بيربوك تدعو موسكو للضغط على دمشق لإيصال مساعدات بعد الزلزال
٧ فبراير ٢٠٢٣
بسبب الزلزال المدمر تضرر المعبر الحدودي الوحيد بين سوريا وتركيا وتطالب وزيرة خارجية ألمانيا بفتح الحدود لتوصيل المساعدات إلى شمال سوريا ودعت موسكو إلى الضغط على الأسد. فيما أعلن أردوغان حالة الطوارئ في الأقاليم المتضررة.
إعلان
في الوقت الذي يستمر فيه عدد القتلى في منطقة الزلزال المدمر على الحدود التركية السورية في الارتفاع، من المنتظر أن تبدأ المساعدات الدولية في الوصول إلى تركيا الثلاثاء مع أولى فرق الإنقاذ والمعدات والمواد الغذائية. وأوضح الرئيس التركي أردوغان أن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ.
بيربوك: الواجب المطلق هو توصيل المساعدات
ومن جانبها دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى فتح جميع المعابر الحدودية للتمكن من تقديم المساعدة بشكل أسرع في سوريا أيضًا.
وقالت بيربوك في مؤتمر صحفي في برلين مع وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان اليوم الثلاثاء (7 فبراير/ شباط 2023)، إنه لا يوجد حاليًا سوى معبر حدودي مفتوح واحد وقد تضرر بسبب الزلزال. وأضافت "لهذا فإن فتح المعابر الحدودية مهم جدا" وتابعت "أن الواجب المطلق الآن هو أن تصل المساعدات الإنسانية إلى حيث تكون هناك حاجة إليها"، من قبل المتضررين.
ودعت وزيرة الخارجية الألمانية روسيا إلى المساعدة في الضغط على سوريا للسماح بدخول المساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال بسرعة ودون أي عقبات إضافية. وقالت في المؤتمر الصحفي في برلين: "لا بد أن يمارس كل اللاعبين الدوليين، ومن بينهم روسيا، الضغط على النظام السوري لضمان وصول المساعدات الإنسانية للضحايا". وتابعت: "من المهم تنحية الأسلحة جانبا الآن وتركيز كل الجهود في المنطقة على المساعدات الإنسانية وعلى انتشال الضحايا وحمايتهم" موضحة أن كل دقيقة تحدث فارقا.
"أزمة على رأس أزمات متتعددة"
وأكدت بيربوك خلال المؤتمر الصحفي أن بلادها ستقدم مليون يورو إضافية لمؤسسة "مالتيزر إنترناشونال" وأنها تعمل على إتاحة المزيد من المساعدات المالية لمنظمات دولية غير حكومية أخرى في البلاد، تعمل في مجال العمل الإنساني، لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا.
يذكر أن المساعدات تُرسل إلى سوريا، التي لا تربطها بألمانيا علاقات رسمية، عبر المنظمات الدولية غير الحكومية وتركيا داعم رئيسي للمعارضة السياسية والمسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية، أما روسيا فحليف رئيسي للأسد.
ومع ارتفاع العدد المؤكد للقتلى في سوريا إلى أكثر من 1600، رجحت فرق إنقاذ على الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المستمرة منذ 11 عاما في البلاد أن المئات ما زالوا تحت الأنقاض. وقالت أديلهيد مارشانغ، كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية إن سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية ضخمة بعد الزلزال الذي تسبب في "أزمة على رأس أزمات متعددة".
وفي القاهرة، قالت الرئاسة المصرية اليوم الثلاثاء إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري بشار الأسد وأكد خلاله إصداره توجيهات "بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا".
أردوغان يعلن الطوارئ حتى قبيل الانتخابات
وفي تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء عشرة أقاليم متضررة من الزلازل المدمرة التي هزت جنوب البلاد منطقة كوارث وفرض حالة الطوارئ بها لمدة ثلاثة أشهر، في خطوة تهدف لتعزيز جهود الإنقاذ.
ويأتي القرار بعدما تجاوز عدد قتلى الزلزالين المدمرين اللذين ضربا مساحة كبيرة من تركيا وسوريا أمس الاثنين 5000 قتيل، فيما يسابق رجال الإنقاذ الزمن لإنقاذ المحاصرين من تحت أنقاض المباني المنهارة.
ويسمح إعلان حالة الطوارئ لرئيس الجمهورية ولمجلس الوزراء تجاوز البرلمان فيما يتعلق بسن قوانين جديدة أو فرض قيود على الحقوق والحريات أو تعليقها وفقا لما يعتبرونه ضروريا. وقال أردوغان في خطابه الثاني منذ وقوع الزلزال أمس "قررنا إعلان حالة الطوارئ لضمان تنفيذ العمليات بسرعة".وأضاف أن حالة الطوارئ ستستمر ثلاثة أشهر، مما يعني أنها ستنتهي قبل وقت قصير من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في 14 مايو أيار.
