بوندسليغا.. طموح لمزيد من المجد الأوروبي وصراع شرس في القاع
٢ مايو ٢٠٢٤
مازال دوري الدرجة الأولى الألماني (بوندسليغا) يستهدف المزيد من الظهور على الساحة الأوروبية عبر الحصول على مقعد سادس محتمل في دوري أبطال أوروبا. فيما يشتد الصراع في القاع على تجنب الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.
إعلان
تأهلت رسميا أندية باير ليفركوزن بطل الدوري الألماني (بوندسليغا) وبايرن ميونيخ الوصيف وشتوتغارت صاحب المركز الثالث ولايبزيغ الرابع وبوروسيا دورتموند الخامس لدوري الأبطال لكن هناك فرصة لحصول البوندسليغا على مقعد سادس في البطولة القارية المرموقة.
ولكي يحصل فريق ألماني على مقعد سادس في دوري الأبطال، ينبغي حصول دورتموند على لقب البطولة هذا الموسم مع حلوله خامسا في الدوري المحلي، وفي هذه الحالة سيشارك في البطولة القارية في الموسم التالي بصفته حامل اللقب، على أن يحجز أيضا صاحب المركز السادس في البوندسليغا مقعده في البطولة القارية.
واقترب دورتموند من بلوغ نهائي دوري الأبطال بعد فوزه على باريس سان جيرمان الفرنسي بهدف دون رد في ذهاب المربع الذهبي مساء أمس الأربعاء (الأول من مايو/ أيار 2024)، وفي حال بلوغه النهائي فإنه قد يضرب موعدا مع مواطنه بايرن ميونيخ في مواجهة ألمانية خالصة، حيث يلتقي النادي البافاري مع ريال مدريد الإسباني في المواجهة الأخرى بالمربع الذهبي.
وهناك فرصة كبيرة أيضا أمام ليفركوزن الذي توج بلقب البوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه، لحصد لقب الدوري الأوروبي حيث بلغ المربع الذهبي للبطولة القارية. وحال تتويج دورتموند باللقب القاري تزامنا مع إنهاء موسم البوندسليغا في المركز الخامس، فإن اينتراخت فرانكفورت سيكون الأقرب لإكمال عقد الفرق الألمانية المتأهلة لدوري الأبطال، في ظل احتلاله المركز السادس برصيد 45 نقطة.
حضور ألمانيا قوي في البطولات الأوروبية
وإذا لم يحقق دورتموند مبتغاه فإن صاحب المركز السادس سيشارك في الدوري الأوروبي رفقة الفائز بلقب كأس ألمانيا، إلا إذا فاز ليفركوزن على كايزرسلاوترن في نهائي الكأس، فحينها سيشارك صاحب المركز السابع في الدوري الأوروبي، وسيصعد صاحب المركز الثامن للمشاركة في الملحق الفاصل لدوري المؤتمر الأوروبي.
ويحتل فرايبورغ المركز السابع برصيد 40 نقطة بفارق نقطة واحدة عن اوغسبورغ وهوفنهايم، ويأتي هايدنهايم في المركز العاشر برصيد 37 نقطة بفارق الأهداف عن فيردر بريمن صاحب المركز الحادي عشر.
وتنطلق المرحلة الثانية والثلاثين للبوندسليغا غدا الجمعة بمباراة هوفنهايم مع لايبزيغ. ويلتقي بعد غد السبت بوروسيا دورتموند مع أوغسبورغ قبل المواجهة المرتقبة بينشتوتغارت وبايرن في إطار صراعهما على مركز الوصيف.
ويلتقي يوم السبت أيضا فيردر بريمن مع بوروسيا مونشنغلادباخ وفولفسبورغ مع دارمشتات وكولن مع فرايبورغ. ويلتقي يوم الأحد يونيون برلين مع بوخوم وفرانكفورت مع ليفركوزن وهايدنهايم مع ماينز.
وبعد هبوط دارمشتات رسميا للدرجة الثانية، اقترب كولن من اللحاق به باحتلاله المركز الثاني من القاع بفارق سبع نقاط عن منطقة الأمان قبل ثلاث جولات من نهاية الموسم. وهناك ثلاثة فرق على الأقل تتنافس على تجنب إنهاء الموسم في المركز الثالث من القاع الذي يؤهل صاحبه للمشاركة في ملحق الصعود والهبوط للبوندسليغا في مواجهة صاحب المركز الثالث بدوري الدرجة الثانية. ويحتل ماينز المركز الثالث من القاع برصيد 28 نقطة بفارق نقطتين عن يونيون برلين وبوخوم.
ع.ج/ ع.ج.م (د ب أ)
باير ليفركوزن - من الوصيف الدائم إلى بطل الدوري لأول مرة
لأول مرة في تاريخه، يتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولفترة طويلة، كان يُنظر إليه على أنه فريق الفشل في اللحظة الحاسمة؛ إذ أن لديه تاريخاً مليئاً بخسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance
الافتتاحية ضد بايرن ميونيخ
تأسس فريق ليفركوزن عام 1904 كناد رياضي للعاملين في "شركة فاربين فابريك" (شركة فريدريش باير ليفركوزن سابقاً)، والتي أصبحت فيما بعد شركة باير اليوم. بقي الفريق يلعب في مسابقات الدرجات الدنيا لفترة طويلة. وفي عام 1979، بصفته بطل دوري الدرجة الثانية الشمالي، صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وكانت مباراته الأولى في الدوري في أغسطس/آب 1979 في ملعب ميونيخ الأولمبي ضد بايرن (الصورة).
صورة من: Ludwig Hamberger/dpa/picture alliance
نجم من كوريا الجنوبية
أول نجم حقيقي في صفوف ليفركوزن في الدوري الألماني هو تشا بوم كون. انتقل المهاجم الكوري الجنوبي من آينتراخت فرانكفورت إلى ليفركوزن في عام 1983 وبقي معه لمدة ست سنوات، حتى أنهى مسيرته في ليفركوزن في عام 1989. في أيامه كان تشا بوم-كون هو نجم الجماهير المفضل وحقق الفريق معه لقبه الأول.
صورة من: Fritz Rust/picture alliance
كأس الاتحاد الأوروبي 1988
تمكن ليفركوزن من الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي من إسبانيول برشلونة في عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المباراة النهائية لا تزال تُلعب كمباراة إياب. خسر باير 3-0 في برشلونة، ولم تكن البداية مبشرة في لقاء الإياب. لكن في الشوط الثاني القوي سجل ليفركوزن ثلاثة أهداف وأدرك التعادل. ليذهب الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي فاز بها باير ليفركوزن 3-2، ليسجل الفريق أول لقب في مسيرته.
صورة من: Eissner/Kicker/IMAGO
كأس ألمانيا 1993
بعد خمس سنوات من نجاحهم في كأس الاتحاد الأوروبي، جاء اللقب الثاني، اللقب الذي توقفت عنده إنجازات ليفركوزن لسنوات طويلة. في نهائي كأس ألمانيا عام 1993، نجح الهداف أولف كيرستن ورفاقه بالفوز بصعوبة 1-0 على فريق الهواة حينها هيرتا برلين، الذي حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى النهائي. كان هذا النصر في برلين مبهجا لجماهير ليفركوزن، ولكنه بنفس الوقت بداية لمواسم جفاف طويلة.
صورة من: Liedel/Kicker/IMAGO
صانعو لقب "كوزن الوصيف"
كان ليفركوزن فريقاً متميزاً في نهاية التسعينات. تعاقد المدير الفني راينر كالموند (على اليمين) مع المدرب كريستوف داوم (على اليسار)، وتحت قيادته احتل باير المركز الثاني في الدوري الألماني ثلاث مرات (1997، 1999، 2000). فأطلق المنافسون اسم "Vizekusen" (كوزن الوصيف) على الفريق من باب السخرية، ولاحقاً حصلت الشركة التي يقع مقرها في ليفركوزن على براءة اختراع للاسم كعلامة تجارية.
صورة من: Roland Scheidemann/dpa/picture-alliance
خسارة لا تصدق للقب
في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الألماني في موسم 1999/2000، كان ليفركوزن يتقدم بثلاث نقاط على بايرن ميونيخ ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط في مباراته مع أونترهاخينغ، الصاعد حديثاً للدرجة الأولى، ليفوز باللقب. وقال المدرب كريستوف داوم قبل المباراة: "لم يعد أحد يستطيع إيقافنا بعد الآن"، لكن هدف ميشائيل بالاك (يسار) بالخطأ في مرماه أدى إلى الهزيمة 2-0. ليفوز بايرن باللقب، ويترك لليفركوزن الخيبة مجدداً.
صورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture alliance
تشكيلة متخمة بالنجوم .. ولكن لا ألقاب
كان ليفركوزن في ذلك الوقت مدججاً باللاعبين الكبار مثل الدولي الألماني بالاك، والبرازيليان لوسيو وزي روبرتو (من اليمين إلى اليسار). كما بدأ لاعبون برازيليون آخرون، مثل باولو سيرجيو وإيمرسون، مسيرتهم الدولية في باير. وقد فازوا جميعا بالعديد من البطولات والكؤوس في مسيرتهم الكرويةة، ولكن فقط بعد مغادرتهم ليفركوزن.
صورة من: Ulmer/IMAGO
الوصيف في ثلاث بطولات في موسم واحد
في صيف عام 2002، أصيب الفريق بأقصى حالات متلازمة "Vizekusen": أولا: ضاعت على الفريق، تحت قيادة المدرب كلاوس توبمولر (الثالث من اليسار)، بطولة الدوري الألماني في آخر أيام البطولة، وجاء في المركز الثاني. ثم خسر فريق ليفركوزن أيضاً في نهائي الكأس أمام شالكه. لكن أكبر مباراة في تاريخ النادي والفرصة الثالثة للفوز بأهم لقب كانت امام ريال مدريد.
صورة من: Contrast/IMAGO
خسارة بصعوبة أمال "سوبر ريال" مدريد في 2002
لكن أهم نهائي لباير كان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في غلاسكو ضد ريال مدريد. زين الدين زيدان (الصورة) يسجل هدف الفوز بتسديدة رائعة. كان أداء ليفركوزن محترماً لكنه حل في المركز الثاني مرة أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، حقق خمسة لاعبين ألمان من ليفركوزن وصافة كأس العالم ضد البرازيل، تحت قيادة المدرب الوطني رودي فولر، الذي لعب في السابق في ليفركوزن.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
خسارة مستحقة أمام بريمن في 2009
استغرق الأمر سبع سنوات حتى أتيحت لفريق ليفركوزن فرصة أخرى ليفوز بلقب. لكن باير ليفركوزن استحق الخسارة أمام فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا 2009. نتيجة 1-0 لبريمن كانت رحيمة على ليفركوزن قياساً على أدائه. هدف المباراة كان بتوقيع مسعود أوزيل. المدير الرياضي الحالي سيمون رولفس (الثالث من اليسار) كان أيضاً على أرض الملعب مع ليفركوزن في ذلك الوقت. وفي الصورة أيضاً الدولي التونسي كريم حقي.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
انطلاقة قياسية - ولكن الوصافة بالانتظار
في عام 2011 تمكن الفريق، تحت قيادة المدرب يوب هاينكس (على اليمين)، من الحصول على المركز الثاني مرة أخرى. حتى أن هاينكس وفريقه سجلوا رقماً قياسياً في بداية الدوري الألماني مع 24 مباراة دون هزيمة. ومع ذلك لم يتمكن باير من الفوز بلقب الدوري، الذي توج به بوروسيا دورتموند. بعدها وقع هاينكس ومساعده بيتر هيرمان (يسار) مع نادي بايرن ميونيخ، وفازا معه بالثلاثية في عام 2013.
صورة من: augenklick/firo Sportphoto/picture-alliance
ميونيخ بالمرصاد
كان نهائي الكأس موسم 2020 قاتماً من الألف إلى الياء بالنسبة لفريق باير. لم يحضر الجمهور المباراة في ملعب برلين الأولمبي نظراً لقيود كورونا. وبسبب ضعف الأداء في الشوط الأول، لم يكن لدى ليفركوزن أي فرصة أمام بايرن ميونيخ وخسر النهائي 2-4. ليستمر مسلسل انتظار اللقب الأول بعد عام 1993.
صورة من: Jürgen Fromme/firo Sportphoto/picture alliance
عقلية جديدة مع تشابي ألونسو
في عز الأزمة الرياضية، حقق المدير الرياضي سيمون رولفس (يسار) ومديرو باير الآخرون ضربة حظ حقيقية في خريف 2022: فبعد الانفصال عن المدرب جيراردو سيواني، تولى تشابي ألونسو (يمين) قيادة الفريق. ليقودهم من المركز 17 إلى المركز السادس في الدوري، وإلى الدور نصف النهائي في مسابقة الدوري الأوروبي. وقبل كل شيء، فهو يطور عقلية الفوز الحقيقية لدى اللاعبين.
صورة من: Thomas Banneyer/dpa/picture alliance
وأخيراً.... ختامها مسك
وفي الموسم الحالي لم يسمح ألونسو وطاقمه بحدوث أي خطأ: لم يهزم الفريق بأي مباراة. في بعض المباريات حققوا الفوز في الثانية الأخيرة وأصبحوا أبطالاً بجدارة. ماذا سيفعلون الآن بلقبهم القديم "كوزن الوصيف"؟ هل سيصبح لقبهم "تشابي كوزن" أم "مايستر كوزن" (كوزن البطل)؟ وربما يكون هناك المزيد من الألقاب هذا الموسم: حيث لا يزال لدى باير 04 أيضاً فرصة للفوز بكأس ألمانيا وبالدوري الأوروبي.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance