تشهد المعابر الحدودية بين ألمانيا وبولندا عمليات تفتيش عشوائية، خطوة اتخذها الجانبان لأجل حماية أكبر للحدود وتشديدا لسياسة الهجرة واللجوء. فما التفاصيل؟
تجري عمليات تفتيش على الحدود الألمانية البولاندية بشكل متبادل منذ ليلة الأحد الإثنين 7 يوليو/ تموز 2025صورة من: Andy Buenning/IMAGO
إعلان
بدأت بولندا عمليات تفتيش عشوائية على حدودها المشتركة مع ألمانيا، حيث ستقوم بعمليات تفتيش عشوائية اعتبارا من اليوم الاثنين (السابع من يوليو/تموز 2025) في ما مجموعه 52 معبرا حدوديا، حسبما أعلنت السلطات.
وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك قد أعلن عن عمليات التفتيش الحدودية المؤقتة هذه في بداية يوليو/تموز، ردا على تشديد ألمانيا للرقابة على الحدود المشتركة.
ومع ذلك، تقوم ألمانيا بإجراء فحوصات عشوائية على الحدود مع بولندا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع تكثيف الرقابة في الأشهر الأخيرة في ظل إدارة المستشار فريدريش ميرتس، المعروفة بموقفها المتشدد بشأن الهجرة.
وبدأت عمليات التفتيش الحدودية البولندية اعتبارا من منتصف ليل الأحد /الاثنين ومن المقرر أن تستمر مبدئيا حتى 5 أغسطس/آب. وخلال هذه الفترة، تعتزم بولندا أيضا تفتيش المسافرين القادمين عند حدودها مع ليتوانيا.
ويقول حرس الحدود إنهم سيركزون بشكل خاص على الحافلات الصغيرة، وسيارات الميني باص، والسيارات التي تحمل عددا كبيرا من الركاب، بالإضافة إلى المركبات ذات النوافذ الملونة.
وقبل إعلان بولندا، قالت حكومة ميرتس إنها ستبدأ أيضا بإعادة طالبي اللجوء عند الحدود البولندية، وهي قضية خلافية بشكل خاص في بولندا. ووفقا لوزارة الداخلية الألمانية، رفض المسؤولون الألمان دخول حوالي 1300 شخص على الحدود مع بولندا منذ 8 مايو/أيار.
إعلان
استهداف السيارات المشكوك في أمرها
سبق لكونراد سزويد، المتحدث باسم حرس الحدود، أن قال في تصريح لوكالة الأنباء البولندية (بي إيه بي)، إن المسؤولين البولنديين سيركزون على المركبات التي تحمل عددا من الركاب، وتلك ذات النوافذ المعتمة، عند بدء عمليات التفتيش على الحدود مع ألمانيا، منذ الاثنين.
وأضاف سزويد أن عمليات التفتيش المفاجئة ستركز على الحافلات الكبيرة والصغيرة، والسيارات التي تحمل عددا من الركاب، موضحا: "ستكون المركبات ذات النوافذ المعتمة أيضا موضع تركيز".
قبل إعلان بولندا، قالت حكومة ميرتس إنها ستبدأ أيضا بإعادة طالبي اللجوء عند الحدود البولنديةصورة من: Andy Buenning/IMAGO
وقال سزويد إنه لن تكون هناك حواجز فعلية في 52 معبرا من ألمانيا أو في 13 معبرا من ليتوانيا، ولكن سيتم وضع علامات تطلب من السيارات إبطاء السرعة وتضييق ممرات المرور.
وتابع أنه "في حالة تفتيش سيارة، سيتم فحص وثائق السائق والركاب، وكذلك صندوق الأمتعة بالسيارة"، وأضاف سزويد أنه يتعين على من يعبرون الحدود أن يكون لديهم بطاقة هوية.
وتأمل الحكومة الألمانية في تقليل الاضطرابات التي قد تتعرض لها حركة المرور الناجمة عن عمليات التفتيش على الحدود. وقال متحدث باسم وزارة الداخليةلوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن "الشرطة الاتحادية ستضمن التدفق السلس لحركة المسافرين والبضائع عبر الحدود إلى أقصى حد ممكن".
إنقاذ رغم أنف السياسة.. منظمة إغاثة أوروبية تحصل على "نوبل البديلة"
إنقاذ رغم أنف السياسة.. منظمة إغاثة أوروبية تحصل على "نوبل البديلة"
صورة من: Salvatore Laporta//KONTROLAB/IPA/picture alliance
تتويج لجهود منظمات الإنقاذ
منظمة " إس أو إس ميديتيرانيه" الأوروبية تفوز بجائزة رايت لايفليهود، المعروفة باسم " جائزة نوبل البديلة"، لعام 2023 إلى جانب ناشطة حقوقية في غانا، ونشطاء في البيئة من كينيا وكمبوديا. فوز المنظمة الاوروبية جاء تكريما "لعملياتها الإنسانية للبحث والإنقاذ في البحر المتوسط" حسب اللجنة، ما يلقي الضوء على جهود منظمات الإنقاذ رغم المصاعب الكبيرة التي تواجهها.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/AP/picture alliance
متطوعون لإنقاذ المهاجرين
تأسست المنظمة في مايو/أيار عام 2015 لأجل المساهمة في إنقاذ أرواح المهاجرين غير النظاميين الذي يعبرون البحر المتوسط، بعدما ارتفعت أرقام الغرقى بشكل كبير، خصوصاً مع انفجار موجة اللجوء من سوريا، وارتفاع عدد المهاجرين القادمين من إفريقيا. تقول المنظمة إن التأسيس جاءَ بعد فشل الاتحاد الأوروبي في منع وقوع وفيات بين هؤلاء المهاجرين، ونجحت في إنقاذ حوالي 34 ألف شخص منذ تأسيسها.
صورة من: Vincenzo Circosta/AFP/Getty Images
إنقاذ الجميع أياً كانوا
المنظمة هي غير حكومة، أوروبية المنشأ ولا تتبع لبلد معين، لكنها تملك فرقاً في ألمانيا، وفرنسا وإيطاليا وسويسرا. ويمولها في الغالب متبرعون خواص. تؤكد أن عملها يتأسس على الإنسان وكرامته بغض النظر عن أصوله وجنسيته ودينه وموقفه السياسي وغير ذلك، إذ تؤكد أن حقوق الإنسان تطبق على الجميع، ومن ذلك إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط.
صورة من: SOS Mediteranee/dpa/picture alliance
طواقم متخصصة تجوب البحر المتوسط
موّلت المنظمة سفينة الإنقاذ أكواريوس التي نشطت بين عامي 2016 و2018، وحاليا تمول المنظمة سفينة أوشن فايكينغ. يصل طول هذه الأخيرة إلى 59 مترا وعمقها إلى 15 مترا. يعمل فيها طاقم للإبحار من تسعة أشخاص، بالإضافة إلى طاقم طبي، وتحتاج يوميا لمصاريف عمل تقدر بـ14 ألف يورو، حسب موقع المنظمة، وهي من أكبر سفن الإنقاذ الموجودة في البحر المتوسط.
صورة من: Fabio Peonia/LaPresse/AP/picture alliance
ليست مجرد سفينة إنقاذ
تقدم هذه السفينة خدمات استقبال المهاجرين وتقديم الرعاية ومن ذلك توفرها على قسم خاص بالرعاية العاجلة وقسما خاصاً للنساء والأطفال. بسرعة تصل إلى 14 عقدة (26 كلم في الساعة)، تعد سفينة أوشن فايكينغ أسرع من أكواريوس، كما تملك رادارين وكاميرتين بالأشعة تحت الحمراء، ما يعطي خياراً أفضل للمنظمة في عمليات الإنقاذ للوصول إلى المهاجرين المهددين بالغرق.
صورة من: Jeremias Gonzalez/AP/picture alliance
طريق ليبيا-إيطاليا.. المنفذ الأكثر خطراً
عملت "إس أو إس ميديتيرانيه" أولاً في المياه الدولية بين إيطاليا وليبيا، بحكم أنها طريق العبور الأكثر شهرة بين المهاجرين. كان عملها أسهل عندما كان مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي ( MRCC ) هو المكلف بالإنقاذ، لكن بعدما تولت السلطات الليبية أمر التنسيق، صعبت كثيرا مهمة هذه المنظمة، بسبب عدم تجاوب طرابلس مع محاولاتها للتواصل.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
عراقيل من إيطاليا وليبيا
تقول المنظمة إن السلطات الليبية تعترض سبيل الكثير من المهاجرين في المياه الدولية وتعيدهم بشكل غير قانوني إلى ترابها، رغم أن لا يمثل مكانا آمنا لهم. واجهت كذلك مشاكل مع إيطاليا، ومن ذلك منع سفينتها من دخول المياه الإيطالية لعدة أسابيع عام 2022، ما خلق أزمة عابرة بين روما وباريس التي عرضت استقبال السفينة قبل أن تعدل روما عن موقفها الرافض.
صورة من: Salvatore Laporta//KONTROLAB/IPA/picture alliance