بوندستاغ يوافق على وقف لم شمل أسر اللاجئين لستة أشهر
١ فبراير ٢٠١٨
البرلمان الألماني (بوندستاغ) يصادق الخميس على تمديد وقف لم شمل أسر اللاجئين الحاصلين على حماية محدودة (حماية ثانوية). وهو موضوع كان من أهم القضايا الخلافية في مفاوضات تشكيل الحكومة.
إعلان
صادق البرلمان الألماني (بوندستاغ) اليوم الخميس (الأول من فبراير/ كانون الثاني 2018) على مشروع قانون يتعلق بتنظيم جديد لإجراءات لم شمل أسر اللاجئين كان قد توصل إليه كل من التحالف المسيحي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي في سياق مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية جديدة بينهما.
وقد حصل القرار على 376 صوتا وعارضه 248. وسيتم بموجب القانون الجديد الإبقاء على وقف استقدام أسر اللاجئين حتى الحادي والثلاثين من تموز/ يوليو المقبل.
ويذكر أن الطرفين كانا تحت الضغط للإيجاد سريع لهذا الخلاف خصوصا وأن القواعد التي تحدد التعامل مع اللاجئين الذين يتمتعون بحماية محدودة (الحماية الثانوية) ستنتهي صلاحياتها في منتصف آذار/ مارس المقبل.
وحسب المعلومات المتوفرة فإن الحل الوسط مثار الحديث يتمثل في حصر لم الشمل على ألف حالة أسرية شهريا فقط حسبما تم الاتفاق عليه خلال مفاوضات جس النبض بين الجانبين والتي سبقت هذه المفاوضات النهائية، إضافة لإجراءات استثنائية تتعلق بأصحاب الحالات الخاصة. غير أن وضع الحالات الخاصة لم يحدد في مذكرة سابقة بلورها الائتلاف. وسيتم تحديد التفاصيل النهائية للإجراء الجديد خلال الأشهر المقبلة.
وخلال الجلسة البرلمانية، دافع وزير الداخلية توماس دي ميزير المنتمي لحزب ميركل، عن استمرار وضع حدٍّ أقصى للم شمل أسر اللاجئين. وقال دي ميزيير إن "حلنا التوافقي يعبر عن الإنسانية والمسؤولية وعن الدمج التحديد، ويعبر أيضا عن السماحة والواقعية". ليتابع قائلا: "بعض المثاليين يعتبرونه حلا صارما للغاية"، لكنه حل "مناسب" و"توافقي".
وبالتوصل لهذا لاتفاق يكون الطرفان (التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي) قد أزالا إحدى أهم نقاط الخلاف الرئيسية التي وقفت حجر عثرة في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي بعد أشهر على الانتخابات التشريعية.
ورغم الوجود الفعلي لمثل هذا البند المصاغ بشكل عام، ترك الجانبان مسألة سريانه على اللاجئين الذين لا يتمتعون بلجوء نهائي مفتوحة. وليس هناك حتى الآن اتفاق نهائي بشأن القرارات الخاصة بنقاط الخلاف الأساسية بين الطرفين. وهناك انتقادات واسعة خاصة من جانب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المعادي للأجانب لمسألة لم الشمل حيث يخشى الحزب من أن يؤدي العدد الكبير للاجئين في ألمانيا إلى تغيير الطبيعة السكانية في ألمانيا إضافة إلى تغيير الثقافة الألمانية.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)