إنه من الطبيعي أن تحوم الشكوك وترافق كل رمية رمح أو قرص. فعلى المرء أن يكون على درجة من السذاجة أو جاهلا كي يصدق أن المنافسات (منافسات ألعاب القوى) بالفعل نظيفة تماما وخالية من المنشطات. فليست هناك علامات مميزة لكل مشارك في مسابقة رمي الرمح والقرص. فعضلات الذراعين والفخذين القوية يمكن أيضا بنائها من خلال تناول الفواكه أو رقائق الفطور بالحبوب المنوّعة والفواكه المجففة.

إن زمن تناول الأنابوليك ستيرويد أو المنشط البنائى “ Anapolic steroid" لتقوية العضلات والقدرة الرياضية قد ولى، وذهبت معه بالتالي كذلك الإشارات الهستيرية وبثور الوجه التي تعد أحد مؤشر تناول المنشطات. فحب الشباب منتشر بشكل كبير بين الشباب حتى أولائك الذي لا يناولون المنشطات.

إن تعاطي المنشطات في وقتنا الحاضر هو ببساطة أمر شرير لأنه غير مرئي، وما هو أخطر من ذلك أنه لا يمكن إثبات تعاطيها. إنني أعتقد أن المواد التي تنمي الأداء البدني وصلت في هذه الأثناء إلى مستوى تقني عال، إلى درجة أن العلماء باتوا لا يستطيعون الكشف عنها. فتناول العقاقير المنشطة بات من الماضي. وهذا آخر ما توصل إليه القائمون على محاربة تعاطي المنشطات. ففي الوقت الحاضر يتم تناول هرمونات النمو التي لا يمكن إثباتها عن طريق الفحوصات الطبية، أو تناول هرمون الأنسولين الطبيعي.

وربما يكون المخادعون قد بدؤوا في تعاطي منشطات معدلة وراثيا. وهو أسلوب علمي بحت، والذي لا يمكن تطبيقه إلا من خلال تغطية المؤسسات الحكومية. فربما يوجد ذلك في جاميكا، حيث ظهر فجأة العداءون الخارقون دون أن يستطيع أحد تفسير ذلك. إنني أعتقد أنه ليس هناك أحد ممن يهتم بجدية بالرياضة، سوف يتجاهل هذا الأمر.

ولكن المرء يستسلم ويقف وقفة المتفرج ويتعايش مع الوضع ويفهم الرياضة كأنها عرض عملاق، يمول طبعا بطريقة أو بأخرى- وعلى سبيل المثال إظهار أسرع متسابق جري شهدته البشرية على الإطلاق، مهما كانت الوسائل.

الكاتب: فولكر هيرت

مراجعة: عبده جميل المخلافي