قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الهجمات الصاروخية الإيرانية عبر الحدود العراقية غير مقبولة وتعرض الناس والاستقرار الإقليمي للخطر.

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية قد وصلت اليوم الثلاثاء (السابع من مارس/آذار 2023) إلى العراق في زيارة تستغرق أربعة أيام.

وأضافت خلال مؤتمر صحفي "لا تنم هجمات النظام الإيراني الصاروخية عن قمعه الطائش والوحشي لشعبه فحسب بل وتعرض حياة الناس واستقرار المنطقة بأكملها للخطر من أجل التشبث بالسلطة. هذا أمر غير مقبول ويشكل خطراً على المنطقة بالكامل".

تشجيع الشركات الألمانية على العمل بالعراق

من جانبه، صرح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بلاده تعمل على تشجيع الشركات الألمانية على العمل في العراق فضلاً عن السعي المستمر لتطوير العلاقات الثنائية بين  البلدين.

وقال الوزير العراقي عقب جلسة مباحثات ثنائية مع بيربوك في مقر وزارة الخارجية: "ناقشنا العلاقات بين البلدين ونعمل على تطوير العلاقات مع ألمانيا في مختلف المجالات وتم بحث مجالات التعاون الاقتصادي والتعليمي والطاقة".

وأضاف أن العراق يقدم الشكر إلى ألمانيا لدعمها بغداد في الحرب ضد داعش وقد لعب السلاح الألماني دوراً في كسر شوكت هجمات داعش، حيث كان انتصار العراق في الحرب ضد داعش انتصاراً لجميع الشعوب .

وتابع "كما نشكر ألمانيا لدعمها المستمر للعراق في مجال إعادة إعمار المدن المحررة وخاصة مدينة الموصل ومحافظة نينوى كما نشكر البرلمان الالماني على الموقف المشرف تجاه مكون الايزيديين وما تعرض له من إبادة جماعية".

واستطرد "تم بحث ملف المهاجرين العراقيين غير الشرعيين  المتواجدين بصورة غير قانونية في ألمانيا، كما أن العراق وألمانيا يدعوان إلى وقف  إطلاق النار والحرب الكونية بين روسيا وأوكرانيا وأن ألمانيا تستطيع لعب دور في هذا الاتجاه ". وأوضح أن المباحثات "تناولت التحديات المناخية في العراق وإمكانية  قيام ألمانيا بدعم العراق في هذا الاتجاه". 

مخاوف من عواقب عدم استقرار العراق

ومن المقرر أن تلتقي الوزيرة الألمانية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وفي المساء تعتزم بيربوك التوجه إلى أربيل، عاصمة مناطق الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق.

وقالت بيربوك لدى وصولها إلى بغداد إن العراق يظل عاملاً رئيسياً لاستقرار المنطقة، متعهدة بمواصلة ألمانيا العمل من أجل مستقبل سلمي للبلاد، محذرة من أنه "إذا أدى إرهاب جديد أو النفوذ الإيراني أو تدمير أسس الحياة بسبب أزمة المياه إلى أعمال عنف وانقسام سياسي هنا مرة أخرى، فإن العواقب ستضرب دول الجوار بشكل كبير"، مؤكدة في المقابل أنه إذا نجح العراق في تحقيق الاستقرار والتنمية في الديمقراطية والتنوع على المدى الطويل، فقد يصبح نموذجاً يحتذى به في المنطقة.

وذكرت بيربوك أن ألمانيا دعمت لذلك العراق منذ عام 2014 بأكثر من 3.4 مليار يورو في المجال المدني وحده، مضيفة أن بلادها تواصل بالتعاون مع العراق والشركاء الدوليين الضغط في ملاحقة ميليشيات داعش الإرهابية، مشيرة إلى أنها تعتزم لقاء جنود ألمان لتكوين فكرة عن مهمة القوات الألمانية في العراق.

مزيد من اللقاءات مع مسؤولين عراقيين

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني يقوم في أربيل بتدريب قوات الأمن الكردية في القتال ضد داعش. ومركز مهمة التدريب الألمانية هو "كامب ستيفان" متعدد الجنسيات الذي يديره الجيش الألماني.

وتعتزم بيربوك لقاء رئيس وزراء مناطق الحكم الذاتي الكردية، مسرور بارزاني في أربيل غداً الأربعاء. ومن المخطط أيضاً عقد اجتماع مع رئيس مناطق الحكم الذاتي الكردية، نيجيرفان بارزاني، في وقت لاحق هناك. كما يتضمن البرنامج زيارة إلى مخيم للنازحين الذين طردهم تنظيم داعش من ديارهم منذ عام 2014. وتعتزم بيربوك معرفة المزيد عن جرائم داعش في أحد مراكز التوثيق، ثم تعود إلى برلين يوم الجمعة المقبل.

وأعادت بيربوك للأذهان كيف أن مليشيات داعش الإرهابية في شمال العراق قتلت أمام أعين العالم آلاف الرجال والفتيان واختطفت واستعبدت النساء والأطفال، وقالت: "لأن المجتمع الدولي لم يمنع هذه الإبادة الجماعية، فإننا نتحمل قدراً أكبر من المسؤولية عن التحقيق في هذه الجرائم وأن يعيش الناجون العدالة"، موضحة أنها لذلك ستتحدث إلى لجنة التحقيق المختصة التابعة للأمم المتحدة، وستتفقد مشاريع إعادة الإعمار وستتعرف على أوضاع الأشخاص النازحين داخلياً، وقالت: "من واجبنا ومسؤوليتنا عدم ترك الناجين وحدهم".

ع.ح./ع.ش. (رويترز، د ب أ)