"بيتر الأسود" مساعد بابا نويل - شخصية مثيرة للجدل في هولندا
٦ ديسمبر ٢٠٢٢
في هولندا، يعد يوم الاحتفال ببابا نويل (6 ديسمبر)، أهم من الاحتفال بعيد الميلاد، ولكن بات الاهتمام والجدل يتركز مؤخرا على أحد مراففيه؛أي على "بيتر الأسود". وصار السؤال يطرح: أين هو الحد الفاصل بين التقاليد والعنصرية؟
إعلان
قد يأتي راكبا عربته التي تجرها الأحصنة أو على متن قارب، أو حتى هابطا من السماء على متن منطاد – هكذا يأتي بابا نويل (سانتا كلوز) في هولندا، ليحييه ملايين الأطفال على أرصفة الطرقات. ولكن بابا نويل لا يأتي إلى الاستعراض السنوي وحيدا، وإنما مع مساعديه، الذي يعرفون باسم "بيتر الأسود".
في مدينة أمستردام لوحدها هناك المئات منهم يوزعون على الأطفال الحلوى التقليدية، ويرقصون، ويحتفلون معهم ويسلونهم بحركات بهلوانية.
تستمر هذه الاحتفالات لأيام، وفي ليلة السادس من ديسمبر/كانون الأول، يضعون الهدايا للأطفال (غالبا في الأحذية) وفق التقليد المتبع منذ قرون. وفي هولندا هناك اهتمام كبير بهذا التقليد، ولهم برنامج إخباري خاص بهم.
ويجب على من يؤدون دور المساعد "بيتر الأسود" أن يتقمصوا الشخصية بحذافيرها، فيصبغون وجوههم باللون الأسود، وغالبا ما يرتدون شعرا مستعارا مجعدا، وأحيانا يدهنون شفاههم بصبغة حتى تبدو الشفاه غليطة بشكل مبالغ فيه. وفي الماضي كانوا يرتدون في الأذن حلقات ذهبية كبيرة.
وداخل مجتمع ذوي البشرة الداكنة في هولندا هناك تحرك ضد هذا التقليد، وهناك من يطالب بإنهاء تقليد "بيتر الأسود"، كالممثلة غيردا هافيرتونغ، التي شاركت في الثنمانينات في إحدى حلقات المسلسل الشهير للأطفال "شارع سمسم". وتقول هافيرتونغ: "لقد سئمت من مناداتي طوال الوقت ببيتر الأسود". ولكن لم يستمع لها أحد في الثمانينات.
ولكن خلال العقد الماضي ومع انتشا رالهواتف التي تصور كل شيء، ووسائل التواصل الاجتماعي، استطاع الجيل الجديد من الهولنديين ذوي البشرة الداكنة أن يعبر عن رفضه لذلك وصار النقاش جديا في المجتمع حول هذا الموضوع.
وتعرض بعض الناشطين ضد هذا التقليد للتهديد. ومؤخرا في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وخلال الموكب السنوي لبابا نويل مع مساعديه المتنكرين بشخصية "بيتر الأسود"، خرجت مظاهرة شارك فيها ناشطون هولنديون من مختلف الأطياف، للمطالبة بالتوقف عن استخدام شخصية "بيتر الأسود" في هذا التلقيد السنوي. ولكن الناسطين تعرضوا للضرب بالبيض من المساعدين، الذي اعتدوا كذلك على السيارات.
وفي الماضي تلقى بعض الناشطين تهديدات بالقتل.
تغير في نظرة المجتمع
ولكن هذا النشاط الذي حدث خلال السنوات الأخيرة، غير كثيرا في الرأي العام، ففي استطلاع أجري في عام 2011، أيد 90 بالمئة من المستطلعة آراؤهم الإبقاء على شخصية بيتر الأسود كما هي. أما اليوم فيرى نصف الهولنديين أنهم يجب تعديل هذه الشخصية بشكل لا يحمل أي إساءة.
وحتى رئيس الوزراء الهولندي صرح، خلال المظاهرات الاحتجاجية على مقتل جورج فلويد، بأنه غير رأيه حول شخصية "بيتر الأسود" وبأنه، وإن كان لن يحظر هذه الشخصية، إلا أنه يعتقد أنها ستختفي لوحدها في غضون سنوات.
للأطفال الطيبين ... بابا نويل يزوركم الليلة
لقرون عديدة كانت مهمته مقدسة، ففي السادس من كانون الأول/ ديسمبر، يأتي القديس نيكولاس إلى أوروبا ليقدم الهدايا لكل الأطفال الطيبين. لا يصعب عليه الوصول حتى إلى الأماكن البعيدة، فقد نجح بالتواجد في كل مكان في نفس الوقت.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-J. Hildebrandt
رمز لعيد الميلاد
كان القديس نيكولاس أُسقفاً من القرن الرابع عاش في "ميرا" بتركيا حالياً. تقول الأسطورة إنه قد ولد لعائلة ثرية، فوهب ثروته كاملة للفقراء. الأمر الذي رفعه إلى مكانة بارزة بين القديسين وبات رمزاً لموسم عيد الميلاد بعد ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schrader
سباق بابا نويل
استخدمت شخصية القديس نيكولاس من قبل شركة كوكا كولا للمشروبات الغازية بالولايات المتحدة عام 1931 للترويج عن مشروبها في فصل الشتاء، مرتدياً الزي الأحمر بزركشة بيضاء، التصميم الذي أصبح معتمداً لتجسيد شخصية الأب نيكولاس. في الوقت الحالي، يجب أن تكون هذه الملابس مريحة بما يكفي لتتناسب مع الأنشطة الرياضية، مثل سباق "بابا نويل" في ميشندورف بولاية براندنبورغ الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
البرودة المنعشة
في المؤتمر العالمي السنوي لأب عيد الميلاد أو "بابا نويل" في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، استعد مئات الرجال بالإضافة إلى أعداد كبيرة من النساء من 15 دولة مؤخراً لموسم الأعياد المزدحم. وفي هذه الحالة قد يساعد النزول في المياه الباردة بالانتعاش والتزود بالطاقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Refner
تحت الماء
في يومنا هذا، يقوم "بابا نويل" أيضاً بمهام خاصة إضافية - مثل تقديم الطعام للأسماك في حوض السمك الذي تبلغ سعته 250 ألف لتر في متنزه بولاية شلسفيغ هولشتاين الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Rehder
حلويات بابا نويل
صنعت شوكولاته على شكل "بابا نويل" للمرة الأولى يدوياً في عام 1820. في هذه الأيام، تصنع في قوالب وغالباً ما تكون مجوفة من الداخل. تنتج ألمانيا حوالي 150 مليون من شوكولا "بابا نويل" سنوياً.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
المساعد المرعب
في العديد من المناطق الكاثوليكية، يرافق بابا نويل خادمه الذي يعرف بألمانيا باسم "الخادم روبرشت"، الذي يهدد الأطفال الأشقياء بمعاقبتهم. تدعى هذه الشخصية في فرنسا (بيير فوتار) وفي هولندا (بيت الأسود) وفي سويسرا (شموتسلي). أما في النمسا وجنوب ألمانيا فتعرف باسم "كرامبوس".
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
موكب بابا نويل
تقام في جنوب ألمانيا مسيرة يتنقل فيها القديس نيكولاس بين المنازل لطرد الأرواح الشريرة، تتبعه مخلوقات برية مكسوة بالفراء والقش بالإضافة إلى الأجراس. دمجت هذه الطقوس الوثنية لاحقاً بالتقاليد المسيحية وباتت مشهداً شعبياً في الخامس والسادس من ديسمبر/ كانون الأول.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nikelski
تنقل مريح
بابا نويل لا يمانع من استخدام وسائل النقل المختلفة، فتارة يقود الدراجة في ألمانيا، في حين يتنقل في عربة تجرها حيوانات الرنة في فنلندا، أو حتى على ظهور الجمال في مصر. وبفضل لحيته البيضاء وزيه الأحمر حظي بشعبية كبيرة في البلدان الإسلامية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Tödt
يتجاوز السرعة
كان بابا نويل في عجلة من أمره عندما التقطت كاميرا مراقبة السرعة هذه الصورة له بصحبة سائقه، إذ كانت السيارة قد تجاوزت حدود السرعة المسموح بها "50 كم في الساعة ". وتفهماً لضيق وقته، فقد أطلقت الشرطة سراحه بتحذير فقط دون دفع غرامة مالية كبيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحلق عالياً
كيف تمكن بابا نويل أو القديس نيكولاس التواجد في أماكن مختلفة من العالم في الوقت نفسه؟ ستظل الإجابة عن هذا السؤال لغزاً. غير أن الأمر المؤكد بأنه سيعود مجدداً في السنة القادمة محلقاً في السماء كما نشاهده في هذه الصورة فوق بحيرة جنيف. إيل سيمون/ ريم ضوا.