اختتمت محادثات السلام السورية في أستانا بصدور بيان ختامي مقتضب ركز على ضرورة تعزيز وتثبيت آليات وقف إطلاق النار، لكن دون أن يتطرق إلى التفاصيل.
إعلان
اتفقت روسيا وتركيا وإيران، الدول الراعية لمحادثات السلام حول سوريا في استانا اليوم (الثلاثاء 24 يناير/ كانون الثاني2018) على إنشاء آلية لتطبيق ومراقبة وقف إطلاق النار في سوريا في ختام يومين من المحادثات بين وفدي النظام والفصائل المعارضة.
وأكد البيان الذي تلاه وزير خارجية كازاخاستان خيرت عبد الرحمنوف على الدعوة لحوار مباشر بين الحكومة والمعارضة السورية تحت إشراف الأمم المتحدة في جنيف.
وحثت تركيا وإيران وسوريا المجتمع الدولي على دعم العملية السياسية من أجل سرعة تنفيذ كل الخطوات المتفق عليها في قرار مجلس الأمن 2254، مع الإعلان عن تشكيل "آلية ثلاثية" تركية-إيرانية-روسية لمراقبة وقف إطلاق النار.
وتطرق البيان أيضا إلى سوريا كدولة "موحدة غير طائفية ومتعددة" وعلى ضرورة مواصلة العملية السياسية دون إعاقات، كما شدد البيان على ضرورة مشاركة الجماعات المسلحة في مؤتمر جنيف، مع التفرقة بينها وبين الجماعات "الإرهابية" بما في ذلك جبهة "النصرة" و"الدولة الإسلامية".
في المقابل، صرح المعارض السوري جهاد مقدسي بأن المعارضة، وتشمل مجموعات موسكو والقاهرة والرياض، تلقت دعوة للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الجمعة القادمة.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مقدسي، الذي يقود مجموعة القاهرة، أن مجموعته لم تتلق بعد دعوة رسمية لحضور محادثات جنيف.
من جهته، أكد محمد علوش ممثل المعارضة السورية في محادثات أستانة أن المعارضة المسلحة ملتزمة بوقف إطلاق النار. ودعا في بيان صحفي، بعد انتهاء المحادثات، الدول الضامنة، إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد الجهات غير الملتزمة. وأوضح أن "المحادثات كان هدفها التركيز على تثبيت وقت إطلاق النار بعد الخروقات الواسعة من قبل قوات (الرئيس بشار) الأسد وإيران والميليشيات الشيعية". وأكد أن المعارضة "لن تترك فرصة لوقف معاناة الشعب السوري وإلا ستستثمرها". وأضاف أن روسيا "انتقلت من كونها طرفا في القتال إلى محاولة أن تكون طرفا ضامنا في مواجهة تعنت إيران ونظام الأسد".
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز)
صور تجسد معاناة سكان دمشق من قطع المياه
قطع المياه عن مدنية دمشق يكاد يتسبب بكارثة إنسانية. المعارك المتواصلة بالقرب من نبع الفيجة، الذي يمد العاصمة السورية بمعظم حاجتها من مياه الشرب، تهدد باستمرار المعاناة التي نرصد بعضا من جوانبها في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Y. Badawi
بعد أن تم التوصل إلى اتفاق، برعاية روسية-تركية، لوقف إطلاق النار بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة، استمر تقدم قوات النظام في منطقة وادي بردى. نتيجة المعارك هناك توقفت امدادات المياه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
وعزت الأمم المتحدة قطع إمدادات "المصدرين الرئيسيين لمياه الشرب، وهما نبع وادي بردى وعين الفيجة، اللذين يوفران المياه النظيفة والآمنة لسبعين في المئة من السكان في دمشق وما حولها" إلى "استهداف متعمد للبنية التحتية أدى إلى تدميرها".
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
نقص الماء اضطر سكان العاصمة للاعتماد على الأدوات البلاستيكية والصهاريج. عشرات المواطنين بينهم أطفال يصطفون في طوابير طويلة بانتظار وصول صهاريج المياه لملئ عبوات بحوزتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
وفي مواجهة الأزمة، عمدت محافظة دمشق إلى تقنين توزيع المياه على أحياء المدينة، وبالإضافة إلى استخدام مياه الآبار ترسل يوميا الصهاريج بشكل دوري إلى الأحياء لتأمين الحد الأدنى للسكان. وتقوم مؤسسة المياه بنشر لائحة للأحياء التي سيتم توزيع المياه عليها.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Y. Badawi
ويقول مراسل فرانس برس في دمشق إن المياه أحيانا لا تصل إلى المنازل إلا لساعة أو ساعتين كل ثلاثة أيام، موضحا أن مياه الآبار صالحة فقط للغسيل وليس للشرب ما يجبر السكان على غلي المياه قبل استخدامها.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doumany
وفيما يتمتع أطفال العالم بوقتهم في المدرسة أو اللعب، يعاني أطفال سوريا من الحرب عموما، وهنا من انقطاع المياه. ويضطرون غالبا للمساهمة في نقل المياه لعائلاتهم من مسافات بعيدة.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Doumy
هذا الطفل يقوم أيضا، بنقل المياه لعائلته، فكل عبوة مياه مهما كانت صغيرة تعتبر كنزا ثمينا. فمياه الشرب ارتفعت أسعارها ووصلت لأرقام فلكية، مع الانقطاع المتواصل لها منذ عدة أيام.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Y. Badawi
من يحصل على زجاجات مياه معدنية في دمشق هذه الأيام، كمن يحصل على جائزة قيمة. الصورة تغني عن التعبير.
إعداد: ف.ي/وكالات