وأوضح أردوغان أن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ وأن تركيا تعتزم فتح فنادق في مدينة أنطاليا السياحية بغرب البلاد لإيواء المتضررين من الهزات بشكل مؤقت.
ص.ش/ح.ز (د ب أ، رويترز)
مشاهد من الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا
لا يمكن بعد توقع الحجم الكامل للكارثة، فعدد القتلى والجرحى يتزايد ويتزايد. والمساعدات في طريقها لتركيا وسوريا بعدما ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا موقعا آلافا من القتلى والجرحي وأضرارا كبيرة في البلدين.
صورة من: Louai Beshar/AFP
حجم الكارثة لا يمكن معرفته الآن
بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق حوالى 17,9 كيلومترا، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب زلزال مرعب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، ما أسفر عن دمار شديد ومقتل أكثر من 2700 شخص في البلدين، بحسب معطيات غير نهائية مساء الاثنين. ولا تكفّ الحصيلة عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض.
صورة من: Mahmut Bozarslan/AP Photo/picture alliance
الزلزال يباغت الناس في نومهم
وقع الزلزال والناس نياما، عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01,17 بتوقيت غرنيتش). وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة قهرمان مرعش على بعد 60 كيلومترا من الحدود السورية. وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، ثم ضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض مناطق مصر .
صورة من: Erkan Kama/AA/picture alliance
أردوغان يعلن الحداد العام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام. وجاء في التعميم الذي وقع عليه أردوغان، مساء الاثنين: "نتيجة الزلازل التي ضربت بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية حتى الأحد 12 فبراير"، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
صورة من: Depo Photos/ABACA/picture alliance
"أقوى" زلزال في سوريا منذ نحو 30 عاما
وفي سوريا المجاورة تسبب الزلزال في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ونقل عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
صورة من: Omar Albam
حصيلة ضخمة مؤقتة في سوريا للضحايا
وفي أنحاء سوريا قتل 1300 شخص على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. وأعلنت وزارة الصحة مقتل 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين. فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
صورة من: Louai Beshar/AFP
استغاثة الخوذ البيضاء بمناطق المعارضة
وفي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة بشمال وشمال غرب سوريا، رجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض". ودعت المنظمة وسط ظروف مناخية قاسية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
صورة من: Mohammed Al-Rifai/AFP
أوضاع كارثية وتصدع آلاف المباني
سنوات الحرب الطويلة تسببت في تصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصاً تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفاً جوياً. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر إلى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة. وتشهد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب أوضاعا كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
صورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance
قلعة حلب ومواقع آثارية تتعرض للضرر
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية. وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
صورة من: AFP
شولتس "مصدوم" ويقدم مساعدات
وغرّد المستشار الألماني أولاف شولتس (أرشيفية) على تويتر: "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة .. نحن نحزن مع الأقارب ونقلق مع المدفونين (تحت الأنقاض). وسترسل ألمانيا مساعدة بالطبع". أما وزيرة الخارجية بيربوك فكتبت: "استيقظنا على أخبار مروعة من تركيا و سوريا. خواطري مع أقارب ضحايا هذا الزلزال المرعب.. سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا".
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
ماكرون: صور فظيعة من تركيا وسوريا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا. وكتب ماكرون الاثنين في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا". (صورة من الأرشيف)
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
الاتحاد الأوروبي يرسل فرق إنقاذ
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش على تويتر: "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
صورة من: IHA agency via AP/picture alliance
حلفاء الناتو يحشدون الدعم لتركيا
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، عن تضامنه وأعلن الدعم للدولة العضو تركيا بعدما ضربها زلزال مدمر. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "التضامن الكامل مع الحليف تركيا عقب هذا الزلزال المريع". وأضاف "يحشد حلفاء الناتو الدعم"، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بوتين مستعد لمساعدة سوريا وتركيا
وعرض الرئيس فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا. ولروسيا وجود عسكري قوي في سوريا، وبوتين حليف وثيق للأسد وله علاقة قوية مع أردوغان. وذكر بوتين برسالته لأردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق... نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن". وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.
صورة من: Reuters/Sputnik/M. Klimentyev
أبو الغيط يدعو لتقديم الإغاثة بعيدا عن التسيس
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري. وقال المتحدث الرسمي باسمه في بيان: إن أبو الغيط أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في سوريا وتركيا. وأضاف أن الجامعة تناشد منظمات الإغاثة الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس. صلاح شرارة