بيربوك تحذر من تبعات كبيرة للحرب بين إسرائيل وحزب الله
٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤
في ضوء الحرب بين إسرائيل وميليشيا حزب الله في لبنان، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من عواقب بعيدة المدى على الشرق الأوسط، ودعت إلى تعزيز العمل الدبلوماسي للتوصل إلى حل في لبنان.
إعلان
خلال زيارة للعاصمة اللبنانية بيروت اليوم الأربعاء (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2024)، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "إن زعزعة الاستقرار الكامل في البلاد، سيكون قاتلا للمجتمع الأكثر تنوعا دينيا بين جميع دول الشرق الأوسط وأيضا للمنطقة بأكملها". وأضافت أن "إسرائيل نجحت في الأسابيع القليلة الماضية في إضعاف حزب الله بشكل كبير".
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
ودعت بيربوك للعمل "مع شركائنا في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي لتطوير حل دبلوماسي قابل للتطبيق يحمي المصالح الأمنية المشروعة لإسرائيل ولبنان".
ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، معتبرة أن مفتاح السلام يكمن في التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701. كما أن للقوات المسلحة اللبنانية دوراً مهماً تؤديه.
سواء في بيروت أو في مؤتمر لبنان في باريس أرادت بيربوك "استكشاف كيف يمكننا إحراز تقدم على هذا الطريق الصعب وفي الوقت نفسه المساعدة في تخفيف المعاناة الإنسانية". والتقت الوزيرة بيربوك بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.
وحذرت بيربوك من أن الوضع الإنساني في لبنان يصبح أكثر يأسا يوما بعد يوم. ومن غير المحتمل "كيف يختبئ الإرهابيون بشكل غير مسؤول خلف المدنيين ويستمرون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل من هناك". وطالبت في الوقت نفسه، إسرائيل بمواءمة عملياتها ضمن الحدود الضيقة لقانون الدفاع عن النفس والقانون الإنساني الدولي وحماية أرواح المدنيين الأبرياء.
وحطت بيربوك على متن طائرة صغيرة تابعة للجيش الألماني في مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية في الصباح. وهذه هي الزيارة الرابعة لوزيرة الخارجية الألمانية إلى لبنان منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي مركز الاستجابة للأزمات التابع للصليب الأحمر اللبناني، اطلعت الوزيرة على العمل في مجال الرعاية الطبية الطارئة في جنوب البلاد. وأبلغ أحد الموظفين بيربوك أنه قبل وقت قصير من زيارتها، تعرض رجال الإنقاذ التابعون للصليب الأحمر لإطلاق النار في المنطقة - على الرغم من الإعلان عن انتشارهم مسبقا. ولم يتسن التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
ودافعت وزيرة الخارجية الألمانية عن إمداد بلادها لإسرائيل بالأسلحة. وخلال زيارتها الحالية للعاصمة اللبنانية بيروت، قالت بيربوك اليوم الأربعاء، إن ألمانيا أوضحت أنها "تدعم إسرائيل في حقها في الدفاع عن النفس بما في ذلك بالأسلحة أيضا".
وصرحت الوزيرة بأن كل شحنة أسلحة تقدمها بلادها، تخضع للقانون الإنساني الدولي، مشيرة لما اسمته "المسؤولية الألمانية حيال الدفاع عن القانون الإنساني الدولي والمساعدات الإنسانية". وأضافت بيربوك: "يقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الالتزام بهذا القانون الإنساني الدولي".
كما حثت بيربوك الحكومة الإسرائيلية على السماح بوصول المزيد من المساعدات للسكان المدنيين الذين يعانون في قطاع غزة . وقالت بيربوك إن " الوضع يزداد يأسا يوما بعد يوم ولاسيما في شمال غزة"، لافتة إلى أن هذه المنطقة محاصرة بالكامل منذ 19 يوما، وأن "المساعدات الإنسانية لا تدخل إلى هناك إلا على شكل قطرات".
وقالت بيربوك إن محكمة العدل الدولية كانت قضت بموجب أمر قضائي مؤقت بأنه يجب على الحكومة الإسرائيلية توفير إمدادات كافية من السلع الضرورية والمساعدات الإنسانية لسكان غزة، وأكدت بيربوك أن "هذا الأمر ملزم بالنسبة لإسرائيل وللحكومة بموجب القانون الدولي".
شولتس يعبر عن تضامنه مع الشعب اللبناني
في غضون ذلك قال المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء إن من الضروري بدء عملية سياسية في لبنان والسماح للبلاد بالتحرر من النفوذ الأجنبي، وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي.
وعبر شولتس عن تضامنه مع الشعب اللبناني.
وقال متحدث باسم المستشار الألماني في بيان "من الضروري بدء عملية سياسية الآن. ويجب أن تكون الأهداف هي أمن شعب إسرائيل وسيادة لبنان، دون أي نفوذ أجنبي". وذكر البيان أن ألمانيا ستقدم 60 مليون يورو إضافية (64 مليون دولار) لمساعدة الشعب اللبناني.
ف.ي/أ.ح/ ع.خ (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)
من الفصائل الفلسطينية لحزب الله.. حروب إسرائيل ولبنان في صور!
على الرغم من تصاعد العنف مؤخرًا، إلا أنه ومنذ عقود هناك معارك على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وكذلك في الداخل اللبناني. في هذه الصور نقدم نبذة تاريخية للنزاعات العسكرية بين لبنان وإسرائيل.
صورة من: Aziz Taher/REUTERS
قبل 1948
أصبح لبنان مستقلاً عن الانتداب الفرنسي في عام 1946. حتى قبل إعلان دولة إسرائيل، كان اللبنانيون يناقشون نوع العلاقة التي يمكن أن يقيموها مع جيرانهم. لطالما مثلت الحكومة اللبنانية مجموعة واسعة من الطوائف الدينية والعرقية المختلفة، كان البعض يشعر أن بإمكانهم التحالف مع الصهاينة الراغبين في تأسيس دولة، بينما عارض آخرون ذلك.
صورة من: Hassan Ammar/AP Photo/picture alliance
لاجئون فلسطينيون يفرون إلى لبنان
بعد حرب 1948 بين إسرائيل، حديثة التأسيس، وعدد من الدول العربية، اتفقت الأطراف، بما في ذلك لبنان، على خطوط هدنة رسمية. أسفر هذا الاتفاق عما يعرف بخط الهدنة 1949 أو الخط الأخضر. في نهاية الحرب، كانت إسرائيل تسيطر على حوالي 40% من المنطقة المخصصة في الأصل للفلسطينيين وفق خطة تقسيم الأمم المتحدة لعام 1947. أدت الحرب إلى لجوء 100 ألف فلسطيني إلى لبنان.
صورة من: Eldan David/Pressebüro der Regierung Israels/picture alliance /dpa
فرار جديد إلى لبنان
ظهرت مجموعات فلسطينية جديدة، منها فتح، وبدأت في شن هجمات على إسرائيل عبر الحدود، من لبنان وسوريا والأردن. في الآن ذاته، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وجيرانها العرب واستعدت مصر وسوريا والأردن للحرب ضد إسرائيل، لكنها تعرضت لهزيمة عام 1967 فيما عرف بحرب الأيام الست. مرة أخرى، لجأ آلاف الفلسطينيين إلى لبنان إثر احتلال ما تبقى من أراضيهم المخصصة لهم بقرار أممي.
صورة من: Express/Express/Getty Images
انتقال الفصائل الفلسطينية إلى لبنان
عام 1970، بعد معارك فاشلة مع الجيش الأردني فيما بات يعرف ب"أيلول الأسود"، نقلت منظمة التحرير الفلسطينية مقرها الرئيسي من الأردن إلى العاصمة اللبنانية، بيروت. وحولت مقرها العسكري إلى جنوب لبنان. هذا أدى إلى زيادة في الصراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل. كان لبنان قد وافق على وجود مخيمات فلسطيينة على ترابه تديرها هذه المنظمة.
صورة من: Nicole Bonnet/AFP
دخول اليونيفيل
غزت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، لملاحقة المقاتلين الفلسطينيين الذين استمروا في شن غارات عبر الحدود ومن ذلك هجوم على حافلة مدنية إسرائيلية أوقع عدة قتلى، في وقت عاش فيه لبنان حالة حرب أهلية بين مجموعات لبنانية ضد مجموعات لبنانية وفلسطينية. دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى انسحاب فوري وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 425 وأنشأت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام باسم "يونيفيل" لا تزال تعمل إلى اليوم.
صورة من: Mahmoud Zayyat/AFP
اجتياح إسرائيل للبنان
في يونيو/ حزيران 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان، ووصلت إلى بيروت، مبررة تدخلها بملاحقة المقاتلين الفلسطينيين. وكانت "مذبحة صبرا وشاتيلا" التي نفذتها قوات مسيحية يمينية لبنانية، بحق المدنيين الفلسطينيين في المخيمين، أحد أبرز الفصول الدامية، ووجدت لجنة تحقيق إسرائيلية أن القوات الإسرائيلية سمحت بوقوعها.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
ظهور حزب الله
أدى الغزو الإسرائيلي للبنان في النهاية إلى إنشاء حزب الله. عندما قرر مجموعة من رجال الدين الشيعة في لبنان حمل السلاح ضد الإسرائيليين، بدعم من إيران. عام 1985 انسحبت إسرائيل إلى الجنوب، حيث احتلت رسميًا منطقة تبلغ حوالي 850 كيلومترًا مربعًا بين النهر والحدود الإسرائيلية، وانسحبت عام 2000، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425. بعد مواجهات مستمرة مع مقاتلي حزب الله.
صورة من: Fadel Itani/NurPhoto/IMAGO
مواجهات متعددة
وقعت مواجهات متعددة قبل الانسحاب، أهمها "حرب الأيام السبعة" عام 1993، ثم عملية "عناقيد الغضب" عام 1996 عندما قصفت إسرائيل الجنوب اللبناني ومطار بيروت ومحطات طاقة، ورد حزب الله بإطلاق الصواريخ. شهد ذلك العام قصفا إسرائيليا لمجمع تابع للأمم المتحدة قرب قرية قانا اللبنانية أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يحتمون هناك، من بينهم حوالي 37 طفلاً، وجرح المئات، ووصفته إسرائيل بأنه حادث.
صورة من: Joseph Barrak/AFP/Getty Images
حرب 2006
قام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين وقتل آخرين. رفضت إسرائيل طلب الإفراج المتبادل عن أسرى، وردت بما عرف "حرب تموز". أدى النزاع إلى نزوح حوالي مليون لبناني ونصف مليون إسرائيلي، كما قتل حوالي 1,200 لبناني، و158 إسرائيلي، جلهم من الجنود. تعرضت البنية التحتية اللبنانية لأضرار بالغة. انتهى القتال بقرار من مجلس الأمن يدعو إلى نزع سلاح حزب الله وانسحاب الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى توسيع مهام يونيفيل.
صورة من: Gali Tibbon/AFP/Getty Images
ضربة موجعة للحزب
منذ 2006، كانت هناك هجمات متبادلة منتظمة عبر الحدود الجنوبية للبنان، لكنها لم تصل للحرب الشاملة. دخل حزب الله، المصنف إرهابياً في عدة دول، الحرب الحالية بمبرّر "إسناد غزة"، بهجمات صاروخية على شمال إسرائيل، لكنه تلقى ضربة موجعة بعد تفجير أجهزة البيجر ومقتل وإصابة المئات من عناصره، ثم الضربة الأخطر باغتيال الصف الأول من قياداته وفي مقدتهم حسن نصر الله.