بيربوك تأمل باتفاق أوروبي سريع لحماية الملاحة بالبحر الأحمر
١٤ يناير ٢٠٢٤
فيما نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات على مواقع الحوثيين في اليمن، يجري الاتحاد الأوروبي مشاورات لتنفيذ مهمة تابعة له لحماية الملاحة في البحر الأحمر. ووزيرة الخارجية الألمانية تأمل في التوصل لاتفاق سريع بهذا الشأن.
إعلان
خلال الزيارة الافتتاحية لوزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه لبرلين، قالت رئيسة الدبلوماسية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الأحد (14 يناير/ كانون الثاني 2024) إن المفاوضات بشأن تفويض الاتحاد الأوروبي تجري بأقصى سرعة، "ونأمل بشدة أن نتمكن من التوصل إلى نتيجة بهذا في أسرع وقت ممكن."
ورأت بيربوك أن هجمات الحوثيين أدت إلى إحداث تأثيرات كبيرة على حركة الملاحة مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية أوضحت أن المهمة البحرية في البحر الأحمر "مهمة ومحورية"، وأتمت: "المهم أن يضطلع الاتحاد الأوروبي بدور".
ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شن الحوثيون هجمات متكررة على إسرائيل وعلى سفن في البحر الأحمر. وتتجنب شركات الملاحة الكبرى على نحو متزايد المرور عبر البحر الأحمر بسبب هذه الهجمات.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بقصف أهداف في اليمن، وذلك بدعم من هولندا وكندا وأستراليا والبحرين.
وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر إن الحكومة الألمانية تعمل على أن يكون هناك تفويض لمهمة مشتركة، لكنها رفضت الكشف بالضبط عن كيفية مشاركة القوات المسلحة الألمانية في هذا السياق.
من جانبه، قال سيجورنيه إن الهجمات تشكل تهديداً جدياً بالنسبة للتجارة الدولية وحياة البشر، مضيفاً أن فرنسا تدين هذه الهجمات بشدة وتطالب بوقفها. كما شدد على أن فرنسا تعمل بالفعل منذ أعوام من أجل ضمان الأمان البحري في البحر الأحمر.
وأعلنت بيربوك وسيجورنيه أيضاً أنهما يعتزمان تعزيز "مثلث فايمار" - وهو نمط للتعاون بين ألمانيا وفرنسا وبولندا.
وكانت بولندا شهدت تغييراً في الحكومة باتجاه حكومة وسط يسارية بقيادة رئيس الوزراء الجديد دونالد تاسك.
وقال سيجونيه إنه يعتزم تقديم مجموعة متنوعة من المبادرات لتعزيز التعاون في مثلث فايمار خلال اجتماعه في وارسو غداً الاثنين. وأشار إلى أنه يمكن أن تشمل هذه المبادرات الرحلات المشتركة، ولكنه لم يقدم تفاصيل أكثر من ذلك.
وأكدت بيربوك أهمية الصداقة الألمانية-الفرنسية. كما هو الحال في العلاقات الأخرى، لكنها لفتت إلى استمرار وجود تباينات كما هو المعتاد في العلاقات الأخرى، لكنها لفتت إلى أن ما يميز العلاقات القوية هو أنه يتم التحدث علناً عن هذه التباينات وإيجاد حل مشترك.
وقال سيجونيه موجهاً كلامه إلى وزيرة الخارجية الألمانية: "كان المهم بالنسبة لي في هذا المحادثة الأولى معك هو أن أشير إلى أن التنسيق الألماني-الفرنسي صار له أهمية أكبر من أي وقت مضى."
وكانت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ماري-أغنيس شتراك-تسيمرمان قالت إن من المتوقع أن تشارك ألمانيا في مهمة بحرية للاتحاد الأوروبي لحماية الملاحة في البحر الأحمر سيقرها وزراء خارجية دول التكتل هذا الشهر.
وأضافت اليوم الأحد أن هدف المهمة سيكون قيام فرقاطات من الاتحاد الأوروبي بتأمين السفن التجارية التي تمر عبر المضيق، قائلة "هذا هجوم على التجارة الحرة ويجب مواجهته".
وذكرت صحيفة فيلت أم زونتاغ في وقت سابق أن الفرقاطة الألمانية هيسن ستبحر صوب البحر الأحمر في الأول من فبراير/ شباط.
ويتعين أن يوافق البرلمان الألماني "البوندستاغ" أولاً على أي انتشار للقوات المسلحة في الخارج.
خ.س/ أ.ح (د ب أ، رويترز)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.