيين يريدون عودة قواتنا إلى بلادها بأسرع وقت ممكن، ولكن القيام بذلك في الوقت الحاضر سيكون بمثابة إشارة خاطئة إلى العراقيين الذين يجب عليهم أن معرفة أن الولايات المتحدة لن تتركهم وحدهم قبل تأدية مهامها." واستطرد في هذا الخصوص قائلا إن الانسحاب في الوقت الراهن هو أيضا إشارة خاطئة إلى "العدو"، في إشارة منه إلى الجماعات المسلحة في العراق.

وفي محاولة من الرئيس الأمريكي ربط أعمال العنف في المدن العراقية بالإرهاب الدولي، قال بوش إن العراق "جبهة مهمة" في الحرب ضد الإرهاب وإن أراضيه تعتبر مسرحا لمقاتلين من السعودية وسوريا وإيران ومصر والسودان واليمن وليبيا وبلدان عربية أخرى، مؤكدا أن بلاده "لن تسمح لمفجري سيارات وقتله تحديد مستقبلها." وفي هذا السياق قال نزار محمود إن الربط بين أعمال العنف في العراق بالإرهاب الدولي "أمر مبالغ فيه"، قائلا إن القوات الأمريكية تجاهلت لسنوات عديدة هموم العراقيين "ولم تحرك ساكنا لمنع تسرب مقاتلين أجانب إلى الأراضي العراقية." وتابع المسؤول بالقول إن تصريحات بوش "متناقضة" وتشير إلى وجود فجوة بين السياسة الأمريكية المعلنة وممارستها على أرض الواقع، على حد تعبيره.

طالباني: لم نجرِ لقاءات مع مسلحين

وآخر في العاصمة بغدادصورة من: AP

في غضون ذلك، ازدادت الأوضاع الأمنية في العراق تدهورا وشهدت العاصمة بغداد يوما دمويا آخرا في وقت واصل فيه أكثر من ألف جندي أمريكي لليوم الثاني على التوالي عملية (السيف) التي تهدف القضاء على الإرهابيين والمسلحين الأجانب، على حد قول القوات الأمريكية.

وعلى صعيد الإشاعات التي نقلتها وسائل إعلامية عراقية عن إجراء الحكومة العراقية المؤقتة محادثات مع زعماء جماعات مسلحة، نفى الرئيس جلال طالباني وجود أية محادثات من هذا القبيل. وأكد المسؤول في مؤتمر صحافي أمس في بغداد بمناسبة مرور عام على نقل السلطة رسميا إلى العراقيين "ليس هناك اتصالات بين الحكومة العراقية والجماعات المسلحة" قائلا إن المحادثات التي تجريها الجهات الأمريكية مع الفصائل المسلحة هي "شأن آخر". تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رمسفيلد فاجأ الأحد الماضي الرأي العام عندما أعلن أن مسؤولين أمريكيين أجروا لقاءات مع جماعات عراقية مسلحة. ونسبت يومية "صنداي تايمز" إلى الوزير الأمريكي قوله إن لقاءين عقدا بين مجموعات عراقية متمردة من بينها جماعة أنصار السنة المرتبطة بتنظيم "القاعدة" ومسؤولين أمريكيين.

تقرير: ناصر جبارة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW