بيربوك تدعو إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بالحرب في أوكرانيا
١٦ يناير ٢٠٢٣
بعد مطالبة وزير العدل الألماني بمحاسبة المسؤولين عن حرب أوكرانيا، دعت وزيرة الخارجية بيربوك لإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة المسؤولين الروس. الاتحاد الأوروبي أدان استهداف مبنى سكني في أوكرانيا ووصفه بـ"جريمة حرب".
إعلان
دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاثنين (16 يناير/ كانون الثاني 2023) إلى إنشاء محكمة خاصة بالحرب في أوكرانيا.
وفي خطاب ألقته في لاهاي، دعت بيربوك إلى إنشاء "شكل جديد" من المحكمة من أجل "تقديم القادة الروس إلى العدالة"، عدالة قد تكون مستندة إلى القانون الأوكراني لكن مقرّها في الخارج وتضم قضاة دوليين. وقالت "نحتاج إلى توصيل رسالة واضحة إلى القيادة الروسية هنا والآن مفادها أن الحرب العدوانية لن تمر دون عقاب".
وتزايدت الدعوات لإيجاد سبيل لمحاكمة كبار القادة الروس لارتكابهم جريمة "عدوان كبرى"، إذ إن المحكمة الجنائية الدولية التي تتّخذ في لاهاي مقرا ليست مخوّلة أن تقوم بذلك بموجب قواعدها.
وأوضحت بيربوك في خطابها "فكرتنا مع بعض الشركاء... أن تستند المحكمة إلى القانون الجنائي الأوكراني". وأضافت "من المهم بالنسبة إلينا أن يكون هناك عنصر دولي، على سبيل المثال، موقع خارج أوكرانيا، بدعم مالي من شركاء وتضم مدعين عامين وقضاة دوليين (...) سيكون هذا شكل جديد" من المحكمة.
وفي وقت لاحق، غرّدت وزارة الخارجية الألمانية أن بيربوك تريد "دعم أوكرانيا دوليا من خلال إنشاء محكمة خاصة في لاهاي".
كذلك، دعت بيربوك إلى إدخال تعديلات على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية حتى تتمكن في نهاية المطاف من محاكمة القيادة الروسية لعدوانها.
اختصاص المحكمة
وبما أنّ روسيا ليست من الدول الموقّعة على معاهدة روما التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية فإنّ هذه الهيئة القضائية لا يمكنها تاليا التحقيق في "جرائم العدوان" الروسية بل تنحصر صلاحيتها في التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية المرتكبة في أوكرانيا.
وأتت الدعوة الألمانية بعدما نددت السويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي الاثنين بالقصف الروسي الذي استهدف نهاية الأسبوع مبنى سكنيا في دنيبرو قائلة إنه يشكل "جريمة حرب".
بدوره، ندد بيتر ستانو المتحدث باسم منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأعمال موسكو قائلا إنها "لن تمر من دون عقاب". وأضاف ستانو خلال إحاطة صحافية يومية في بروكسل "تواصل روسيا إظهار وجهها اللاإنساني وتطبق إرهابها بقصف صاروخي وحشي بشكل عشوائي. هذه الأعمال تشكل جرائم حرب ويجب أن تتوقف على الفور".
وكان وزير العدل الألماني ماركو بوشمان، قد دعا إلى ملاحقة قانونية أكثر حزما للمسؤولين عن الحرب الروسية. وقال إن من الممكن التفكير في تشكيل محكمة خاصة كوسيلة أسرع وأكثر توجها نحو الهدف.
ورأى بوشمان أن من المهم أن يشغل هذه المحكمة قضاة دوليون "لضمان نزاهة الإجراء الجنائي"، معربا عن اعتقاده بأن المحكمة الجنائية الدولية هي "المكان المثالي" لمثل هذا الإجراء، وقال إن هذا سيكون "إنجازا تاريخيا".
ص.ش/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة