بون: مؤتمر المناخ العالمي يختتم أعماله بنجاح "ضئيل"
١٨ نوفمبر ٢٠١٧
استطاع مؤتمر المناخ العالمي الذي انعقد في مدينة بون تحقيق بعض النجاحات، لا سيما بعد اتفاق الدول المشاركة على تمويل صندوق خاص لمواجهة التغييرات المناخية. وستستضيف مدينة كاتوفيتسه البولندية مؤتمر المناخ المقبل عام 2018.
إعلان
أحرز مؤتمر المناخ العالمي، الذي احتضنته مدينة بون الألمانية، خطوة جديدة للأمام في طريق تطبيق اتفاقية باريس لحماية المناخ. وعقب مشاورات طويلة ليلة أمس الجمعة جرى أغلبها في اجتماعات مغلقة، توصلت 195 دولة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) إلى اتفاق في قضايا مالية مهمة، من بينها تمويل صندوق الأمم المتحدة كي تستطيع الدول النامية مواجهة عواقب تغير المناخ.
وقال يان كوفالتسيش، من منظمة "أوكسفام" الدولية: "نشعر بالارتياح إزاء رضوخ الدول الصناعية في هذه القضية. الصندوق مهم للغاية للدول الفقيرة لحمايتها من الجفاف أو الفيضانات أو الكوارث المناخية". وكان من المقرر أن يختتم المؤتمر فعالياته أمس الجمعة، إلا أنه واصل الانعقاد حتى صباح اليوم في محاولة لحسم أهم القضايا المطروحة في المؤتمر.
وأصدرت وفود الدول المشاركة في المؤتمر، خلال فعالياته مجموعة شاملة من المسودات، التي من المنتظر أن ينبثق منها قواعد تطبيق اتفاقية باريس لحماية المناخ، وهو أمر بالغ الأهمية لوضع معيار موحد لقياس الانبعاثات الكربونية للدول. ويتمثل الهدف الرئيس من الاجتماع في إعطاء قوة دفع جديدة لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ لعام 2015 والمعني بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعدما اتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق التاريخي.
وأعلنت وزيرة البيئة الألمانية باربرا هندريكس أن المؤتمر حقق نجاحا. وقالت إن الدول المشاركة في فيه أعدت قواعد لتطبيق اتفاق باريس بما فيها كيفية قياس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتسجيلها في المستقبل. ومن المنتظر إقرار هذه القواعد خلال مؤتمر المناخ المقبل المقرر عقده نهاية عام 2018 في مدينة كاتوفيتسه البولندية.
ومن النجاحات، التي أحرزها المؤتمر أيضا، إدراج برنامج عمل مشترك بشأن الزراعة وتغير المناخ في الأجندة السياسية. فمن ناحية تعتبر الزراعة من أكثر المجالات تضررا من تغير المناخ، ما يعني أنها بحاجة إلى إجراءات تأقلم مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، كما أنها مسؤولة من ناحية أخرى عن جزء كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
واستضافت ألمانيا مؤتمر بون بالمشاركة مع دولة فيجي وهي جزيرة بالمحيط الهادي. وإلى جانب جزر كيريباتي وتوفالو ومارشال، تواجه فيجي تهديدا يمثل خطرا على وجودها جراء الاحتباس الحراري مع ارتفاع مستويات مياه المحيط .
ع.أ.ج/ أ.ح (د ب أ)
من وحي مؤتمر "كوب23" ـ الفن في مواجهة التغير المناخي
أنشطة متنوعة يشهدها مؤتمر المناخ العالمي "كوب 23" بمدينة بون الألمانية. الفنانون بدورهم لفتوا الأنظار بأعمال متنوعة سَلطت الضوء على مواضيع هامة كالحفاظ على الغابات واستخدام الطاقة المتجددة وحماية الدبب القطبية...
صورة من: DW/A. Kumar
في الجلسة الافتتاحية قال فرانك باينيماراما رئيس وزراء جزر فيجي، وهي الدولة المنظمة للمؤتمر، "علينا أن نُبحر معاً ونعمل جميعنا يداً بيد كي نُحقق كل أهدافنا". ولعل هذا الزورق التقليدي لجزر فيجي يُذكر الوفود بالمشاعر التي تجمعهم معاً.
صورة من: DW/H. Kaschel
تعني التالانوا: عملية الحوار الشامل التشاركي الشفاف الذي يهدف إلى خلق شكل من أشكال التعاطف للتوصل إلى تبني قرار من أجل الصالح العام. وقد قال رئيس وزراء جزر فيجي: "نود أن نُجري حواراً تسوده روح التفاهم والإحترام". تميز جناح جزر فيجي بالأثاث والنباتات التقليدية لجزر فيجي لتشجيع الزوار على الإحساس بشعور سكان الجزر التي تقع في المحيط الهادي.
صورة من: DW/P. Große
Global crochet
الدول النامية هي الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، ويأمل المشاركون في المؤتمر الذبين يمثلون مختلف دول العالم أن يتوصلوا إلى وضع قواعد تهدف إلى حماية كوكب الأرض من العواقب المدمرة للإحترار الذي يتعرض له كوكب الأرض. هذه الخيمة التقليدية التي نُصبت في حديقة ريناو في مكان إنعقاد المؤتمر، وقد حيكت من مئات القطع التي قام بنسجها مئات الاشخاص الذين ينتمون إلى مختلف بلدان العالم.
صورة من: DW/P. Große
مصير مُحْزِن للدببة القطبية، فالحيوانات أيضا تُعاني من ظاهرة التغير المناخي. الجفاف والفيضانات والعواصف تدمر البيئة الطبيعية للحيوانات أيضاً، والمثال الأكثر تعبيراً على ذلك كله هو المصير المُحْزِن للدببة القطبية نتيجة لظاهرة الإحترار العالمي وذوبان الجليد الذي يُشكل البيئة الطبيعية للدببة القطبية. مُجسم لدب قطبي يُعْرض ضمن فعاليات المؤتمر
صورة من: DW/P. Große
للغابات أهمية كبيرة في المحافظة على النظام البيئي وإمتصاص ملايين الأطنان المترية المكعبة من غاز ثاني أوكسي الكربون من الغلاف الجوي. وقد جلب النشطاء من جمعية حماية الغابات الألمانية هذا العمل الفني إلى مكان إنعقاد المؤتمر في مدينة بون.
صورة من: DW/P. Große
The world in peril
يهدف إتفاق باريس للتغير المناخي إلى المحافظة على مستوى الإحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين، وبالفعل يعاني العالم حالياً من من عواقب وآثار وظواهر التغير المناخي مثل الجفاف والفيضانات، وبإستطاعة زوار المؤتمر في مدينة بون الإطلاع على كيفية تأثير التغير المناخي على مجريات حياتهم اليومية. وقد أعدت وزارة التنمية الألمانية مشروعاً بإرتفاع عشرين متراً يُمَثل التغير المناخي في العالم.
صورة من: DW/P. Große
من المفترض على المدى الطويل أن يحلَ إستخدام الطاقة المتجددة محل الوقود الإحفوري. بعد الصين والولايات المتحدة تأتي الهند في مرتبة أكبر ثالث دولة في العالم تتسبب بتلويث البيئة وفي الوقت الذي تُعلن فيه الولايات المتحدة الأمريكية إنسحابها من إتفاق باريس للتغير المناخي تُعلن الصين والهند مضاعفة جهودهما للحد من الإنبعاثات الحرارية، وتعبر الهند عن طموحها ضمن هذا التوجه عن طريق جناحها في المعرض الوطني.
صورة من: DW/P. Große
ناشد نشطاء المناخ والبيئة قبل وأثناء إنعقاد المؤتمر التخلي السريع عن إستخدام الفحم. وقد كان الكثير منهم يحتجون قبل وأثناء إنعقاد مؤتمر التغير المناخي ويطالبون بوضع حد للإعتماد على الوقود الإحفوري. وقد تظاهر عدد كبير من النشطاء وساروا في شوارع مدينة بون وحملوا اللافتات التي تعبر عن سخطهم وإحتجاجهم .
صورة من: DW/P. Große
في إحدى مظاهرات الإحتجاج التي سبقت إنعقاد مؤتمر التغير المناخي إرتدى المتظاهرون ملابس الدمى والأقنعة في محاولة لتجسيد شخصية دونالد ترامب، رئيس الدولة الوحيدة التي خرجت من إتفاق باريس للتغير المناخي، ومن المتوقع أن يُضرَ هذه القرار بالدببة القطبية الحقيقة وليس من يرتدون هذه الأزياء.
باتريك غروسه/ غالية داغستاني