بومبيو: لا نريد الحرب.. لكننا سنضمن حرية الملاحة في الخليج
١٦ يونيو ٢٠١٩
جدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تحميل إيران مسؤولية الهجومين على ناقلتي نفط في خليج عمان، وتعهد بأن تضمن بلاده حرية المرور عبر مضيق هرمز الحيوي. فيما نفت إيران الاتهامات الأمريكية ولم تستبعد قيام واشنطن بالهجومين.
إعلان
لم يوضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخيارات التي تدرسها واشنطن لحماية الملاحة بعد الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان. وقال الوزير الأمريكي في مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي" إن "ما يجب أن تعرفوه أننا سنضمن حرية الملاحة عبر المضيق".
وتمر ثلث إمدادات النفط البحرية في العالم عبر مضيق هرمز. وهي قناة ضيقة تحدها إيران شمالا وتربط الخليج بخليج عمان.
وقال بومبيو إنه "تحد دولي مهم للعالم بأسره"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة ستعمل على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، الدبلوماسية وغيرها لتحقيق هذا الهدف".
وتابع أنه لن يقدم أدلة أمريكية على تورط إيران في الهجومين على سفينتي النفط في خليج عمان، مؤكدا أن "ما حدث لا لبس فيه". وأضاف "كان ذلك هجمات من قبل جمهورية إيران الإسلامية على الملاحة التجارية وعلى حرية الملاحة بنية واضحة لمنع المرور عبر المضيق".
وأشار الوزير الأمريكي إلى أنه رغم أن إيران مسؤولة "بلا شك" عن الهجمات التي استهدفت ناقلتين الأسبوع الماضي إلا أن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع طهران.
وفي المقابلة التي أجراها مع برنامج (فوكس نيوز صنداي) قال بومبيو "بذل الرئيس ترامب كل ما في وسعه لتجنب الحرب. لا نريد الحرب". لكنه أضاف أن واشنطن ستضمن حرية الملاحة عبر ممرات الشحن الحيوية وقال "ستتأكد الولايات المتحدة من اتخاذ كل الإجراءات الضرورية الدبلوماسية وغير الدبلوماسية لتحقيق تلك النتيجة".
وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران عقب اتهامات من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران بتنفيذ هجمات الخميس الماضي على ناقلتي النفط في خليج عمان وهو ممر حيويلشحنات النفط. ونفت إيران أي دور لها في تلك الهجمات.
وقال بومبيو الذي ترأس وكالة المخابرات المركزية قبل أن يصبح وزيرا للخارجية "أجهزة المخابرات لديها الكثير من البيانات والكثير من الأدلة. سيرى العالم الكثير منها". وقال بومبيو إنه لا يرغب في مناقشة الخطوات القادمة التي قد تتخذها الولايات المتحدة ردا على أحداث الأسبوع الماضي.
وعند ما سئل عن احتمال إرسال ترامب المزيد من القوات الأمريكية والعتاد العسكري إلى المنطقة قال بومبيو "إيران لن تحصل على أي سلاح نووي. هذا هو الهدف." وأضاف "أجريت عددا من الاتصالات مع مسؤولين في أنحاء العالم أمس. أنا واثق بأنه سيكون لدينا شركاء يتفهمون هذا الخطر".
في المقابل يشتبه رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني في أن الولايات المتحدة هي من يقف وراءالهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية اليوم الأحد.
ورفض لاريجاني اتهام واشنطن لبلاده وتحميلها المسؤولة عن الهجومين على ناقلتي النفط، وقال إنه يبدو أن الولايات المتحدة قد لجأت إلى شن الهجمات بعد فشل العقوبات التي تفرضها على إيران، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.
وقال لاريجاني إنه "أمر هزلي" أن تحث الولايات المتحدة إيران على استخدام الدبلوماسية، وأنه من المعروف أن الولايات المتحدة قد هاجمت سفنها خلال الحرب العالمية الثانية لخلق ذريعة لمهاجمة اليابان.
م.أ.م/ ع. م ( د ب أ، أ ف ب)
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش