بيربوك: الموت في البحر المتوسط هو جرح أوروبا المفتوح
٢٠ مارس ٢٠٢٣
شكت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من الخلافات المستمرة بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن سياسة الهجرة. وتتجادل دول الاتحاد حول سياسة الهجرة الخاصة بها منذ سنوات. ويدور الخلاف في جوهره حول كيفية توزيع اللاجئين.
إعلان
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين (20 مارس/ آذار 2023): "الموت في البحر المتوسطهو جرح أوروبا المفتوح، لأننا لم ننجح في التوصل إلى سياسة مشتركة بشأن الهجرة واللاجئين".
وتابعت بيربوك "على الرغم من صعوبة ذلك، يجب علينا العمل الجاد للتوصل إلى موقف مشترك. يجب ألا نتخلى عن الدول الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، سواء في التعامل مع الأشخاص الذين تم إنقاذهم من الغرق في البحر، أو مع الأشخاص الذين وصلوا إلى الحدود الخارجية لكنهم لا يحق لهم اللجوء ويجب إعادتهم".
وردا على سؤال حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مهمة إنقاذ بحرية أخرى لمنع غرق عشرات الأشخاص في البحر المتوسط مثلما حدث مؤخرا قبالة السواحل الإيطالية، قالت بيربوك: "نحن بحاجة إلى مسؤولية مشتركة ونحتاج إلى تعزيز التضامن. لذلك أعتقد أنه من المهم للغاية وجود خدمة إنقاذ بحرية أوروبية".
وفي اتفاق الائتلاف الحاكم في ألمانيا، اتفق حزب الخضر - المنتمية إليه بيربوك - والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر على أنهم سيعملون من أجل إطلاق مهمة إنقاذ في البحر المتوسط بالتنسيق بين الدول الأوروبية، ودعوا إلى "توزيع عادل للمسؤولية بين الدول المطلة على البحر المتوسط في مهمة الإنقاذ البحري" ونقل الأشخاص إلى أماكن آمنة بعد الإنقاذ.
وتتجادل دول الاتحاد الأوروبي حول سياسة الهجرة الخاصة بها منذ سنوات. ويدور الخلاف في جوهره حول كيفية توزيع الأشخاص الذين يلتمسون الحماية في الاتحاد الأوروبي أو قبولهم من الأساس. ونظرا لعدم إحراز تقدم نحو التوصل لاتفاق، فقد ركزت الدول مؤخرا بشكل أساسي على تحسين حماية الحدود والتعاون مع البلدان خارج الاتحاد. وتنشر منظمات مدنية - من ألمانيا أيضا - سفنا في البحر المتوسط لسنوات لاستقبال المهاجرين واللاجئين على متنها.
ع.ش، ح.ز (د ب أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو